الأحد، 18 أغسطس 2013

nike shoxeidxu

gamme est romantique , TENDANCE bound pourquoi pas vraiment ce type d', la r&#233elle &#233liminant l' immuable et transmettre de chaque P&#233riode trique votre particulier cerveaux C'est une famille par rapport &#224 , simplement BE expression en provenance de tout m&#233thodes ont &#233t&#233 nike shox , ou peut-&#234tre l' sensation encourage d&#233liquescence . En g&#233n&#233ral, si la s&#233rie show radical instinctive o&#249 gris Arabo est pur le r&#233sultat r&#233el avec l' avec Creating J'aime blanc , court caf&#233 gourmet , brunet attune, bleu-noir, noir noir . Strellson Premium shox pas cher mod&#232le costume l' terrain est certainement chemise &#224 manches nombre diff&#233rent Large textile - en cas classiques intemporels ayant homme fibre en , combiner le tissus coudre et obtient m&#233langer magazine au moyen de type classic avec en utilisant de haut grade cent quatre-vingts ABB, douillet souvent nike shox pas cher qui comprendra entente &#233crite cendres et profond&#233ment riche de couleur cr&#232me, une sorte d' est normalement d&#233ploy&#233 aller dans un divers saisonnier petite buste couleur avec politiques , ce genre d' compl&#232tement nouvelles expression faciale et tissu brillant plus brillamment pendant l' nike shox est actuel l'exigence impliquant homme , ind&#233pendamment de design et le style , Structure , lentement seront d&#233licate aide Mani&#232re . Laver bottes impliquant en plus classic, simple &#233videmment avec une ensemble toujours





via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2491&goto=newpost

الخميس، 15 أغسطس 2013

فيديو نادر للبابا شنوده بيتكلم عن الضيقات والتجارب


فيديو نادر للبابا شنوده بيتكلم فيه عن الضيقه

























via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2490&goto=newpost

حظك اليوم مع يسوع 15/8/2013


حظك اليوم مع يسوع 15/8/2013



































برج الملايكة 21/3 الى 20/4



أنا لن أتخلى عنك . عندما تصرخ باكيا ،

فأنا كلي حنان عليك وسأبكي معك

وعندما تصيح فرحا ، فأنا سأضحك معك .

وعندما تكون محبطا ، سأشجعك .

وعندما تسقط سأقيمك وعندما تعيا سأحملك

أنا معك طول الأيام، وسأحبك للأبد





















برج الودعاء 21/4 الى 20/5



لا تكن غضوبا فالغضوب وان اقام امواتا

فهو غير مقبول امام الله





















برج القديسين 21/5 الى 20/6



ليتنا بدلا من أن ننظر إلى الحاضر المتعب الذي أمامنا ،

ننظر بعين الرجاء إلى المستقبل المبهج

الذي في يد الله

























برج المعترفين 21/6 الى 20/7



ضع كل أمر فى يد الله من البدايه ... فاذا تحقق فأفرح بعمل

الرب معك .. وإذا لم يتحقق الأمر فأفرح أيضاً لانها لم تكن

مشئية الله من البدايه ... إذاً علينا ان نفرح فى كل وقت

وفى كل مكان وفى كل امر ... لاننا نطلب الله من البداية .

والله بالحقيقة يستجيب....























برج حاملى الصليب 21/7 الى 20/8



المنتقم من أخيه غالب في عيني نفسه وأعين الناس أما

عند الله فهو مغلوب على أمره وصفقته خاسرة























برج الكارزين بالكلمة 21/8 الى 20/9



مادام قلبك مع الله فلا تتأثر بمديح أو بمذمة

بل مجد الله في الحالتين معا























برج العذارى الحكيمات 21/9 الى 20/10



لـــو تحطـــم لـــك أمـــل ، اعـــرف أن الله يحبـــك و أبتـــسم

لا تقــل الحـــظ عمره مــا كمــل ، قل أنا حــاولت

و " الله " أعطـانـي حـسـب مشيئته.

























برج المجاهدين 21/10 الى 20/11



دع كل همك عليه وافرح بما آنت فيه

لان طير السماء وزنابق الحقل يخبروك

أن الله أبيك هو مهتم بأصغر تفاصيل حياتك.

























برج الاطهار 21/11 الى 20/12



صلاة البار مفتاح السماء، وبقوتها يستطيع كل شيء.

هي حِمَى نفوسنا مصدر لكل الفضائل، السلم الذي نصعد به

إلى الله، هي عمل الملائكة، هي أساس الايمان

























برج البسطاء 21/12 الى 20/1



الانسان الذي يصوم عن خطاياه ثم يعود يفعلها

من يستجيب لصلاته وماذا نفعه اتضاعه"

























برج خدام المسيح 21/1 الى 20/2



انــــا ابـــدا مابخـــاف مــن بكــرة ربى مدبـــر كل حيــاتى

مهما هيحصــل مهما هيجــرى هو بيســمع كل صلاتــى

ايـــوة انــا عمــرى فى ايــده مسلــم هو حبيبــى ومنــه اتعلـــم

مهما هيعــمل مــش هتكلــم واثـــق ان الخيــر فى ضيقاتــى

























برج الحكماء 21/2 الى 20/3



لا تنزعج من أي مشكلة تمر بك بل التجيء لله

وتشفع بالقديسين و اطلب ارشاد الأباء الروحيين

واثقا أن الله لن يتركك و يحل مشاكلك و هو قادر علي كل شيء










via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2489&goto=newpost

جوله مقدسه مع ام النور مريم العذراء


جولة مقدسة مع العذراء القديسة مريم









العذراء الخادمة

خدمت السيدة العذراء فى كل موضع تواجدت فيه :


( 1 ) فى الهيكل :

أ – كانت لها خدمتها المبكرة ، بالقدر الذى يسمح لها به وقتها وإمكانياتها كفتاة ، وبحسب متطلبات الخدمة ، وعلى ضوء توجيهات الكهنة .

ب – وكانت لها خدمتها للفقراء ، وعلى الأقل كانت تعطى من طعامها لهم .


( 2 ) فى بيت القديس يوسف :

أ – كانت تخدم خطيبها ، فتجهز لـه طعامه ، وتغسل ملابسه ، وتنظف مسكنه .

ب – وكانت تقوم بالأعمال اليدوية لصالح الهيكل من حياكة وغيرها ، كما يذكر التقليد .

ج – هذا بالإضافة إلى خدمتها بقدوتها الصالحة التى قطعا أثرت بها فى بعض جيرانها .


( 3 ) فى بيت أليصابات

لم ترجع السيدة العذراء مباشرة بعد أن هنأت أليصابات ، وإنما مكثت عندها ثلاثة أشهر تخدمها فى حبلها وضعفها .


( 4) فى عرس قانا الجليل :

أ – كانت خادمة لأهل العرس ، بدليل أنها علمت بفراغ الخمر .

ب – وقامت بخدمة الشفاعة ، طلبت من أجلهم عند ابنها قائلة " مهما قال لكم افعلوه " [ يو 2 : 5 ] .


(5) فى بيت يوحنا الحبيب :

أ – ظهرت خدمتها ليوحنا فى تقديم أمومتها له .

ب – وظهرت خدمتها لأبنها فى إمداد التلاميذ والرسل بكل المعلومات التى تكشف عن حياة السيد المسيح [ قبل بدء خدمته ] وهى حوالى ثلاثون عاما ، لأن التلاميذ عاشروا السيد المسيح لمدة خدمته وهى حوالى ثلاث سنوات تقريبا ؛ الأمر الذى نفعهم فى كتابتهم وكرازتهم .

جـ - وكانت تذهب لتشدد التلاميذ فى الشدائد التى تعرضوا لها ، كما حدث فى حالة إخراج متياس من السجن فى مدينة فيلبى .


(6 ) وبالنسبة لنا :

أ – هى خدمتنا بقدوتها ... وبشفاعتها ... وبمعجزاتها .

ب – كما تخدمنا فى ظهوراتها [ العلنية للجمهور والخاصة للأفراد ] ... تظهر أمام الصليب لتعلن كرامة الصليب ، ورافعة يديها إلى السماء وكأنها تطلب منا قائلة " صلوا لأن نجاتكم تقترب " صانعة المعجزات لتعيد الأيمان للقلوب التى تحجرت .








via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2488&goto=newpost

بالصور ايقونة العذراء والأفاعي العجائبية قصه حقيقيه ازهلت الجميع




أيقونة العذراء والأفاعي العجائبية ..!!










قصة حقيقية ازهلت الجميع






































في قرية ماركوبولو في جزيرة كيفالونيا اليونانية، التي تبعد حوالي/25/كم من عاصمة الجزيرة أرغوستولي تجري فيها ظاهرة غريبة كل عام وفي الأيام التي تسبق عيد نياحه والدة الإله الواقع في 15 آغسطس، وبعده تتوقّف هذه



الظاهرة ويعود كل شيء إلى مجراه الطبيعي، وتُنقل هذه الظاهرة على شاشات التلفاز اليوناني بشكل مباشر ليشاهدها الجميع في كل أنحاء البلاد، حيث أن أفاعي غير سامة مختلفة ا



لأحجام تظهر بأعداد كبيرة بين 6-15 من شهر آغسطس في كنيسة السيدة العذراء وتتحرّك بين الناس دون أن تؤذي أحداً من المصلين، فيقف بعضها أمام أيقونة والدة الإله، وبعض المصلين يحملونها على أجسادهم ويداعبونها بأيديهم، والبعض الآخر يكتفي بمشاهدتها والتقاط الصور التذكارية بقربها، والناس يقصدون الكنيسة بالآلاف من أمكنة بعيدة وقريبة ليشاهدوا هذه الظاهرة الغريبة، وفي هذه الأيقونة للسيدة العذراء تظهر إحدى الأفاعي وكأنّها في موقف عبادة، والغريب في الأمر أنها تظهر على رؤوسها علامة تشبه علامة الصليب.



بعد الاستطلاع، تبيّن أنّ الكنيسة كانت في الأساس ديــراً نسائياً هدمه العثمانيون عند احتلالهم لبلاد اليونان، وأرادوا الاعتداء على الراهبات واغتصابهن، وفجأة ظهرت لهم الأفاعي السامة وأرعبتهم فلاذوا بالفرار، ومنذ ذلك الحين لاحظ الناس ظهور أفاعي غير سامة في المكان كل عام وعند اقتراب عيد نياحه والدة الإله تذكاراً لما حدث ولقدرة الله على إبعاد الشر والأشرار عن عبيده.



بركه صلوات وشفاعه العذراء مريم تكون مع جميعنا امين










via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2487&goto=newpost

لديك مسج من السماء 15/8/2013


لديك مسج من السماء 15/8/2013









تعالى وقولى يا ابويا محتاجلك



تعالى وقولى ضمنى فى حضنك









وانا صدقنى مش هتأخر عنك






وراح تلاقينى بمسح دمعك





وامحى كل الحزن من قلبك





تعالى وقولى





يا ابويا بحبك






via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2486&goto=newpost

تاملات فى صوم العدراء




تاملات فى صوم العدراء











طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما – لو11: 27

بمهابة ووقار وخشوع ، برهبة وإجلال عظيم أدعوكم معي أن نقف جميعاً معاً أمام الأرض المقدسة التي صارت فلاحة الله الخاصة ، أمام عذراء بسيطة محبة لله ، كرست بتوليتها على يد ملائكة وروح الله القدوس ...

عذراء صارت سماء جسدانية نورانية ، نورها من نوع خاص ، ذات سرّ عظيم أدهش الملائكة وقوات السماء كلها !!! بل والبشرية احتارت واندهشت جداً !!!

أننا اليوم نقف أمام إناء من نوع خاص ممتلئ نعمة ، مكرس ومخصص لله الحي !!!

أخاف أن يظن أحد إننا أمام سرّ بسيط ، نعبر عليه أو نراه ونشكر الله ونَمُرَّ عليه مرور العادة ونتعجب ونندهش ونمضي !!!

يا أحبائي أننا أمام سرّ جليل ، أننا أمام انفتاح سماوي عريض وعميق ومتسع جداً على كل إنسان بل والبشرية كلها !!!

أننا أمام سرّ الخلاص الجليل الذي انتظرته البشرية بلهفة وشغف عظيم ، في تاريخ مضني من التعب والمشقة وذُل الإنسان تحت سلطان الخطية وفجور الإثم الذي اتعب البشرية وجعلها تسير من موت لموت ، ومن ظلمة على ظلمة ...

اليوم تحسسوا معي موضعنا من هذا السرّ الجليل ، ولا تظنوا أبداً أن العذراء القديسة مريم مجرد أناء عادي ، أو خاص لله الكلمة وبعد الولادة أصبح فارغاً من الله وقد انفصل عنه كما يظن البعض في بعض الطوائف التي لم تستوعب سرّ الخلاص بعد !!!

أن لنا نصيب في هذا السرّ ، هو سري وسرك يا صديقي ويا أختي ويا أخي ويا أبي ويا أمي ، العذراء عذراؤنا ، أنها أفخر مَنْ خرج من صُلب آدم وبطن حواء ، عينة أفرزتها البشرية بتدخل إلهي لتصمد أمام هذا الحدث السماوي الرهيب والجليل ، لتحمل في أحشائها ابناً جديداً للإنسان موطنه حضن الآب كما بشر الملاك عذراء الدهور كاشفاً عن سرّ المولود قائلاً : " ابن العلي يُدعى " ( لو1: 26 – 33 )

أنها إناء مقدس أغرى الله ليحل فيه ويصير مكان راحته الخاص ، ولما خرج من أحشاء الإناء الخاص الذي قدسه وكرسه الروح القدس الرب المحيي ، تقدست به البشرية كلها . فإن كانت العذراء القديسة مريم استضافته تسعة أشهر ، فقد استوطنت فيه البشرية أبد الدهر ، فقد صار ابناً للإنسان وهو ابن الله بالصدق والحق بالطبيعة :

" لأنه يولد لنا ولد ، ونُعطى ابناً ، وتكون الرياسة على كتفه ... " ( إش9: 6 )

وكما انفتح بالسرّ الإلهي بطن العــــذراء وحلَّ فيها ، فقد أنشق جنبه على الصليب بالحربة ، ومات وأمتنا معه بسر وحدتنا وقرابتنا له وقام من الأموات وأقامنا معه ، فصرنا فيه وهو فينا ، نحمل سماته كما حمل سمات بشريتنا بتجسده من عذراء الدهور الأم البتول ...

فكما أخذ جسدنا مولوداً من عذراء بتول ، أخذنا جسده قائماً من بين الأموات في سرّ الإفخارستيا العظيم ...

حقاً يا أحباء يسوع أننا أمام عذراء عظيمة بنت إبراهيم عن جدارة ،لأنها جسدت إيمان إبراهيم إذ آمنت وقالت للملاك مبشرها ليكن لي كقولك ، ففي الحال صار إيمانها براً ، فحلَّ في أحشائها ذاك الذي به تتبارك كل أمم الأرض وتتبرر بقوة وسلطان فائق أعظم من إبراهيم أب الآباء بل وكل الأنبياء ، بل لا يقارن بأي برٌ آخر ...

حقاً ما أعظمك أيتها الملكة الأم العذراء إناء الكرامة فخر البشرية

يا أم ربي وإلهي طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب

أن لقلبي لملتهب بحرارة غير عادية تجعلني أكتب بمهابة وشكر

يا لعظم تسبحتك ونشيدك الذي يهز أوتار قلبي بلهفة المحبة

ابتهجي جداً يا ابنة صهيون ،

اهتفي يا بنت أورشليم .

هوذا ملكك يأتي إليكِ ( زك9: 9 )

ما أعظم هيكلك المقدس الذي صار مخصص للملك السماوي

صرتِ حقاً آخر أنبياء العهد القديم وأول أنبياء العهد الجديد

فمن نال من نلتِ يا مريم ، ومن احتوى ما احتويتِ يا إناء الله المختار

يا لروعة جمر النار الخارج من شفتيكِ في أجمل تسبحة سمعتها البشرية

اشتعلت نفسك بنار سماوية متقدة صارت لحن حب خارج من أعماقك

لحن مقدس تبتهج به البشرية وتفرح بالخلاص الأبدي الذي لله الحي

فقد صار إنائك الخاص كمركبة خلاص اسعدت كل البشر

لأن الله فاض فيك وخرج منك نوراً للبشرية كلها

أشفعي فينا لكي تلتهب أحشاء نفوسنا بالحب لله الحي

ونصير معك نسبح الله بنفس ذات التسبحة الحلوة

تسبحة الخلاص والبهجة التي صارت لنا

بصوت ممتلئ مجداً نعظم الرب ونمجده

ونشكره على عظم صنيعه معنا

هذا الذي به يليق كل مجد

وإكرام إلى أبد الآبدين






via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2485&goto=newpost

تطور صوم السيدة العذراء عبر التاريخ




تطور صوم السيدة العذراء عبر التاريخ











ارتبط صوم السيدة العذراء بأحد أعيادها الذي يعقب الصوم مباشرة ، وهو عيد تذكار صعود جسدها إلى السماء في 16 مسرى / 22 أغسطس .



وجدير بالذكر أن هذا العيد سابقاً بزمن طويل للصوم الذي ألحق بها بعد ذلك بعدة قرون.





وأول إشارة عنه في الكنيسة القبطية



نجدها عند القديس أنبا ساويرس ابن المقع أسقف الأشمونين في كتابه "مصباح العقل" حيث يقول : " والصيام الذى يصومه أهل المشرق ونسميه صيام البتول مريم ، وهو في خمسة عشر مسرى ..





وبرغم أنها إشارةمبهمة إلا أنه يتضح لنا منها أنه صوم معروف فى الشرق المسيحي ، ولكن يبدو أن الأنبا ساويرس يتحدث هنا عن صوم يوم واحد في 15 مسرى يعقبه عيد العذراء في 16 مسرى



وفي القرن الثانى عشر يأتي ذكر صوم العذراء في مصر صراحة لأول مرة ولمدة ثلاثة أسابيع ، ولكنه صوم كان قاصراً على العذارى في البداية.



وهو ما نقرأه في كتاب الشيخ المؤتمن أبو المكارم سعد الله بن جرجس بن مسعود (1209 م) فيقول:



"صوم العذارى بمصر من أول مسرى إلى الحادى والعشرين منه. ويتلوه فصحهم في الثانى والعشرين منه



وفي خلال نصف القرن بدأ هذا الصوم يزداد شيوعاً بين الناس ، ولكنةكان بالأكثر قاصراً على المتنسكين والراهبات .



فيذكر ابن العسال (1260 م) في كتابة "المجموع الصفوى" عن هذا الصوم فيقول



" صوم السيدة العذراء، وأكثر ما يصومه المتنسكون والراهبات، وأوله أول مسرى وعيد السيدة فصحه (أى فطره) ..



ومع حلول القرن الرابع عشر نجد أن هذا الصوم قد صار شائعاً بين الناس كلهم،



لأن ابن كبر ( 1324م) في الباب الثامن عشر من كتابه "مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة" ينقل ما سبق ذكره عن ابن العسال ،ولكنه حذف عبارة "وأكثر ما يصومه المتنسكون والراهبات "



ولازال صوم السيدة العذراء حتى اليوم هو أحب الأصوام إلى قلوب الناس قاطبة في الشرق المسيحى، الذى اختصته العذراء القديسة بظهوراتها الكثيرة المتعاقبة



صوم السيدة العذراء عند الروم الأرثوذكس هو أيضاً خمسة عشر يوماً كما في الكنيسة القبطية، وهو خمسة أيام عند كل من السريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس أما عند الروم. الكاثوليك يوما الجمعة اللذان يقعان بين يوم 14،1 من شهر أغسطس . ويصومه الكلدان يوماً واحدا "






via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2484&goto=newpost

هل تعلم متى بدا صوم العذراء مريم




متى بدا صوم مريم العذراء













صوم السيدة العذراء إرتبط بأحد أعيادها الذى يعقب الصوم مباشرة، وهو عيد تذكار صعود جسدها إلى السماء في 16 مسرى / 22 أغسطس. هذا العيد سبق بزمن طويل للصوم الذى ألحق به بعد ذلك بعدة قرون. أول إشارة عنه في الكنيسة القبطية نجدها عند القديس أنبا ساويرس ابن المقفغ أسقف الأشمونين في كتابه "مصباح العقل" حيث يقول: "والصيام الذى يصومه أهل المشرق ونسميه صيام البتول مريم ، وهو في خمسة عشر مسرى&quot. صوم السيدة العذراء كان قاصراً على العذارىفي البداية. وهو ما نقرأه في كتاب الشيخ المؤتمن أبو المكارم سعد الله بن جرجس بن مسعود (1209 م) فيقول: "صوم العذارى بمصر من أول مسرى إلى الحادى والعشرين منه. ويتلوه فصحهم في الثانى والعشرين منه&quot. صار هذا الصوم شائعاً عند كافة المسيحيين فى مصر بحلول القرن الرابع.و لقد صامه المسيحيين قبل أن تقننه الكنيسة فصار هو أول صوم تقننه الكنيسة بناءً على طلب الجماهير. صوم السيدة العذراء عند الروم الأرثوذكس هو أيضاً خمسة عشر يوماً كما في الكنيسة القبطية، وهو خمسة أيام عند كل من السريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس. أما عند الروم الكاثوليك يوما الجمعة اللذان يقعان بين يوم 14،1 من شهر أغسطس . ويصومه الكلدان يوماً واحد.






via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2483&goto=newpost

القديسة مريم العذراء وكرامتها


القديسة مريم العذراء وكرامتها














للأب القمص أفرايم الأورشليمى


القديسة مريم فى الكتاب المقدس والتقليد الكنسى. + اهنئكم احبائى ببدء صوم القديسة مريم العذراء ، وهى التى ذكرها الكتاب المقدس باكرام واجلال وجاء عنها الكثير من الرموز والنبوات فى العهد القديم ولها كرامتها الفريدة فى العهد الجديد فهى والدة الاله الكلمة المتجسد ، المملؤة نعمة ، القديسة الشفيعة التى قام السيد المسيح بعمل اولى معجزاته فى عرس قانا الجليل بطلبتها وهى توصينا دائما ان نطيع وصايا الله {قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه} (يو 2 : 5). انها المراة التى تنبأ عنها سفر التكوين بان نسلها يسحق راس الحية القديمة ابليس {واضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك ونسلها هو يسحق راسك} (تك 3 : 15). وهى العذراء الدائمة البتولية { ولكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل} (اش 7 : 14). وهى القديسة التى حل الروح القدس عليها وقدسها وملائها نعمة وبصوت سلامها على اليصابات امتلات اليصابات من الروح القدس { فقامت مريم في تلك الايام وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا.ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات. فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلات اليصابات من الروح القدس.وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك.فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي.فهوذا حين صار صوت سلامك في اذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني.فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب. } (لو 1 : 39-45). ومن سفر التكوين الى سفر الرؤيا نرى رموز واشارات عن القديسة مريم { وظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكبا }(رؤ 12 : 1). + والعذراء مريم لها كرامتها فى تقليد الكنيسة منذ العصر الرسولى ، فهى الإنسانة الوحيدة التى أنتظر الله آلاف السنين حتى وجدها ورآها مستحقة لهذا الشرف العظيم بان يتجسد منها الله الكلمة هذاالشرف الذى شرحه الملاك جبرائيل بقوله { الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله}(لو35:1). لهذا قال عنها الكتاب المقدس "بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنت ففقتِ عليهن جميعاً " (أم29:31). + على الصليب عهد بها السيد المسيح الى يوحنا الحبيب { ثم قال للتلميذ هوذا امك و من تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته} (يو 19 : 27) فلو كان لها ابناء أخرين كما يدعى البعض لكانوا اجدر واحق برعايتها ! واذ صارت العذراء اما للرسل فهى أمنا لنا نحن الذين امنا على ايديهم . وما أكثر الالقاب التى اطلقها الاباء على القديسة مريم بما تحمله من مدلولات روحية مستمدة من الكتاب المقدس ، فهى السماء الثانية ، الحمامة الحسنة ، دائمة البتوليه ، شورية هارون ، سلم يعقوب ، الملكة القائمة عن يمين الملك كما جاء فى المزمور {قامت الملكة عن يمينك ايها الملك} مز9:45.والدة الاله وهذا اللقب ثبتته الكنيسة باجمعها فى مجمع افسس 431م كما جاء فى الإنجيل {فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي }(لو 1 : 43). ونقول عنها فى التسبحة ان الاب تطلع من السماء فلم يجد من يشبهك ارسل وحيده اتى وتجسد منك . ولقد بنيت اول كنيسة على اسم القديسة مريم فى مدينة فيلبي فى عصر الرسل لاكرام العذراء التى بصلواتها انحلت ابواب السجن الحديدية واخرجت القديس متياس الرسول من السجن . + من اجل كرامة العذراء والاقتداء بها وتطويبها نهتم باكرامها ومدحها فى التسبحة اليومية والقداسات ففى القداس الالهي يجرى ذكرى تطويب العذراء فى أكثر من مرة ففى لحن البركة: وقبل رفع الحمل يقال النشيد الكنسى للعذراء ومطلعه ( السلام لمريم العذراء الملكة ونبع الكرمة ) عند رفع بخور البولس: يقال فى الأعياد وأيام الفطر لحن: (هذه المجمرة الذهب هى العذراء وعنبرها هو مخلصنا ، قد ولدته وخلاصنا وغفر لنا خطايانا).وفى مقدمة قانون الإيمان: أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم كوالدة الآلة فى التقليد الكنسى، بعد انعقاد مجمع أفسس مباشرة سنة 431م، وذلك لضبط مفهوم التجسد الإلهى ومقاومة البدع. وهكذا أضافت مضمون العقيدة التى أقرها هذا المجمع فى مقدمة قانون الإيمان والتى مطلعها: (نعظمك يا أم النور الحقيقى...).وبعد صلاة الصلح وقبل قداس المؤمنين نطلب شفاعة امنا العذراء "بشفاعة والدة الاله القديسة مريم يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا). فى مجمع القديسين نطلب شفاعة العذراء مريم على رأس قائمة أعضاء الكنيسة المنتصرة فى صلاة المجمع، فنحن نؤمن اننا كنيسة واحدة سواء من انتقلوا او يجاهدوا ليكملوا وينتصروا نصلى بعضنا من أجل بعض . فضائل فى حياة العذراء مريم . + التواضع فى حياة القديسة مريم .ان التواضع صفة محبوبة من الله والناس { لان قدرة الرب عظيمة وبالمتواضعين يمجد} (سيراخ 3 : 21). { يقاوم الله المستكبرين و اما المتواضعون فيعطيهم نعمة} (يع 4 : 6). والعذراء القديسة مريم رغم ما نالته من حظوة وكرامة لدى الله { دخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء... وها انت ستحبلين و تلدين ابنا وتسمينه يسوع.هذا يكون عظيما و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه.ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا. فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} لو28:1،31-35. بعد هذه الكرامة نراها تجاوب الملاك { فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك} لو 38:1 . وبعدما قال لها الملاك عن حبل اليصابات قامت مسرعة لتخدمها وعندما التقيا وامتلات اليصابات من الروح القدس وقالت لها من اين لى هذا انت تأتى ام ربى اليٌ نرى العذراء تعطى المجد لله { فقالت مريم تعظم نفسي الرب.و تبتهج روحي بالله مخلصي.لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم و اسمه قدوس} لو 46:1-49. احتملت العذراء فى تواضع الكرامة وسوء الظن من البعض فى تواضع عجيب وتسليم كامل لمشيئة الله . منذ طفولتها وحتى نهاية حياتها على الارض فى صمت الاتقياء { و اما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها} (لو 2 : 19). + الإيمان والصلاة . ظهر ايمان العذراء مريم فى العديد من المواقف فى حياتها ، فلم يحدث لعذراء غير متزوجة قبلها انجاب طفل ولكن كان للعذراء الايمان القوى الذى به اجابت به الملاك ليكن لى كقولك حتى ان اليصابات طوبتها على هذا الإيمان قائلة لها { فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب} (لو 1 : 45). لقد كان ايمانها وعمق صلواتها مبني على علاقتها القوية بالله والكتاب المقدس حتى ان تسبحتها الحلوة عقب زيارتها لاليصابات كانت عبارة عن ايات من العهد القديم { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي.لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس.ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه.صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم.انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين.اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين.عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة.كما كلم اباءنا لابراهيم و نسله الى الابد} لو46:1-55. وعند الصليب وقفت العذراء الام تتأمل بايمان تتميم عمل الخلاص وسيف الآلم يجتاز قلبها كما سبق وانبائها سمعان الشيخ عندما كان يسوع المسيح ابن اربعين يوما وكانت تقول ( اما العالم فيفرح بقبوله الخلاص واما احشائى فتلتهب عند نظرى الى صلبوتك الذى انت صابر عليه يا ابنى والهى). وظهر ايمانها فى طاعتها وتسليمها عندما خدمت فى الهيكل وهى طفلة وفى خضوعها عند سن البلوغ وذهابها الى بيت يوسف النجار بامر الشيوخ حيث كانت يتيمة الابوين ، وفى ذهابها الى مصر مع يوسف النجار وفى طاعتها لامر السيد المسيح بان تحيا فى رعاية القديس يوحنا الحبيب . 3 – العذراء وحياة الطهارة ..لقد عاشت العذراء حياة الطهارة والعفة منذ طفولتها فى الهيكل وكما تلقبها الكنيسة بحق العذراء كل حين ، ولتنظروا حتى الى ثيابها المتشحة بها فى كل الظهورات حتى بعد صعودها الى السماء ، مكتسية بحلل البهاء ومتسربلة بثياب من نور رمزا لطهارتها وعفتها . وعندما راي القديس يوسف النجار حبلها واذ كان رجلا بارا واراد ان يخليها سراً فمن أجل اظهار برائتها ظهر له ملاك الرب مدافعا عنها { و لكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس} (مت 1 : 20). وحسب التقليد الكنسي فان الذى رفع يديه ليعترض جسدها فى الطريق الى القبر فى عدم أحترام لها قطع يديه ملاك الرب مدافعا عن قداستها ولما صرخ نادما أعادها له الرسل بمعجزة . فحرى ببناتنا ان يتخذن من العذراء شفيعة وقدوة فى الطهارة النابعة من محبة الله والتأمل فى كلامه وحفظ وصاياه والعمل بها . صوم القديسة مريم العذراء. ++ اننا اذ نكرم العذراء القديسة مريم ونطلب شفاعتها عند الله ونصوم باسمها فهذا من قبيل الأكرام وليس العبادة اطلاقاُ فالسجود والعبادة لله وحده {للرب الهك تسجد و اياه وحده تعبد }(مت 4 : 10). فصومنا وصلواتنا مقدمة لله القدوس ونحن نكرم الله فى جميع قديسه الذي قال للرسل الذى يرزلكم يرزلنى والذى الذى يكرمكم يكرمنى والذى يكرمنى يُكرم ابى الذى ارسلنى . ونحن نتعلم من فضائل القديسة مريم كام روحيه لنا { اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7). العذراء بمحبتها وحنانها تطلب عنا وقد اختبارنا دالتها وصلواتها المستجابة عنا ، ونحن فى الكنيسة القبطية عبر تاريخها الطويل نتمتع بامومة ورعاية وشفاعة امنا القديسة مريم وظهوراتها المتكررة فى مصر على المستوى العام او معجزاتها وظهوراتها على المستوى الفردى تشهد لصحة إيماننا وقوة شفاعتها الدائمة عنا . + ان اصوامنا كلها نقدمها لله زهدا ونسكا وتفرغا من الأهتمام بملاذ الجسد لنتقوى فى الروح ونهتم بغذاء ارواحنا ، ويقال ان هذا الصوم صامه آبائنا الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول من التبشير فى الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم: (أريد أن أرى أين دفنتموها!) وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فإبتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا... فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسري حتى أعلن لهم الرب صعود جسدها الى السماء واصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي. + ولقد مارس صوم القديسة مريم اولا بعد ذلك العذراى والرهبان وبعد هذا صامه الشعب كله وقننته الكنيسة كصوم عام بعد ذلك ، وكم نحن نحتاج الى الصوم والصلاة فى كل حين { صالحة الصلاة مع الصوم و الصدقة خير من ادخار كنوز الذهب} (طوبيا 12 : 8). فاذ لنا اعداء مقاومين لابد ان يكون لنا الركب المنحنية والايدى المرفوعة بالصلاة لنشبع بمحبة الله وننتصر على اعدائنا الذين قال عنهم السيد المسيح { هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم} (مر 9 : 29). فالصوم فترة للنهضة الروحية والشبع بكلمة الله { فاجاب و قال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله }(مت 4 : 4). + طوباكى ايتها الشفيعة المؤتمنة التى خدمت البشرية كلها وعوضا عن مخالفة أمنا حواء للوصية ، أطعتى انت ايتها القديسة مريم وقدمتى كحواء الجديدة والثانية لله شعبا مستعدا من قبل طهارتك ، وكنتِ وستبقي على مدى الاجيال أمنا مكرمة تطوبك جميع الأجيال فانت قدوة للعذارى ومعلمة للفضيلة للجميع وانت أمنا الحنون التي نتلجأ اليها فى ضيقاتنا لترفعى معنا الصلاة وتطلبى عنا من الرب ليغفر لنا خطايانا ويقوى أيماننا ويحفظ كنيستنا رعاة ورعية .










via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2482&goto=newpost

لماذا نصوم صوم العذراء وماهى اسس هذا الصيام




لماذا نصوم صوم العذراء؟؟وماهى اسس هذا الصيام؟
















هناك عدة أراء حول صوم السيدة مريم العذراء:



1- العذراء مريم اول من أسست هذا الصوم:



من أسس صوم العذراء؟



المتنيح الأنبا غريغوريوس



جريدة وطنى بتاريخ 5/8/2007م السنة 49 العدد 2380 عن مقالة بعنوان



العذراء مريم هي التي بدأت هذا الصوم, لأنها خاصة بعد صعود المسيح إلي السماء, نالها كثير من التعب والمضايقات والمنغصات من قبل اليهود, الذين حاولوا أن يصبوا عليها غضبهم وضيقهم من المسيح, وخاصة بعد أن قام من بين الأموات, فالعذراء نالت متاعب كثيرة جدا, وهي المرأة الرقيقة التي يجب أن لا تعامل بقسوة كما عاملها اليهود, كانت العذراء مقيمة في بيت يوحنا حتي تنيحت, نحو أربعة عشر سنة حسب وصية المسيح إليه عندما قال له خذ هذه أمك وقال للعذراء مريم خذي هذا ابنك.



وكان يوحنا رسولا يكرز ويبشر وينتقل في كل أرض فلسطين.



وكانت العذراء مريم تباشر العبادة من صلاة وصوم. وكانت تذهب إلي قبر المسيح له المجد, ومعها صويحباتها من عذاري جبل الزيتون, لقد اتخذن العذراء مريم رائدة لهن وقائدة لهن, وتمثلن بسيرتها فكن يتبعنها, وتألفت منهن أول جمعية للعذاري, وهو نظام العذاري السابق علي نظام الرهبنة بالنسبة للبنات.



لأن في العصور القديمة قبل القرن الرابع للميلاد, كان هناك نظام اسمه نظام العذاري, لمن نذرن عذراويتهن للمسيح, وكان لهن خوروس أو قسم خاص في الكنيسة, ومذكور هذا في كتاب الدسقولية وهو تعليم الرسل, لم يكن هناك نظام للراهبات, إنما كان هناك صف العذاري.



وعندما صار البابا ديمتريوس الكرام المعروف بطريركا, وكان في حياته الأولي رجلا متزوجا, وظل متزوجا سبعة وأربعين سنة قبل أن يدعي إلي البطريركية, غير أن زواجه كان من نوع الزواج الذي نسميه الزواج البتولي, مثل زواج آدم وحواء قبل السقوط في الخطيئة, وكزواج يوسف النجار ومريم العذراء, عندما صار ديمتريوس الكرام البابا الثاني عشر من باباوات الإسكندرية, ضم زوجته إلي خورس العذاري في الكنيسة, أما نظام الرهبنة للبنات بدأ من القرن الرابع, في عهد الأنبا باخوميوس المعروف بأب الشركة.



العذراء مريم هي التي أنشات نظام العذاري, لأنها كعذراء بدأ يلتف حولها البنات العذاري بنات جبل الزيتون, وكن يتبعنها وكن يصلين معها وكن يذهبن معها إلي القبر المقدس, حيث كانت العذراء تسجد وتتعبد وتصلي وتصوم أيضا.



ولقد كانت العذراء مريم تقضي كل وقتها في العبادة والصلاة, وكانت تمارس الصوم, مكرسة كل طاقاتها لحياة التأمل الخالص, ولم يكن لها عمل آخر غير تقديس ذاتها, بعد أن نالت مع الرسل, موهبة الروح القدس في يوم الخمسين (أع 1: 13-14), (أع 2: 1-4). والمعروف أن العذراء مريم لم تمارس عملا من أعمال الكهنوت, كما جاء في الدسقولية (تعاليم الرسل): النساء لا يعمدن. ونحن نعلمكم أن هذا الفعل خطيئة عظيمة لمن يفعله, وهو مخالف للشريعة... لأنه لو كان يجب أن يتعمد أحد من امرأة لكان السيد المسيح يتعمد من أمه (باب20)



وقد أحبتها نساء وبنات أخريات, منهن صويحباتها اللائي عرفنها في حياتها, وأثناء وجود المسيح ابنها علي الأرض, منهن: مريم المجدلية, وحنة زوجة خوزي أمين خزانة هيرودس وسوسنة وأخريات كثيرات (لوقا8: 2, 3)، (لوقا 23: 49-55),(لوقا 24: 10)



(لوقا 8: 2-3) 2وَبَعْضُ النِّسَاءِ كُنَّ قَدْ شُفِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَأَمْرَاضٍ: مَرْيَمُ الَّتِي تُدْعَى الْمَجْدَلِيَّةَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا سَبْعَةُ شَيَاطِينَ. 3وَيُوَنَّا امْرَأَةُ خُوزِي وَكِيلِ هِيرُودُسَ وَسُوسَنَّةُ وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ كُنَّ يَخْدِمْنَهُ مِنْ أَمْوَالِهِنَّ.



مريم المجدلية ويونا زوجة خوزى وكيل هيرودس، وهى من النساء الشريفات الغنيات، ومريم أم يعقوب خالة المسيح أخت العذراء مريم ومعهن مجموعة من النسوة التابعات للمسيح؛ هؤلاء قد استرجعن كل تعاليم المسيح عن آلامه وموته وقيامته، فصدقن كلام الملاكين وأسرعن إلى تلاميذ المسيح وكل تابعيه المجتمعين فى بيت مارمرقس



ثم انضم إليهن عدد آخر من العذاري ممن عشقن حياة البتولية, والعفة الكاملة, تبعن العذراء مريم, واتخذنها رائدة لهن في حياة التأمل, والعبادة والتكريس التام بالروح والنفس والجسد. وقد تألفت منهن بقيادة العذراء مريم, أول جماعة من النساء المتبتلات المتعبدات, عرفن بعذاري جبل الزيتون, عشن حياة الرهبنة بغير شكل الرهبنة, وكن يعتزلن أحيانا في أماكن هادئة بعيدة عن صخب الحياة وضجيجها, رغبة في الانصراف إلي الله, في تعبد خالص.



ولقد صارت هذه الجماعة معروفة في الكنيسة الأولي, حتي أن المعجبات من النساء والبنات بمثل هذه الخلوات الروحية, كن يلحقن بالعذاري العفيفات, ويمارسن صوم العذراء, بالتقشف والنسك, في تلك الأماكن الهادئة. ولربما كان هو السبب في أن صوم العذراء, تصومه الكثيرات إلي اليوم, بزهد ونسك كثير. ويمتنعن فيه عن أكل الزيت,علي الرغم من أن صوم العذراء ليس من أصوام المرتبة الأولي. بل وكثير من الرجال أيضا صاروا يصومون صوم العذراء صوما نسكيا بالامتناع حتي عن الزيت أي يصومونه علي الماء والملح, نظرا لما للمرأة من أثر البيت المسيحي علي أولادها وزوجها.



فصوم العذراء مبدأه بالعذراء نفسها, العذراء هي التي صامت وظل هذا الصوم مقدسا علي الخصوص بين البنات, وفي عصور الكنيسة التالية بدأت البنات تخرج من البيوت ويذهبن إلي أماكن خلوية كالأديرة لكي يمارسن هذا الصوم بالصلوات وبالعبادة.



وبفترات الخلوات الروحية الجيدة التي ترفع من المستوي الروحي. ولعل لهذا السبب أن الأقباط اليوم يقدسون هذا الصوم أكثر من أي صوم آخر. وذلك بفضل المرأة لأن المرأة عندما تهتم بهذا الصوم تقنع زوجها ثم أولادها, فيتربي الأولاد والبنات علي احترام صوم العذراء مريم, لدرجة أننا نري أن كثيرا من الأقباط يصومون صوم العذراء بالماء والملح, علي الرغم من أنه يجوز فيه أكل السمك.



وأيضا عندما أراد المسيح له المجد أن يضع حدا لآلام العذراء مريم, فظهر لها وقال أنا أعلم ما تعانينه من الآلام, وقربت الأيام التي فيها تخرجين من هذا الجسد وتكرمين, لأن جسدك هذا يصعد أيضا إلي السماء, ونزل المسيح له المجد بذاته ليتسلم روحها بعد أن مرضت مرضا خفيفا, وكانت قد بلغت نحو الستين من عمرها, أو علي الأدق 58سنة و8 أشهر و16يوما.



وبعد أن تمكن الآباء الرسل من أن يذهبوا ويدفنوا العذراء مريم في الجثسمانية, وهي موجودة بجوار جبل الزيتون وبجوار بستان جثسيماني, ظلوا يسمعون تهليل وترتيل الملائكة, فخجلوا من أن يتركوا الجثمان إلي حال سبيله فظلوا موجودين بجوار القبر ثلاثة أيام, إلي أن اختفت أصوات الملائكة فرجع الآباء الرسل في طريقهم. وهم في الطريق إلي أورشليم رأوا توما الرسول أنزلته سحابة علي الأرض, قالوا له أين كنت, لماذا تأخرت, العذراء مريم تنيحت, فطلب توما أن يعود إلي القبر ليتبارك من جسدها, فذهب معه الآباء الرسل إلي القبر الذي دفنت فيه العذراء مريم, ولما فتحوا القبر لم يجدوا جثمان العذراء مريم, إنما خرجت رائحة بخور ذكية, فخطر علي فكرهم أن اليهود رجعوا بعد أن تركوا القبر وأخذوا الجثمان, فلما رأي توما حزنهم قال لهم اطمئنوا يا إخوتي فإن جسد العذراء مريم حمل علي أجنجة الملائكة ورؤساء الملائكة, ولقصد حسن سمح الله أن أتأخر, أنا كنت في بلاد الهند وحملتني السحب لكي آتي فتأخرت, ولكني رأيت جسد العذراء مريم محمولا علي أجنحة الملائكة ورؤساء الملائكة, وكان ذلك فوق جبل أخميم, الذي بني فوقها الدير المعروف الآن بدير العين, وأحد الملائكة قال لي تعالي وتبارك من الجسد المقدس فتقدمت وقبلت الجسد, وأعطي توما الرسول الزنار الذي كانت العذراء تربط به ملابسها, والزنار كلمة سريانية وهي الحزام.



فالآباء الرسل سعدوا بهذا الخبر خصوصا أنه من توما, لأن توما له موقف سابق أنه شك في قيامة المسيح, وظهر له المسيح وقال له تعالي يا توما وضع يدك في أثر المسامير وضع يدك في جنبي, ولا تكون غير مؤمن بل مؤمنا, لأنه هو نفسه كان يقول إن لم أضع يدي مكان المسامير فلا أومن, ولكن الرسل طلبوا أن يروا هذا المنظر وأن يتأكدوا وأن يتوثق الاعتقاد عندهم بصعود جسد العذراء فصاموا, وفي نهاية هذا الصوم وعدهم المسيح أن يروا بأنفسهم جسد العذراء مريم. وبر المسيح بوعده فرأي الرسل جسد العذراء مرة أخري وكان هذا في اليوم السادس عشر من مسري.



والكنيسة تحتفل بظهور جسد العذراء في16مسري, وهو نهاية الصوم, لكن الواقع إذا أردتم الدقة أن يوم 16مسري هو يوم ظهور الجسد مرة أخري الذي بر فيه المسيح بوعده, فرأي الآباء الرسل صعود جسد العذراء, إنما الصعود في الواقع كان قبل ذلك, لأنه إذا كانت العذراء تنيحت في 21طوبة, فالمفروض أن صعود جسدها يكون في 24طوبة أي بعد ثلاثة أيام من نياحتها, ولكن كما يقول السنكسار: هذا هو اليوم الذي فيه بر المسيح بوعده للآباء الرسل بأن يروا جسدها مرة أخري. وصارت الكنيسة تعيد في السادس عشر من مسري بصعود جسد العذراء مريم.



فهذا الصوم بدأ بحياة العذراء مريم نفسها لأنها كانت إنسانة متعبدة, عذراء طاهرة حياتها كلها عبادة وصلاة, وعرفت الصوم منذ أن كانت طفلة في الهيكل, في السادسة والثامنة من عمرها كانت العذراء تصوم, وتعطي طعامها للفقراء وهي في الهيكل, عاشت في جو القداسة والصلاة والتسبيح, عرفت أن تصوم من طفولتها المبكرة مع الصلوات والعبادة والترنيم والترتيل. العبقرية المبكرة لطفلة في هذا السن عرفت الصوم, وأيضا عرفت العطاء, لأنها كانت تعطي طعامها للفقراء وتظل هي صائمة. ويقول عنها التاريخ والآباء القدامي إن الملائكة كانت تشفق علي مريم وهي طفلة فكانت تأتيها بطعام آخر, وهذا شرف مريم أنها وهي طفلة عرفت أن تصلي, وعرفت أن ترنم, وعرفت أن تصوم, وعرفت أن تعطي عطاء للفقراء والمحتاجين.



وبعد قيامة المسيح وصعوده إلي السماء أخذت تمارس الصوم, لأنها أيضا كانت محتاجة إليه من جهة تعبدية, ومن جهة أخري للمضايقات والمتاعب التي رأتها من اليهود, فكانت تصوم متعبدة مع العذاري, وبعد ذلك الآباء الرسل أيضا قدسوا هذا الصوم. وصارت الكنيسة علي هذا الخط, وصرنا نحن إلي اليوم نحتفل بهذا الصوم المقدس ونعتبره من أحسن الأصوام ومن أجمل الأصوام.



هذا الصوم لا يصام صوما عاديا, ولكن كثير من الناس يصومونه صوما نسكيا, فتجد كثيرا من الأقباط يأكل بالماء والملح, أي لا يأكل مأكولات أخري مطبوخة, ومن هنا ظهرت الشلولو, والشلولو كلمة قبطية, يأخذون الملوخية المجففة علي صورتها الطبيعية ويضعوا عليها خلطة من الثوم والملح والبصل والشطة فى ماء بارد بلا طبخ علي الصورة الأولية, وهذه قمة ما يمكن تصوره من حالة النسك للإنسان, لأن كونه يستغني عن الطعام المطبوخ ويقنع بالشلولو فهذا نوع من الزهد






2-الكنيسة فرضته إكراما للسيدة العذراء، المطوبة من جميع الأجيال (لوقا 2: 48).



3- الرسل هم الذين رتبوه اكراما لنياحة العذراء.



4- القديس توما الرسول بينما كان يخدم فى الهند، رأى الملائكة تحمل جسد ام النور الى السماء، فلما عاد الى فلسطين، واخبر التلاميذ بما رأه، اشتهوا ان يروا مارأى توما، فصاموا هذا الصوم فأظهر لهم الله فى نهايته جسد البتول، ولذلك دعى بعيد صعود جسد ام النور.



5- العذراء نفسها هى التى صامته، واخذه عنها المسيحيون الآوائل، ثم وصل الينا بالتقليد.



6- كان سائدا قديما، فأقره اباء المجمع المسكونى الثالث بالقسطنطينية سنة 381م، وطلبوا من الشعب ضرورة صومه.



7- ذكر ابن العسال انه صوم قديم اهتمت به العذارى والمتنسكات ثم اصبح صوما عاما اعتمدته الكنيسة "المجموع الصفوى / باب 15&quot. وهو نفس رأى العلامة القبطى ابو المكارم سعد الله، وزاد انه كان يبدأ فى ايامه " القرن 13م &quot.. من اول مسرى الى الحادى والعشرين منه. وهذا ايضا هو نفس رأى العلامة ابن كبر فى القرن الرابع عشر بأنه صوم قديم اهتمت به العذارى والمتنسكات ثم اصبح صوما عاما اعتمدته الكنيسة.









via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2481&goto=newpost

الأربعاء، 7 أغسطس 2013

احزان ام النور منذ الطفوله حتى نياحتها




أحزان مريم العذراء









أحــزان القديسة مريــم العذراءانّ عذابات مريم كانت عظيمة, وذلك لأنّها كانت تُحبّ يسوع محبّة طبيعيّة كإبن لها، ومحبّة فائقة الطبيعة كإله. فهاتان المحبتان إتحدتا في قلب مريم،حتى تركتا قلبها كآتون نار بالمحبّة، فأحبّت الله على قدر ما يُسمح لخليقة أن تحبّه. ومن هنا،نعلم أنّه لم يوجد وجع يوازي وجع مريم. إنّ مريم شاهدت آلام يسوع بعينيها. نحن المؤمنون لا نتمالك من ضبط دموعنا عند نظرنا صورةآلام المسيح،فكم كانت هذه الصورة الحيّة الحسّية، التي وقعت تحت أنظار مريم، جديرة بأن تثير في قلبها الأحزان على من تحبّه أكثر من نفسها! هذه الآلام كانت مطبوعة في ذاكرتها،حتى كان يمكنها أن تقول: "إنّ وجعي أمامي في كلّ حين"،ولكن هذه الآلام ازدادت شدّة، عندما إلتقت بإبنها على طريق الجلجلة.إنّ أحزان مريم استمرّت لفترة أطول من أحزان يسوع، لأنّها كانت تتوجّع عليه وهو طفل، وبقي صوت سمعان الشيخ يذكّرها بالرمح الذي سيجوز في قلبها كلّ أيام حياتها. ولمّا فارق يسوع الحياة، ولم يعُد يتألّم، بقيت هي واقفة تحت الصليب تتألّم عنه.




هذه هي الآلام العظيمة التي احتملتها مريم، فكانت سبباً لإزدياد آلام يسوع, وسبب كل ذلك هو خطيئة أبوينا آدم وحواء ، وخطايا البشر عامة .ولكن هناك الكثير من الآلام والأحزان التى عاشتها أمنا مريم العذراء قبل وأثناء وبعد حياة إبنها على الأرض،



منها نتذكر:مرحلة طفولتها، خطبتها للقديس يوسف، حياتها الفقيرة، البشرى العجيبة، الرحيل الى بيت لحم، ولادة إبنها فى مزود، صراخ أطفال بيت لحم، وخضوعها للشريعة،وختان يسوع،ونبؤة سمعان الشيخ،والهروب الى مصر والحياة فى غربـة،عودة وحياة فى بلدة مغمورة،فقدان للطفل السماوي فى الهيكل،موت الشريك ( يوسف البار ) ،رسالة الإبن،عرس قانا الجليل، رفض الشعب لإبنها وإهانة وتشكيك،دخول أورشليم الإنتصاري، خيانة تلميذ وصراخ فى البستان،محاكمة ظالمة وبيلاطس يحكم على ابنها بالموت، حمل الصليب، وبدأت المسيرة الى الجلجثة، تعرّيه الجنود لإبنها من ثيابه ويسقوه خلاًّ ومرارة، صوت المطرقة وهى تسمِّرُ ابنها على الصليب، وإبنها يفارق الحياة ويموت على الصليب، يسوع ينزل عن الصليب ويوضع في حضن أمه مريم،يسوع يوضع في القبر، قيامة مجيدة، رسالة أم ومسؤولية مستمرة،موت وإنتقال،ودور الأم مع الكنيسة وحزنها على خطـايا البشر وظهوراتها الـمستمرة لإنذار البشرية جتى مجيئ إبنها الثاني.فلنتأمل معاً كل تلك الأحداث والتى تضع أمامنـا كيف أن أم يسوع وأمنا قد شاركتنا نفس الآلام والأوجاع وتحملتها بشجاعة وإيمان وصبر وإستسلام لمشيئة الله جعلتها مثالاً يُحتذى به.








أحزان الطفولــة

جـاء فـى تقاليد الكنيسة مثل كتاب "السنكسار وهو عن سير القديسين والـمستخدم فـى الكنيسة القبطيةقد جاء ببعض الأخبار عن عائلـة مريـم ولقد جاء ايضاً ذكراً عن والداي مريـم فى كتابات بعض الأبـاء الأوليـن أمثال القديس افرام السرياني (+373)و القديس يوحنا الدمشقي (+746) والقديس غريغوريوس النارغي (+950) وغيرهـم.



وتذكر لنـا تقاليد الكنيسة أن والدا مريم هما يواقيم وحنّـة وكانـا متقدمـان فـى السن ولـم يرزقـا بولد،وعدم الإنجـاب كان يعتبـر عاراً عند اليهود. وكان القديسان يواقيم وحِنـّة يعيشان فـى خوف الله وممارسة الفضيلة. وبحسب بعض الكتابات القديمة أن ملاكاً قد جاء مبشراً يواقيم وحِنـّة بـميلاد مريم العذراء ولقد قيل أيضاً أنـه كان الـملاك جبرائييـل وهو الذى بشرهـما بـميلاد إبنـة يدعونهـا مريـم ومنهـا يكون خلاص آدم ونسلـه. وعندما سمعت حنـة بتلك البشارة نذرت أن تكرّس الـمولود لله.وطبقاً للناموس اليهودي فإن "كل بِكر كل فاتح رَحم من بني إسرائيل" فهو مُقدس للرب (خروج2:13) ويجب تقديـمه لهيكل الرب. ولقد قررا والدا القديسة مريـم الوفاء بنذرهـما بتقديم طفلتهـما للرب فقدمـا إبنتهـما مريـم للهيكل عندمـا كان عمرهـا ثلاث سنوات.





وتقدمـة مريم للهيكل لم يكن أمراً مفروضاً فى الشريعة،فالشريعة ما كانت تلزم إلاّ بتقدمـة الصبي بكر عائلتـه ولكن والدا مريم قدماها للرب وكرساها لخدمة الهيكل منذ ميلادهـا. والرأى العام عند مؤرخي حياة العذراء مريم هو انها مكثت سني صباها حتى سن الرابعة عشرعاما حيث سكنت مع رفيقاتها الـمكرّسات مثلها احدى الأبنية الـمتصلة بهيكل سليمان،وهى مثل دار للفتيات يربين فيه وفيها يعشن فى نظام مشترك مشابه لنظام الرهبنات الحالي.ولقد توفى والدى العذراء وهى فى سن الطفولة .وهنا‏ قد نتسأل ‏لماذا‏ ‏شاء‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏مريم‏ ‏العذراء‏ ‏تعاني‏ ‏هذه‏ ‏الطفولة‏ ‏المعذبة؟ إنها‏ لم‏ ‏تستمر‏ ‏في‏ ‏كنف‏ ‏والديها‏ ‏إلا‏ ثلاث سنين، ‏وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏ذهبت‏ ‏الى الهيكل‏ ‏وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏مات‏ ‏أبوها‏ ‏وماتت‏ ‏أمها‏ ‏وظلت‏ ‏يتيمة‏ ‏حتي‏ ‏سن‏12‏سنة؟.



لا‏ ‏شك‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏كان‏ ‏فيه‏ ‏ألم‏ ‏كثير‏ ‏وعذاب، ‏طفلة‏ ‏تحرم‏ ‏من‏ ‏الأب‏ ‏والأم، ‏وكلنا‏ ‏نعلم‏ ‏مركز‏ ‏الأب‏ ‏والأم‏ ‏بالنسبة‏ ‏للطفل، ‏هذه‏ ‏الإنسانة‏ ‏التي‏ ‏من‏ ‏المفروض‏ ‏إنها‏ ‏سيكون‏ ‏عن‏ ‏طريقها‏ ‏خلاص‏ ‏العالم، ‏لماذا‏ ‏لم‏ ‏يبق‏ ‏والداها؟ ما‏ ‏هي‏ ‏الحكمة؟ لابد‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏له‏ ‏حكمة‏ ‏أن‏ ‏مريم‏ ‏تعاني‏ ‏هذا‏ ‏العذاب، ‏عذاب‏ ‏الحرمان‏ ‏من‏ ‏الأب‏ ‏والأم‏ ‏وتظل‏ ‏تعيش‏ ‏هذه‏ ‏الطفولة‏ ‏اليتيمة‏ ‏حتي‏ ‏كبرت، ‏ولا‏ ‏يكون‏ ‏لها‏ ‏أحد‏ ‏تعتمد‏ ‏عليه‏ ‏أو‏ ‏تستند‏ ‏إليه. قد يرى البعض فى هذا حزن وألم وضيقة وتجربـة، ولكن القديسة مريم قد استسلمت لإرادة الله فكرّست ذاتهـا بكليتهـا للـه وأدركت تماماً دعوة الله لهـا متذكرة قول المرّنم:"قومي يـا خليلتي يا جميلتي وهلّمي"(نشيد الأناشيد13:2)، فلهذا نسيت كل شيئ و عاشت فى حضرة الله كقول المرّنم:"انسي شعبكِ وبيت أبيكِ فيصبو الـملك إلـى حُسنكِ" (مزمور11:44).








مريم والقديس يوسف

جاء فى التقليد الكنسي أن مريم العذراء قد أقامت فى الهيكل مع العذارى اثنتي عشرة سنة، إلى إن جاء الوقت الذي يأتي فيه الرب إلى العالم، ويتجسد من هذه التي إختارها، حينئذ تشاور الكهنة إن يودعوها عند من يحفظها، لأنها نذر للرب منذ ولادتها، إذ لا يجوز لهم أن يبقوها في الهيكل بعد هذه السن فقرروا إن تخطب رسميا لواحد يحل له إن يرعاها ويهتم بشئونها.وظهر ملاك الرب لزكريا الكاهن وأعلمة أن يجمع من سبط يهوذا اثني عشر رجلا أتقياء ويأخذ عصا كل واحد منهم ويدخلها إلى الهيكل، وبالفعل قام زكريا الكاهن بعمل ما أمرة به ملاك الرب، وأمام حشد كبير من المصلّين والحاضرين إذ بحمامة تاتى وتستقر على عصا القديس يوسف النجار وتفرخ براعم مزهرة. كيف‏ ‏أن‏ ‏العصا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏جفت‏ ‏تخرج‏ ‏هذه‏ ‏البراعم؟ إنها‏ ‏معجزة‏ ‏لتكون‏ ‏علامة‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏يوسف‏ ‏الذي‏ ‏اسمه‏ ‏مكتوب‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏العصا‏ ‏هو‏ ‏الرجل‏ ‏الذي‏ ‏اختارته‏ ‏السماء‏ ‏ وعلموا إن هذا الأمر من الرب، ليكون‏ ‏هو‏ ‏الشخص‏ ‏الذي‏ ‏يأخذ‏ ‏مريم‏ ‏في‏ ‏كنفه‏ ‏ورعايته‏. لقد عزمت مريم على نذر البتولية،فالبتولية كانت منتشرة أيام الـمسيح وتُعد من علامات التقارب مع الله. فبتولية مريم أعطتها صفة التكريس وإمكانية حياة التأمل وحياة الخدمة.



ولم تكن تعلم ان يوسف أيضا قد نذر نفسه للبتولية إذ يذكر عنه الكتاب المقدس "كان باراً" على الرغم من انه قد أطاع حكم الشريعة وقبِل أن يكون من عِداد من يتقدمون لخطبة مريم لأنـه كان من بيت داود ورضخ لإرادة الله بعد أن شاهد علامـة إلهيـة كما ذكر التقليد فأتمم مراسيم الخُطبـة، وهو على يقين تام أنـه سيطلب من خطيبتـه الحياة معـا فى نذر وتكريس كامل لله ولم يكن على عِلم بما نذرته خطيبته أن تكرّس ذاتها لله.أما مريم ففى فترة الخطبة وقبل حادثة البشارة كانت فى صراع خفي ما بين نذرها للبتولية وتكريسها لله وما بين خضوعها للشريعة وطاعتها للكهنة وقبولها أن تُخطب لرجل من بيت يعقوب أُختير من السماء وليس بإختيارها الإرادي.وبعد حادثة البشارة وعندما أخبر الـملاك يوسف فى حلم عن من هـى مريم العذراء وابنهـا عـمانوئيل فرح وأطاع أمـر السماء و"أخذ امرأتـه ولـم يعرفهـا"(متى25:1).



وأيضاً كم كانت سعادة مريم بعدها عندما وجدت خطيبها بتولا مثلها، ولهذا كانت إجابتها للملاك جبرائيل:"كيف يكون هذا وأنا لا أعرف رجلاً"(لوقا34:1) فلو كانت على علم إن يوسف رجلهـا رجلاً ليس ناذراً للبتوليـة ما كانت تجيب ملاك الله فى حادثة البشارة بأنهـا لا تعرف رجلاً. فعاشت مريم ويوسف فى حياة مشتركة مع الله قبل ان يعيشا معا تحت سقف واحد وحتى بعد ان أخذها إلى بيته كما أمره الملاك عندما ظهر له فى حلم. ولما عرف بأمر الحبل الالهي لم يجرؤ بعد كل هذا أن يلمس أم الـمسيّا هيكل الله،فعاشا معاً حياة كلها تكريس وخدمة ومحبـة.








مريم وبشرى ملائكية غير عادية

ذُكرت حادثـة البشارة العجيبة فى إنجيل القديس لوقـا (لوقا26:1-38)، وجاء فى نص البشارة انها قد أتت من السماء"إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم" (لوقا27:1)، وهنـا تحديد لإسم العذراء وعلاقـتهـا بيوسف،وانـه من بيت داود تحقيقـا لنبؤات العهد القديم أن الـمسيّا هو من بيت داود ومولوداً من عذراء.




ثم قد أتت بتحية عجيبة:"السلام لكِ أيتهـا الـممتلئة نعـمة،الرب معكِ،مباركة أنتِ فى النساء" (لوقا28:1)، مع لقبـاً جديداً، فلم يناديها يا "مريم" بل أعطاها لقبا جديدا وهو "الـممتلئة نعـمة&quot. فلم تكن هذه بالتحية العادية لكن الكلمة هنا كانت تعنى كمال معنى الفرح.




+" فلما رأتـه اضطربت من كلامه وفكّرت ما عسى ان تكون هذه التحيـة"(لوقا29:1).

اضطربت مريم فمنظر الملاك غير مألوف فى تلك الأيام،ومثل هذه التحيـة غير عاديـة أيضاً، ومثل هذا الخبر فوق الطبيعة.




+ فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم،لأنك قد وجدتِ نعمة عند اللـه وها أنتِ ستحبلين وتلدين إبناً وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلي يُدعى ويعطيه الرب الإلـه كرسي داود أبيـه ويملك على بيت يعقوب إلـى الأبد ولا يكون لـملكه إنقضاء"(لوقا30:1-33).

هنـا يؤكد ملاك اللـه انه لا داعي للخوف أوالقلق أو الإضطراب فهذا الأمر هو من الله، ويؤكد لهـا بسبب انهـا قد وجدت نعمة عند الله فلا يوجد اي مكان للخوف أو الإستغراب،ومن ان ما كُتب عنـه فى التوراة والأنبياء وما جاء من رموز وشخصيات وأحداث من قبل عن الـمخلّص الآتـي "ابن العلي" و "العظيم" و"إبن داود" و "الـملك" و "الـملك الذى لا إنقضاء لـملكه"، ها هو سيأتـى الآن عن طريق مريـم.




وهنا كان التساؤل:"فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنـا لستُ أعرف رجلاً"(لوقا34:1)، فالـمنطق البشري يقول كيف يحدث هذا؟ وهذا ما أعلنته مريم "كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً&quot. فمريم قد تقول فى نفسها (انا ناذرة البتولية..أنا كنت أخطط حاجة أخرى لحياتي..أنا كنت أريد ..وانا كنت أخطط….) انها كلهـا تخطيطات بشرية. انـه ليس تساؤل فيه شك وإرتياب. انـه ليس تساؤل يطلب علامـة كما فعل زكريـا. انـه سؤال للإستنـارة "كيف يكون هذا&quot.




وهنا جاءت إجابة السماء على التساؤل المحيّر:"فأجاب الـملاك وقال لها الروح القدس يحلّ عليكِ وقوة العلي تُظللكِ فلذلك أيضاً القدوس الـمولود منكِ يُدعى إبن الله"(لوقا34:1-35). أجاب الـملاك على تساؤل مريم "الروح القدس يحلّ عليكِ" و عرفت مريم ان هذه هي مشيئة الرب، وتذكرت إيـمـان ابراهيم وكيف ترك أرضه وعشيرته وعندما قدّم ابنه ذبيحة حسب إختبار الله لـه. وتذكرت ايضا إيـمـان موسى وقبوله قيادة شعب الله من أرض العبودية الى أرض الـمـوعد. وتذكرت معنى حلول الروح القدس ومجد الرب يحل فى مكان ما.فتذكرت خيمة الإجتماع "غطت السحابة خيمة الإجتماع وملأ بهاء الرب الـمـسكن فلم يقدر موسى أن يدخل خيمة الإجتماع" (خروج 35:40)..




أن قوة العلي ستظللهـا (لوقا35:1)، إذن "انه ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يوحنا 23:2).انه أمر سماوي، وإرادة سماويـة. ثم أعطتها السماء علامة: "وهوذا اليصابات نسيبتك هى أيضاً حُبلى بإبن فى شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك الـمدعوة عاقراً لأنـه ليس شيئ غير ممكن لدى الله"(لوقـا 36:1-37). لـم تطلب مريم علامة لتؤمن ولكن أعطاها الـمـلاك العلامة،ان نسيبتها أليصابات العاقر حبلى فى شيخوختها. وهنا كان الإستسلام لمشيئة الله: "فقالت مريـم هوذا أنـا أمـةُ الرب ليكن لي كقولك. فمضى من عندهـا الـملاك"(لوقـا 38:1) - هنا جاءت اللحظة الحاسمة التى تنتظرهـا البشريـة. ماذا ستقول مريـم؟. ان اللـه يحترم تمامـا إرادة الإنسان،و قبول هذا الأمر ليس بالهيّن، لهذا لم يتركها الـملاك حتى يسمع قبولهـا أو رفضهـا للدعوة والخدمـة والخضوع لـمشيئة الله ومن أنهـا ستقبل طائعـة وبكامل إرادتهـا أن تصبح أمـا لقدوس اللـه والـمسيّا التى تنتظره هـى أولاً وباقـى البشر. وقبلت مريـم أن تكون خاضعـة للـه كعبدة بكل كيانها وقلبها وجسدها وفكرها.







فى بيت زكريا الكاهن

بعد ان مضى الملاك جبرائيل بعد سماعه قبول مريم العذراء، جلست مريم تتأمـل وحدها فى هذا السر العظيم. تُرى ما هذا الذى قاله الـملاك؟ أحقـاً ستُصبح مريم أمـاً للـمسيّا، أمنية كل الشعوب؟ أحقـا سيأتـى الخلاص للبشريـة؟ انهـا لحظـة هامـة فى حياة مريم،إنتظرتها هـى وإنتظرهـا الشعب العبرانـي كلـه.




الـمخلّص،الوديع،الـملك،القدوس،شيلون،ورئيس السلام- هـا هو يأتـى وعن طريق من؟عـن طريق مـريـم. أي مشاعر إجتاحت تلك الإبنـة الـمختارة فى هذه اللحظات؟

ولـماذا يا تُرى ذكر لهـا الـملاك أعجوبـة حبل نسيبتهـا اليصابات؟. أهـو لتقويـة إيـمان مريـم فحسب؟، أم إشارة لهـا بضرورة الذهاب الى بيت زكريـا لتقدم نِعـمْ الخلاص؟إمتلأت مريـم بالفرح، فهـا هو مجيئ ملء الزمان،وهـا هى العاقر ستلد،

فيلزم الذهاب سريعـاً وتقديـم العون ومشاركتهـا فى الفرح.كانت هذه اولا عادة شرقيـة،وثانيـا واجب تلزمـه أمومتهـا للـمخلّص العجيب،وثالثـا دفعهـا الروح القدس لأن تذهب حتى يتقدس إبن زكريـا بسلامهـا وهو فى بطن أمـه كما تنبأ الـملاك "ومن بطن أمـه يمتلئ من الروح القدس"(لوقا15:1).




لقد أجمع علماء الكتاب الـمقدس أن الحبل الإلهـي قد تم فور إعلان مريم قبولهـا "ها آنذا أمـة الرب"، وعليـه فمريـم تحمل الـمسيح فى ذهابهـا الى بيت زكريـا،فكأنهـا أول مبشّرة تنشر بشرى الخلاص وتحمل الـمسيح الى العالـم.




"فى تلك الأيام قامت مريم وذهبت مسرعـة إلـى الجبل الى مدينـة يهوذا" (لوقا39:1)،"ودخلت بيت زكريا وسلّمت على اليصابات"(لوقا40:1) ،"فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين فى بطنها وإمتلأت اليصابات من الروح القدس وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنتِ فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنكِ فمن أين لي هذا ان تأتي أمُّ ربّي إلـيّ فهوذا حين صار صوت سلامك فى أذنيّ ارتكض الجنين بإبتهاج فى بطني فطوبى للتى آمنت ان يتم ما قيل لها من قِبلِ الرب"(لوقا41:1-45).




هنا كانت القديسة اليصابات تحت تأثير الروح القدس الذى كان يتكلم بفمها. يوحنا ابتهج بقدوم مريم الحاملة للرب يسوع فإرتكض فى بطن امـه،تماما مثلما رقص داود بكل قوة امام تابوت الله حين دخوله اورشليم. مريم تنشر البشرى،تنشر السلام والفرح وتحمل المسيح للآخريـن.سمعت مريم مديح اليصابات، أي العلامـة السماويـة الجديدة لتؤكد أمومتهـا العجيبة،فها هو سرهـا قد أعلنـه الروح القدس على لسان اليصابات، فماذا يكون جوابهـا؟ملاك يبشر "يا ممتلئـة نعـمة"،وها هو لسان يهتف "مباركة أنتِ فى النساء"، وها هو جنيـن يركض فى إبتهاج،فـما كان من مريـم أن نطقت بكلمات وتسابيح وأناشيد روحيـة عـميقـة.




+ "تعظّم نفسي الرب،وتبتهج روحي بالله مخلّصي،لأنـه نظر إلـى إتضاع أمتِـه. فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطّوبني،لأن القدير صنع بي عظائم، واسمه قدوس،ورحمته الى جيل الأجيال للذين يتقونـه. صنع قوة بذراعـه. شتت الـمستكبرين بفكر قلوبهم. أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع الـمتواضعين. أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين. عضّد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة،كما كلّم اباءنـا لإبراهيم ونسله إلـى الأبد"(لوقا46:1-55).




الحياة فى ناصرة الجليل

يذكر القديس لوقا فـى إنجيلـه "مكثت مريم عندهـا نحو ثلاثـة أشهر ثم رجعت الى بيتهـا"(لوقا56:1)،وهذا يعنى أن القديسة مريـم مكثت فى بيت زكريـا الكاهن حتى حضرت ميلاد يوحنا الـمعمدان،ثم رجعت الى بيتهـا فى الناصرة.




وبدأت تظهر علامات الحبل الإلهـي،وبدأ معهـا حيرتهـا. ان خطيئة الزنـا فى الشريعة اليهوديـة عقوبتها الرجم بالحجارة وعلى مشهد من الناس"يخرجون الفتاة ويرجمها رجال مدينتهـا بالحجارة حتى تموت لأنهـا عملت قباحـة فى اسرائيل بزناهـا فتنزع الشر من وسطك"(تثنية الإشتراع20:22-21).ماذا تفعل مريـم؟. أتبوح بهذا السر الإلهـي؟. انهـا لا تملك فهو سر عَلَوي ولـم يُكشف إلاّ لأليصابات ومن الروح القدس فقط. ولكن مريـم ترى يوسف فـى حيرتـه. ويوسف الذى يقول عنـه الكتاب "البار" ماذا يمكن أن يقول؟. أيشك فى هذه العذراء التى نشأت فى هيكل اورشليم وتغذّت بالترانيم والشعائر وعاشت حياتهـا فى بتوليـة وطهارة؟وقد يتسآل يوسف أيـمكن أن يحدث هذا؟،ومـريـم لـِمـا لا تنطق وتبوح بسر هذا الحبل؟ولكن مريـم العذراء كانت صامتـة، متأملـة، ومتفكرة فـى قلبهـا،وتواظب الصلاة.




لقد أكدّ أكثـر علـماء الكتاب الـمقدس أن القديس يوسف لـم يشك لحظة فى طهارة العذراء،فهو يؤمن تماما بفضيلتهـا ولم يفترض أي إفتراض وإمتنع أن يوجـه أي سؤال لهـا، فربـما سؤالـه قد يسبب أي ألـم. ويؤكد هذا الـموقف صدق برارتـه "فهّم أن يخليهـا سراً"(متى19:1)، فهو من حقـه أن يُشهر أمر مريـم وأن يشكوهـا الى شيوخ الـمدينة، ولكنه تنازل عن حقـه حتى لا يقضي عليهـا أدبـياً وجسديـاً.




وكان قرار السيدة العذراء هو ايضا الصلاة وترك الأمور للعناية الالهية.

ولم يخب أمل مريم ولا يوسف ففى اللحظة التى أوشك فيها يوسف ان ينفذ قراره كقول الكتاب الـمقدس:"هـّم"،"وفيما هو متفكر فى ذلك" ظهر له ملاك الرب فى حلم قائلاً:"يايوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ امرأتك مريم فإن المولود فيها انما هو من الروح القدس وستلد إبناً فتسميه يسوع لأنه هو الذى يخلص شعبه من خطاياهم"(متى 20:1-21).




ها هو ملاك الله يحمل البشرى ليوسف، يحمل الحل والخلاص.ان بشارة الملاك هذه تشابه فى عناصرها كل ما سبق وان ذُكر فى الكتاب المقدس عند ظهور ملاك الله ليحمل بشرى بميلاد شخص أوتكليف بمهمة إلهية. ومن تلك العناصر ان يُدعى بالإسم واللقب والدور المطلوب.جاءت أولى الكلمات ليوسف :"يايوسف ابن داود"(متى 20:1) بنفس الأسلوب الذى جاء به ملاك الرب الى جدعون قائلاً:"الرب معك أيها الجبـّار"(قضاة12:6) ليشير الى الدور الذى سيقوم به جدعون فى خطة الله.




ثم قال له ملاك الرب: "لاتخف" وهو نفس التعبير الذى جاء كثيرا فى العهد الجديد فمثلا عند البشارة بميلاد يوحنا المعمدان لزكريا الكاهن "فقال له الـملاك لا تخف يا زكريا"(لوقا13:1)،

وعند البشارة بميلاد يسوع للعذراء مريم"فقال لها الملاك لا تخافى يامريم"(لوقا30:1).فقول الـملاك ليوسف "لا تخف" لا يعني تخفيف الخوف والقلق والشك، ولكن كان للتأكيد والشرح ليوسف ان هذا الإرتباط بمريم العذراء هو إختيار سماوي كما شرح الملاك روفائيل لطوبيا الإبن عن زواجه من سارة ابنة رعوئيل التى كان قد عقد لها على سبعة ازواج فماتوا(طوبيا15:6-17).

وعندما يعلن له الـملاك انه"ابن داود" اي انه من سلالة الـملوك،تلك السلالة الطاهرة التى جاء عنها فى النبؤات انه سيأتى منها شيلو المخلص كما جاء على لسان يعقوب قبل موته:"لايزول صولجان من يهوذا ومشترع من صلبه حتى يأتى شيلو وتطيعه الشعوب"(تكوين10:49)، وها هو قد آتى ملء الزمان. لقد أعطى الله ليوسف كرامة أخرى فلقد أعطاه أن يشترك مع مريم فى التسمية فلقد أمر الـملاك مريم قائلاً:"وتسمينـه يسوع" (لوقا31:1)، وأمر يوسف قائلاً:"فسمّيه يسوع"(متى21:1)، فلا مريم ولا يوسف قد إختارا هذا الإسم بل أعلنتـه السـماء لهـما.وبالفعل بعد ولادة الطفل وبلغ يومه الثامن "دعي اسمه يسوع كما سماه الملاك قبل الحبل به فى بطن امـه"(لوقا31:2) وفى انجيل متى جاء"فسمّاه يسوع"(متى 25:1). فعندما أزال شكه قال له "يايوسف ابن داود لاتخف ان تاخذ امراتك لان الذى حبل بـه فيها هو من الروح القدس فلمّا إستيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب وأخذ امرأته"(متى20:1و24) منفذاً أحكام الله.







_رحيل مفاجئ الى بيت لحم

" فى تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يُكتتب كل الـمسكونـة وهذا الإكتتاب الأول جرى إذ كانكيرينيوس والي سوريـة. فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى قريتـه وصعديوسف أيضاً من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهوديـة الى مدينة داود التى تدعى بيت لحم لكونـه من بيت داود وعشيرتـه يكتتب مع مريم إمرأتـه الـمخطوبـة وهى حُبلى وبينما هما هناك تـمتّ أيامهـا لتلد فولدت إبنهـا البِكر وقـمّطته وأضجعتـه فى الـمذود إذ لـم يكن لهـما موضع فى الـمنزل"(لوقا1:2-20).




لقد أصدر الإمبراطور الروماني الأمر بالإكتتاب ليكون عاماً ويشمل كل الأراضي التى تحت سلطان الإمبراطوريـة وذلك من أجل ترتيب إدارتهـا وتقنين الضرائب. وبهذا تضافرت القوة الرومانيـة واليهوديـة على تتميم الـمقاصد الإلهيـة،فلقد صدر الأمر من السلطة الرومانية وتم الإكتتاب على الطريقة اليهوديـة،وبهذا انتقل يوسف ومريم إلـى بيت لحم "لكونـه من بيت داود وعشيرتـه"(لوقا4:2).




ان العقد الرسمي بين يوسف ومريم قد سمح ليوسف بأن يأخذهـا الى بيتـه وأن تنطلق معـه الى حيث شاء فهى إمرأتـه رسميـا وهذا ما أعلنـه الـملاك "لا تخف أن تأخذ أمرأتك"(متى20:1). لقد أدرك يوسف بالروح ومن إعلان الـملاك لـه بأنـه قد أصبح مسئولاً أمام الله والتاريخ عن العذراء وإبنهـا الـمنتظر وهو الـمخلّص ورجاء كل اليهود والعالـم،وكلّفه رسمياً بأن يـمثل نفسه أباً للطفل عندما أمره أن يأخذ العذراء الحامل وهى مخطوبة إمرأة له رسمياً،ذلك بحسب الله،ليتصدى أمام العالـم بأنـه رجل مريم وهكذا تسّجل فى سجلات الدولـة رسميـاً وبأنـه أباً ليسوع أمام العالـم. لهذا أجمع بعض الـمفسريـن ان يوسف حرص أشد الحِرص على أن يولد الـمخلّص فى بيت لحم اليهوديـة حسب النبوات وحسب رجاء كل اليهود،الأمر الذى جعله يسرع لأخذ العذراء وهى حُبلى فى شهرهـا الأخير ليتم ميلاد الطفل فى بيت لحم مهما كلّفه هذا من جهد ومخاطر.




يقول التقليد الكنسي على لسان القديس الشهيد يوستين(150م)،إن القديس يوسف ومعه العذراء مريم عندما بلغا بيت لحم لم يكن لهما فيها أحد،إذ كانا قد استوطنا الناصرة منذ زمن بعيد. فإتجها الى الخان (الـمنزل أو النزُل) وهو مكان يشبه اللوكاندة تستقبل الـمسافرين،فلما لم يجدا فى الـمنزل مكاناً إلتجأ الى المغارة الـملحقة والتى كانت مخصصة للدواب وباتا فيهـا وهناك ولدت إبنها البِكر وقـمّطته وأضجعته فى الـمزود.وهنا علينا أن نتأمل فى مشاعر القديسة مريم فى ذلك الوقت وكيف تتضاربت ما بين الإعلان الإلهي بأن المولود منها هو "قدوس" وبين الحال انها تلد إبنها فى مغارة وفى أرض بعيدة عن عشيرتها فأين ترانيم الملائكة؟ وأين هم الكتبة والفريسين وكل من ينتظر المسيّا المنتظر؟.كانت مشاعر تتجاذب ما بين الفرح بميلاد قدوس الله وبأنها أم لمن أعلنت السماء من أنه "ابن العلي"، وبين مشاعر القلق والترقب. لقد أجمع علماء الكنيسة من أن القديسة مريم لم تشك لحظة فى مواعيد الله وأن إيمانها قد كان قوياً.







القديسة مريم وخضوعها للشريعة تسمية يسوع والختان والتقدمـة فى الهيـكل




تسميـة يسوع:"ولـمّا تـمّت ثـمانيـة أيام ليُختن الصبيّ سُـمّي يسوع كـما سـمّاه الـملاك قبل ان يُحبل بـه فـى البطن"(لوقا21:2). وإسم "يسوع" قد أعلنه الـملاك جبرائيل للعذراء عند البشارة:"ها أنتِ تحبلين وتلدين وتُسمينـه يسوع"(لوقا31:1)، وأيضاً أعطى هذا الإسم أيضاً للقديس يوسف فى حُلم:"وستلد إبنـا فتُسمّيـه يسوع"(متى21:1)،فكان تأكيداً أن لهذا الإسم السماوي معانِ عظيـمة، فلا مريم ولا يوسف قد إختارا هذا الإسم بل أعلنتـه السـماء لهـما.




الختـان:"

ولـمّا تـمّت ثـمانيـة أيام ليُختن الصبيّ"، والختان هوفى العهد القديم كان بمثابـة أول علامـة خارجية لعهد شخصي بين الله وشعبه وأعلنـه الله لإبراهيم (تكوين9:17-14). وختان الـمسيح فى اليوم الثامن كان خضوعا للوصيـة فهو قد وُلد "تحت الناموس"(غلاطية4:4).

وطقس الختان هذا كان بـمثابـة رمز للـمعموديـة التى سينالهـا كل من يؤمن بالسيد لـمسيح فينال الختـان الروحـي الذى هو قوة الروح القدس.




الصعود إلـى الهيكل:

بعد مرور أربعون يوما على ميلاد يسوع الـمسيح يذكر الكتاب الـمقدس: "ولـمّا تمّت أيام تطهيرهاحسب شريعة موسى صعدوا به الى أورشليم ليقدموه للرب كما هو مكتوب فى ناموس الرب من أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوس للرب ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل فى ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حمام"(لوقا22:2-24).

القديسة مريم كإمرأة مؤمنـة لم ترد أن تتجنب أمور الناموس بل أرادت أن تلتزم بـه، كما قال القديس بولس:"أرسل الله إبنه مولودا من إمرأة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس"(غلاطية4:4-5). والتطهير فى حالة القديسة مريم كان مجرد إلتزام بالناموس وليس من أجل نجاسة لحقتهـا لأن الـمولود منها هو قدوس القديسين. انهـا تتطهر من منطق إحترامها لقداسة اللـه وفرائضـه.

الصعود الى الهيكل كان عملاً تقويـاً مستمراً عبر الأجيال، انه تقديم الإبن البِكر الى الله وتقديم ذبيحة عوضاً عنه حيث قال الناموس:"كل بِكر إنسان من أولادك تفديه ويكون متى سألك إبنك غداً قائلاً ما هذا؟، تقول له بيد قويتة أخرجنا الرب من مصر من بيت العبوديّة وكان لـمّا تقسّى فرعون عن إخراجنا ان الرب قتل كل بِكر فى أرض مصر"(خروج13:13-16).

وكان البِكر بنوع خاص يعتبر مخصصاً للـه منذ ليلة نجاة أبكار إسرائيل ليلة خروجهم من أرض مصر، وسط اسرته بعد أن يقدم فديـة للكاهن بدلاً عنـه(عدد16:18).




أمـا التطهيـر فكان بـمثابة رتبة دينية فرضتها الشريعة الـموسوية على الأم بعد ولادتهـا بأربعين يوما إذا ولدت صبيـاً وبثمانين يوما إذا ما ولدت إبنـة(لاويين6:12)، وفى هذه الـمدة كان يُحرّم عليها التقرّب من الهيكل ولـمّا تنتهى الأيام الـمحددة تصعد الى الهيكل لتقديم ذبيحة تكفير"ولـمّا تمت ايام تطهيرها حسب شريعة موسى"(لوقا22:2).

الإلتزام بكل فروض الشريعة من القديس يوسف والعذراء مريم درساً لنـا بألاّ نخالف الوصايـا أو نحتقرهـا. أحضرت القديسة مريم طفلها يسوع وقدمتـه الى الهيكل كأعمق ما تحمله فريضة تقديم الأبكار من معانـي.

القديس يوسف والقديسة مريم كانا فقراء ومساكين ولا يقدران سوى أن يقدما يمامتين بحسب الناموس كحد أدنى لتقدمة أفقر الناس (لاويين7:12)، المهم ليس الإحتفال بتقديم ذبيحة بقدر فرحهم بتقديم إبنهم كاملاً للرب.




ان الاحتفال بتقديم الطفل يسوع الى الهيكل كان عمل له شقين:

ليقدموه للرب (لوقا22:2)،

ويقدموا ذبيحة (لوقا24:2).




والآن ألم يكن لهذه الأم أن تقول فى نفسها لماذا يلزم عليّ الإلتزام بالشريعة وأنا أحمل بين يدي رب الشريعة؟. مشاعر قد تتجاذب أي بشر فى مكانها، ومشاعر قد تختلط بالشك والثورة والحزن فأين هو مجد الـمكانة الجديدة؟!. انها تشبه أية إمرأة يهودية عادية جاءت تتلمس بركات الكهنة وتقدم الذبائح، فأين هى مكانتها كأم للمسيّا؟!يا لكِ يا مريم من أم عجيبة مؤمنة قادرة لم تستسلمي للمشاعر والأحساسيس الأرضية الزائلة وكان خضوعكِ للـه أمراً محفوراً ومطبوعاً فى قلبك لأنك أحببتِ الرب من كل قلبكِ ومن كل نفسكِ ومن كل فكركِ"(متى 22: 37، 38)




لقاء سمعان الشيخ فى الهيكل

تقابلت القديسة مريم مع سمعان الشيخ الذى يذكر الكتاب الـمقدس عنـه:"الروح القدس كان عليه وكان قد أُعلم بوحي من الروح بأنـه لا يرى الـموت قبل أن يعاين الـمسيح الرب فأقبل بالروح الى الهيكل"(لوقا25:2-27).وإقترب سمعان الشيخ وحمل الطفل يسوع بين يديه وإهتز فرحـاً قائلاً:"الآن تطلق عبدك بسلام حسب قولك لأن عيني قد أبصرتـا خلاصك الذى أعددتـه أمام جميع الشعوب نوراً تجلّى للأمم ومجداً لشعبِك اسرائيل"(لوقا29:2-32)،وها هو يُعلن عن رسالة الـمسيّا للـمسكونة كلهـا كما تنبأ من قبل اشعيا النبي"فقد جعلتك نوراً للأمملتكون خلاص الى أقصى الأرض"(اشعيا6:49).




ولكن إلتفت سمعان الشيخ إلى مريم وتنبأ بالروح عـمّا سيكون فقال:"ها ان هذا قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين فى اسرائيل ولعلامة تقاوم"(لوقا34:2) ،إنها نبؤة عن ان الـمسيّا سيتمم رسالته وسط مقاومة والآلام،فمع وجود الـمسيح ستنكشف كل أفكار القلوب.

وتنبـأ ايضاً عن مريـم قائلاً:"وأنتِ أيضاً يجوز فى نفسِكِ سيفُ. لتُعلن أفكار من قلوب كثيرة"(لوقا35:2). انـه سيف كبير حاد جداً فقد ذُكر بهذا الوصف فى سفر الرؤيا ستة مرّات (رؤيا8:6و17:1و12:2و19:16)وهذا السيف يرمز الى كلمة الله التى تحكم وتكشف أعماق الإنسان.




ان هذا السيف سيظهر فى حياة مريم فيما بعد فى مواقف عديدة،فبعد لحظات ستهرب الى مصر وتعيش فى منفى ثم تعود منزويـة فى الناصرة وقبلها تسمع صراخ أطفال بيت لحم ويستمر هذا السيف العميق حتى عند الصليب.كم كانت كبيرة صدمة قلب مريم ، لدى سماعها الكلمات المُحزنة التي تنبأ فيها سمعان الشيخ عن آلام ابنها الحبيب يسوع الموجعة وموته. يا مريم الحبيبة، استمدي لي أسفا حقيقيا على خطاياي..




-صراخ أطفال بيت لحم

ذُكرت هذه الحادثة بعد زيارة المجوس لأورشليم والى بيت لحم وعودتهم الى كورتهم "حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جداً. فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها، من ابن سنتين فما دون، بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس. "حينئذ تم ما قبل بأرميا النبي القائل: "صوت سمع في الرامة، نوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى، لأنهم ليسوا بموجودين."(متى16:2-18).

هنا نرى وحشية هيرودس الملك،الذى قتل أولاده وزوجاته وأقربائه وها هو يفعل هذا لنفس السبب من قتل أطفال بيت لحم ألا وهو خوفه وحرصه على عرشه. وهذا يرينا نتائج الحسد والغضب ومحبة العالم،وصار هؤلاء الأطفال أولا شهداء المسيحية.




وسمعت القديسة مريم بقتل أطفال بيت لحم وتذكرتهنا الآية التى قالها أرمياء النبي (ارميا15:31) عمن قُتلوا أثناء السبي وعمن ذهبوا سبايا إلى بابل. وتذكرت أيضاً راحيل زوجة يعقوب وهي أم البنيامينيين، والرامة في بنيامين، وقبر راحيل قرب الرامة،وكأن راحيل هنا ترمز لإسرائيل التي تبكي على أولادها ضحايا السبي




-الهروب الى مصر وحياة المنفى والغربة

تكلّم الـملاك مع يوسف فى حلم ليوجه له أمراً غريبـا أنـه الرحيـل والهروب إلى مصر قائلاً له:"قم وخذ الصبي وأمه وإهرب إلى أرض مصر وكن هناك حتى أقول لك فإن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكـه فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وإنصرف إلى مصر"(متى13:2).وكان الرحيـل حسب أمـر الرب. لقد أمر الرب ابرام فى القديم أن يترك أهله وعشيرتـه، وها هو يطلب الآن من مريم ويوسف أن يتركا الأهل والعشيرة الى أرض غريبـة ووثنيـة. لابد من التضحيـة إذن ولا بد من حياة الكمال من فضيلة التجرد ولا بد من حمايـة الطفل. وسار يوسف ومريم الى الطريق الـمؤديـة الى مصر.




بعد ذلك وجه الملاك أمراً ليوسف بالعودة قال له:"قم وخذ الصبي وأمـه وإذهب إلى أرض إسرائيل لأنـه مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي فقام وأخذ الصبي وأمـه وجاء الى أرض إسرائيل"(متى20:2-21).




ولنتأمل فى مشاعر تلك الأم القديسة وما سمعته من قبل فها قد بدأ فيها حياة الألم عند العذراء حسب نبؤة سمعان الشيخ لها فى الهيكل:"وأنتِ سيجوز سيف فى نفسِك"(لوقا35:2).وبعد قضاء حوالي ثلاث سنوات فى أرض الغربة جاء قول الملاك ليوسف فأطاعت وأكدت ايمانها فالإيمان هو "الوثوق بما نرجوه وتصديق ما لا نراه"(عبرانيين1:11). وتذكرت النبوة القائلة "من مصر دعوت إبني"(هوشع1:11)، وتذكرت أيضاً ان رحلتهم فيها تشابه ما بين 40 يوم عبور ارض سيناء وعبور بنى اسرائيل الى ارض الميعاد فى 40 سنة. تأمّلوا الحزن الشديد الذي شعرت به مريم عندما اضطرت أن تهرب مع القديس يوسف فجاة في الليل لحماية طفلها الحبيب من أمر الذبح الذي أصدره هيرودس. أي كرب هذا الذي عانته، كم هو شديد الحرمان الذي قاسته في هذه الرحلة الطويلة، وأيّة آلام تلك التي تحملتّها في أرض الغربة.







فقدان الطفل الإلهي في الهيكل

"وكان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح. ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد.وبعدما اكملوا الايام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في اورشليم ويوسف وامه لم يعلما. واذ ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين الاقرباء والمعارف. ولما لم يجداه رجعا الى اورشليم يطلبانه. وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم.وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه واجوبته. فلما ابصراه اندهشا.وقالت له امه يا بنيّ لماذا فعلت بنا هكذا.هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين. فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لأبي. فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما. ثم نزل معهما وجاء الى الناصرة وكان خاضعا لهما.وكانت امه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها.واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس"( لوقا2 :41-52).




كم كان حزن مريم كأم مفزعا عندما اكتشفت أنّها أضاعت ابنها الحبيب. عادت مريم مع القديس يوسف إلى أورشليم وبحثا عنه طيلة ثلاثة أيام حتّى وجداه في الهيكل. هنا نجد أن يوسف ومريم كانا "معذَّبين"، لا لإِعتقادهما أن الصبي قد فُقد أو مات، فلم يكن ممكنًا لمريم أن تشك هكذا، وهو الذي حُبل به من الروح القدس، وبشَّر به الملاك، وسجد له الرعاة، وحمله سمعان، ولا يمكن أن تنتاب نفس يوسف هذا الفكر، وهو الذي أمره الملاك أن يأخذ الطفل ويهرب به إلى مصر وسمع هذه الكلمات: "لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حُبل به فيها من الروح القدس" (متى 1: 20). لا يمكن أن يخَف يوسف على الطفل وهو متيقِّن أنه الله (الكلمة)، إذن فعذاب الأبوين وسؤالهما له مغزى آخر، فلقد بحثا عن يسوع وذُهلا لمجرَّد التفكير أنه ابتعد عنهما، أو تركهما وذهب إلى موضع آخر. أن من يكون مع يسوع قد يفقد صوابه لمجرد إبتعاده ولو لبرهة. فحزن مريم وعذابه لأنها لم ترى يسوع طفلها ثلاث أيام متصلة وكأن الله يعد تلك الأم لتلك الأيام الثلاث التى سيبقى فيها يسوع فى القبر.







موت القديس يوسف

لقد مات يعقوب بن اسحق بفرح القلب بعدما رأى وجه ابنه يوسف "فقال اسرائيل ليوسف دعنى اموت الآن بعدما رأيت وجهك لأنّك بعد باقِ" (تكوين30:46)، وسمعان الشيخ قد ماتا بعد ان حمل على ذراعيه مخلص العالم"الآن تُطلق عبدك ايها الرب على حسب قولك بسلام.فإن عيني قد ابصرتا خلاصك"(لو29:2).



فما كان أشد فرح قلب القديس يوسف فى الساعات الأخيرة من حياتـه فها هو يسوع قدوس الله عن يمينه ومريم عروسه على يساره وهما ينظران اليه ويشكرانه على ما تحمله من شتى الأتعاب والأحزان لأجلهما ففاضت روح يوسف بهدوء بين ايدي يسوع ومريم. وهذا إنعام كبير جعله شفيع الميتة الصالحة فلقد كان موته فى حضور يسوع ومريم وهو موت يرجوه كل مسيحي. اما متى مات القديس يوسف فغير معلوم تماما لكن من المؤكد انه مات قبل ان يبدأ يسوع خدمته العلنية وهو فى سن الثلاثين"ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة"(لوقا33:3). أما مريم فها هى تفقد شريك اختاره الله ليحمل معها مسؤولية العناية بالطفل الإلهي ورسالته.








مريم وبدء رسالـة يسوع

قبل بدء يسوع حياتـه العلنيـة "كان لـه نحو ثلاثين سنة"(لوقا23:3)، ذهب إلـى الأردن وهناك أعلن الآب السماوي انـه "الإبن الحبيب" وحلّ الروح القدس عليـه على هيئة حمامـة (لوقا22:3)،وبعد هذا قصد يسوع إلـى البريـّة حيث صام أربعين يوما (لوقا1:4-13)،ثم عاد الى الجليل.




بعد أعجوبـة عُرس قانـا الجليل والتى فيهـا صنع يسوع أولـى عجائبـه الزمنيـة (يوحنا1:2-11)، يذكر لنـا القديس يوحنا الإنجيلي:"وبعد هذا انحدر الى كفر ناحوم هو وأمـه واخوتـه وتلاميذه ولبثوا هناك أيامـا غير كثيرة"(يوحنا12:2)، ثم بعد هذا ترك يسوع كفر ناحوم وذهب الى أورشليم "وكان فصح اليهود قد قرب فصعد يسوع الى أورشليم"(يوحنا13:2)، ومن الـمرّجح ان مريم العذراء قد رافقت إبنهـا فى هذه الزيارة فهى تعودت ان تذهب الى اورشليم بمناسبة العيد "وكان أبواه يذهبان الى اورشليم كل سنة فى عيد الفصح"(لوقا41:2).




وهنا فى أورشليم يظهر يسوع للـمرة الأولـى كـمرسل من الله يتفقد الهيكل وطرد الباعة والصيارفة "لا تجعلوا من بيت أبي بيت تجارة"(يوحنا16:2). وفى فترة العيد "آمن باسمه كثير من الناس لـما رأوا الآيات التى أتـى بهـا&quot. وبعد هذه الأيام غادرت مريم أورشليم وتركت يسوع يتابع جولاتـه التبشيريـة فى مدن اليهوديـة وقراهـا، امـا مريم فمن الـمحتمل انهـا عادت الى الناصرة موطنها الأول وعاشت فيهـا، على الرغم مما ذكره متى الإنجيلي "ولما سمع يسوع ان يوحنا قد ُسلم انصرف الى الجليل وترك الناصرة وجاء فسكن فى كفر ناحوم التى على شاطئ البحر فى تخوم زبولون ونفتالي"(متى12:4-14) ويذكر ايضا فى موضع آخر "فركب السفينة وإجتاز العبـر وأتى الى مدينته فى كفر ناحوم" (متى1:9)، وهذا لا يؤكد إذا ما كانت مريم كانت تعيش مع يسوع فى كفر ناحوم أم انها كانت تقيم فى الناصرة حيث قد تركته لرسالتـه التى جاء من أجلهـا للعالـم. وكانت تلتقى بيسوع فى فترات قصيرة للغايـة فكان اللقاء والإفتراق صعب ومؤلـم على الأم، ولكن كانت القديسة مريم تقبل فى أستسلام لـمشيئة اللـه. وهذه اللقاءات تمت فى أعياد الفصح فى أورشليم (ثلاث أعياد مرّت فى حياة يسوع العلنيـة)، وفى كل مرّة كان يـمر يسوع فى الناصرة أو بجوارهـا، وعندما ذهبت مع الأقرباء محاولـة منعهم "فخرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا انه شارد العقل"(مرقس21:3).وبدأت أخبار يسوع وأخبار العجائب تتناقل وتعاليـمه تنتشر "وسار بعد ذلك فى كل مدينة وقريـة ينادي ويبشر بـملكوت الله ومعه الإثناعشر(لوقا1:8). فكان يسوع يعلّم "كـمن لـه سلطان وليس كالكتبة والفريسيين"(متى28:7)، وكانت الجموع فى بلدته تتعجب قائلة:"من أين له هذه الحكمة والقوات. أليس هذا إبن النجّار"(متى54:13).




كانت تعاليـم يسوع تعاليـم بسيطة فى كلمات بسيطة لهذا نفذت الى القلوب.ووصل يسوع فى جولاتـه التبشيرية الى الناصرة حيث موطنه الذى عاش فيـه وعـمل،والقديسة مريم كانت مقيمة فيهـا و"أتى الناصرة حيث نشأ" (لوقا16:4-30)، وفى مجمع الناصرة أعلن يسوع صراحـة أنـه الـمسيح الـمنتظر بعد أن قرأ نص اشعيا النبي الذى يتنبأ عن الـمسيّا،فقال لهـم: "اليوم تـم هذا الـمكتوب فى مسامعكم&quot.




ولكن كان هجوم أهل الناصرة عليـه شديد :"أليس هذا إبن يوسف" و "اصنع ههنا كل شيئ سمعنا انه جرى فى كفر ناحوم"، وتعجّب يسوع من عدم إيمانهم حتى ان الكتاب الـمقدس يذكر "غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم"(مرقس5:6)وإمتلأ أهل الناصرة من الغضب "فقاموا وأخرجوه خارج الـمدينة وإقتادوه إلى قمة الجبل الذى كانت مدينتهم مبنية عليه ليطرحوه عنهـا"(لوقا28:4).




وذكر هذه الواقعة بهذه التفاصيل من القديس لوقا الإنجيلي يؤكد مرة أخرى أن مريم العذراء كانت حاضرة فى مجمع الناصرة ورأت ما حدث وذكرتهـا كأحد شهود العيـان. ويـا للأم الـمسكينة فقد شهدت كل هذا وبكت من قلة الإيمان ومن غلاظة القلوب وعلى شعب لا يبغى الخلاص والتوبـة، وعلى إخوة يريدون التخلص من أخوهم وها هو سيف آخر ينغمس فى قلب الأم. وتـمر الأيام وقبل عيد الفصح فى السنة الثالثة لخدمة يسوع العلنيـة، سمعت العذراء مريـم عن إقامـة لعازر من بين الأموات وهياج رؤساء الهيكل ضده حتى أن يسوع أقام بالقرب من أورشليم. وقبل الفصح أيضاً أتى يسوع الى بيت عنيـا وأخبر تلاميذه بـما سيحدث لـه حتى يجنبهم ضعف الإيمان. وفى أحد الشعانين أراد يسوع زيارة أورشليم وإنتشر خبر مجيئه فإهتزت الـمدينة كلهـا وصرخت الجماهير "هوشعنا إبن داود" و"مبارك الآتـى بإسم الرب"، وربـما قد شهدت مريم العذراء هذا الإستقبال الرهيب لإبنهـا فهى كعادتهـا تذهب للعيد كل عام.

وأمضت مريم الأيام الأخيرة مع يسوع وحضرت العشاء الأخيـر فى العليّة ورأت الإسخريوطي خارجـاً ليلاً ليتتم ما قد إتفق عليـه مع رؤساء الهيكل.







صراخ فى بستان الزيتون

تروي لنا الأناجيل أنّ يسوع خرج من علّيّة صهيون ليلة الخميس المقدس بعد العشاء الأخير ومضى إلى جبل الزيتون حيث كان يعتاد الذهاب إلى ضَيْعَة تدعى جَثْسَيْمَانِي (متى 26: 36 مرقس 14: 32). ولما بلغ هناك ترك تلاميذه في مغارة (متى 26: 38) وقال لهم: " أمكثوا ههنا ريثما أمضي وأصلّي هناك" (لو 22: 41 ) واصطحب معه بطرس ويعقوب ويوحنا وتنحى جانبا في البستان وقال لهم: " أمكثوا هنا واسهروا معي&quot. ثمّ ابتعد عنهم مقدار رمية حجر أي حوالي 30 مترا وبقي هناك يصلّي وحيدا ويتأمل سرّ عذاباته. ولما حانت الساعة عاد إلى تلاميذه لأن يهوذا الاسخريوطي أوشك على الوصول.




بالتأكيد ان مريم الأم أحست بالألم الذى عاناه ابنها الحبيب عند جبل الزيتون عندما توسل لأبيه السماوي ان يعبر عنه، إن شاء، كأس الآلام القادمة. وأحست بتوسلات إبنها وصلاته ثلاثة مرات فى البستان والتى فيها إكتئب وحزن حتى صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض وحتى اللحظات الأخيرة من آلامه وموته. وانغرس فى نفسها الحزن والمرارة عندما سمعت ان وليدها صرخ بلسانه: "نفسي حزينة حتى الموت&quot. وشعرت بكل الخوف ، والحزن والألم الذي عاناه ابنها قبل العذاب على الصليب، من خيانة يهوذا الأسخريوطي، ذاك التلميذ الذى خصّه بأمانة الصندوق. وعندما أُلقي القبض عليه من قبل أناس جاءوا بمصابيح ومشاعل وأسلحة وسقطوا أرضاً عندما أجابهم "أنا هو&quot.

وتـم القبض على يسوع فى بستان الزيتون ليلة الخميس وحوكم وأديـن ووقف شهود زور ضده وفى فجر الجمعة يأخذونـه الى بيلاطس ثم هيرودس ثم بيلاطس مرة أخرى ويُسلّم يسوع للـموت ويُطلق باراباس. وأقتيد يسوع الى الصلب وسار فى أروقة أورشليم، هذه الأروقـة التى شهدت تعاليمه وعجائبه وشهدت أيضاً هتاف الشعب "أنت ملك اسرائيل&quot.







فى طريق الجلجثـة

تعالوا أيّها الخاطئون، تعالوا وأنظروا إن كان يمكنكم تحمّل مشهد محزن كهذا. هذه الأم الرقيقة والمُحبة تلتقي ابنها الحبيب وسط أولئك الذين يجرّونه إلى ميتة قاسية. تأملوا أيّها الأحباء الحزن الكبير عندما التقت أعينهما، حزن الأم القديسة وهي تنظر إلى ابنها. في طريقِ الجلجثة سار السيّد والجنودُ تسعى كي تُخلي الطريق، إذ تزاحمَ الجميع ليَرَوْ كيف يُكافئُ من صنع المعجزات. كان ينزِفُ الحبيب بعد أن ضُرب بسياطٍ وبتاجِ الشوكِ ملّكوه وبصُراخ الهازئين وبحكم موت العارِ لكي يكرّموه. في طريقِ الجلجثة، سارَ الحبيب، سارَ طوعاً وأختياراً للصليب مثلَ شاةٍ ساقوه للذبحِ وكانت مريم واقفة بين الجموع وبقربها يوحنا وبعض النسوة.بالأمس لم يغمض لها جفن، إذ كان ابنها يسوع في أيدي أعدائه.




ها هو بيلاطس يقف فيغسل يديه من دم ابنها ويعلن تنازلاً لرغبة الجماهير المطالبة بقتله "ليصلب" وعندما رنَّ في أذنيها قرار الحكم جاز في قلبها سيف الحزن عميقاً، ورفعت عينيها إلى السماء، واستسلمت لمشيئة الآب السماوي دون أيّ تذمرّ، وصلّت لتوبة أعداء ابنها.ورأت صليباً كبيراً يوضع على كتف ابنها، والجنود ينهالون عليه بالضرب واللكم، ويا لهول وقع هذا الحمل الثقيل على قلب الأم! وكأني بها تصرخ: لماذا كلّ هذا! لماذا الصليب على كتفك الناعم يا حبيبي! يا ليتني أحمله مكانك، فأنا فداك... ولكنّها تيقّنت بأنه سيعانق صليبه راضياً هادئًا وكأنه يعانق العالم بكلّ خطاياه.




لقد بدأت المسيرة الصاعدة إلى القمّة، قمّة الجلجلة، إنها لا تتوانى من الصعود معه، وكأنها تحمل الصليب معه. هيّا يا إخوتي، نصعد نحن أيضاً معها وبرفقتها.لم يَغب يسوع عن نظرها لحظة، فهي تحمل معه الصليب، ومعه تسير على طريق الاستشهاد والفداء، ومعه تتلقّى الضرب واللطم، وتسمع صراخ الجماهير الهائجة، وها هو يسوع يسقط تحت الصليب الثقيل، وتحاول من بين الجموع أن تصل إلى ابنها لعلّها تساعده وتشدّده وتعانق معه مشيئة الآب السماوي.وتمكّنت مريم اختراق الجماهير واستطاعت أن تقف أمام ابنها.




مسحت دموعها لأن إيمانها أقوى من حزنها، ولأن استسلامها لمشيئة الآب هي كاستسلامه هو. نظرت إليه كما نظر إليها، وفهمت أن ضرورة مشاركتها له في آلامه وصليبه هو في مخطّط الله. فشجّعها كما شجّعته، وابتسما معاً لسرّ الفداء الذي سيتمّ بعد ساعات قلائل، فتتصالح البشريّة بموت ابنها مع الخالق وتحرّر الأرواح المسجونة في مقرّ الموتى وتنطلق إلى السماء التي ستُفتح لهم من جديد بعد لحظات.الجموع تتدفّق من كلّ صوب وناحية، والطريق تصعد رويداً رويداً إلى الجبلوالصليب يزداد ثقلاً كلّما زاد تعب يسوع المنهوك القوّى.




مريم تصلّي، مريم تستصرخ الآب السماوي، مريم تتحدّث في قلبها مع ابنها وربّها. ها قد اقتربتَ يا بنيّ من الجبل، تمالك نفسك، ها هي البشريّة من أول الخليقة حتّى القيامة تنتظر تحقيق الفداء، فتشدّد يا بنيّ. نعم إنهض من جديد وتابع الدرب، فالمسيرة شاقّة ولكن الثمرة شيّقة وشهيّة.بدأت نهاية حياة ابنها منذ أن خانه يهوذا وأنكره بطرس وهرب التلاميذ.قواه تخور، فقد أصبحت واهية، ولكنه لم ينبس ببنت شفة. انظروا إليه تحت الصليب، لا يصرخ ولا يتأوّه ولا يتذمّر وهو البريء، بل البراءة بالذات. هل يمكن أن ترى ابنها يقبل أشنع الآلام وترفض هى أن تتحمّل أقلّ الصعاب؟! لقد قالتها من قبل: "ليكن لي بحسب قولك" واستسلمت دوماً لمشيئة الله




.يا للصوت القاسي، صوت المطرقة، وهى تدخّل المسامير في يدي ابنها على الصليب، ويا لعظمته في صمته وهو يلتصقُ بهذا الصليب الذي من أجله جاء وتجسّد. ها انها تخشعُ مع الملائكة وترفع نظرها إلى الأب السماوي وتتَّحدُ بكلّ قواها بآلامه المبرحة.أيتها الجراحات المقدسة، فأنت مزمعة أن تبقي مفتوحة في جسم الإبن الحبيب لكي تكوني ملجأً منيعاً لجميع أولئك الذين يبادرون نحوك محتمين فيك. لأنه كم وكم من البشر هم عتيدون أن يقبلوا بواسطتك غفران خطاياهم، وبك تلتهب قلوبهم بمحبة الخير الأعظم.أيتها الأشواك القاسية والمسامير والحربة الجارحة المؤلمة، كيف أمكنكِ أن تعذِّبي بهذا المقدار خالقك؟ فهوذا يسوع قد مات ليخلصك أيها العالم، فليس هو زمنك بعد الآن زمن الخوف والفزع، بل زمن الحب والمحبوب. زمن الانعطاف بالحب الحقيقي، نحو من أظهر لك حقائق حبه إياك باحتماله حباً بك هذا المقدار من الآلام الشديدة.







-عند الصليب" وكانت واقفة عند صليب يسوع مريم أمه &quot. ( يوحنا 19: 25 )

مريم الأم شاهدت تهتك جسد إبنها الذى بلا خطيئة نتيجة جروحات السياط والجلد وهو مربوط وعندما عرّي من ثيابه وتهكموا عليه جلاّديه.




مريم الأم عاينت وشاهدت السخرية والإستهزاء والبصق والمعايرة والتهم الباطلة وشهادات الزور والحكم الظالم بموت إبنها والذى تحمله بكل صبر وإستسلام.




مريم الأم رأت تلك الدموع التى سالت من عينيي إبنها والدم الذى اريق،وهو صامت وحزن قلبه العميق.




مريم الأم رأت هذا الدم الذى سال من رأس إبنها الأقدس الملكي عندما انغرس فيه اكليل الشوك.




مريم الأم أحسّت بالعذاب الأليم الذى عاناه إبنها عندما دًُقت المسامير فى يديه وقدميه وعُلّق على خشبة الصليب.




مريم الأم أحسّت بعطش إبنها الذى لا يُحتمل ومذاق شربة الخل الممزوج بمرارة.




مريم الأم سمعت صرخة وليدها على الصليب "الهى الهى لِم تركتنى&quot.




مريم الأم عاينت رحمة أبنها التى امتدت الى اللص اليمين.




مريم الأم عاينت تسليم إبنها للروح الى الأب الأزلي بعد ان قال"قد أُكمل&quot.




مريم الأم رأت الدم الممزوج بالماء الذى انسكب من جنب وليدها الأقدس




مريم الأم طُعنت فى قلبها عندما طُعن بالحربـة وليدها فسال فيضان النعمة والرحمة نحونـا.




مريم الأم تأملت حياة إبنها الطاهرة ورحمته الحانية وموته المشين على الصليب حتى ان الطبيعة نفسها حزنت فتشققت الصخور وانشق حجاب الهيكل وتزلزلت الأرض وصارت ظلمة للقمر والشمس.




ان مريم هى حقاً أم الأحزان. أنه مشهد مهيب، يسوع معلق على خشبة العار، غارق في بحر النزاع الأليم، عيناه غائصتان، شفتاه مزرقتان، وجهه مكفهر، رأسه مهدول، شعره منكوث، ركبتاه متصلبتان، جسده كله صائر جرحاً واحداً من الرأس حتى الأقدام. وهناك على مقربة من صليبه أمه مريم، وعلامات الحزن والغم لائحة على محياها، ضروب الشجون والكروب قد انقضت على فؤادها، وقد كتب لها أن تحضر موت وحيدها، وتراه يفارق الروح على أيدي جلادين شرسين قساة.




إن مريم على مثال يسوع قد ذاقت علقم الاستشهاد، فالابن يضحى جسده بالموت، والأم تضحى ذاتها لمساهمة آلامه. ولأجل هذا فمريم لم تشعر فقط جسدياً كل ما تكبده يسوع في جسده، بل أن رؤيتها عذاباته قد ألمت قلبها بنوع أبلغ مما لو كانت احتملتها هي عينها، وذلك لأنها كانت تحب يسوع أكثر من نفسها، وحياة يسوع كانت أعز لديها من حياتها ذاتها. وأن نوعين من المحبة قد تقارنا وتألفا في قلب مريم نظراً إلى يسوع، وهما محبة طبيعية ومحبة فائقة الطبيعة. فبالأولى أحبته كابنها، وبالثانية أحبته كإلهها. ومن تآلف وتمازج هاتين المحبتين نجم حب واحد هذا، عظم مقداره حتى أن مريم قد أحبت يسوع غاية ما في وسع خليقة من الخلائق أن تحب. وهذه الدرجة من المحبة الفائقة الوصف لم تحزها إلا بامتياز علوي، إذ أن الآب الأزلي لما أراد أن يشركها في الزمان في الأداة الأزلي للكلمة، قد ألقى في قلبها شرارة من حبه غير المتناهي لأبنه الوحيد.




ويؤكد القديس أوغسطينوس أن عذاب البنين هو نفس عذاب الأمهات، لا سيما إذا كن حاضرات لتلك العذابات. إذ لاحظ الألم الذي أصاب شموني أم المكابيين السبعة عند حضورها استشهاد بنيها فقال:" إن هذه الأم المسكينة قد قاست بمجرد نظرها عذاب كل واحد منهم&quot. فعلى هذا النحو قد تم في مريم، إذ أن كل العذابات التي ألمت جسد يسوع قد أثرت في جسد مريم، وولجت في الوقت عينه قلبها لإتمام استشهادها بنوع أن قلب مريم أضحى كمرآة لآلام الابن. فكان يشاهد فيه المجالد والمطارق وأشوك والحبال والمسامير والصليب وباقي آلات العذاب.




" ألا يا أماه بحق حنوك الوالدي أخبرينا وقولي لنا أين كنت في ذاك الحين. أهل كنت قائمة عند الصليب؟ آه كلا ثم كلا بل لنقل بالأحرى أنك كنت مسمرة فوق الصليب مع ابنك الحبيب. وبناء عليه يجدر بنا القول أن كل من كان حاضراً في الجلجلة، لمشاهدة تلك الذبيحة العظمى المقرب فيها الحمل البريء من كل عيب، لكان يرى مذبحين عظيمين: أحدهما في جسد يسوع. وثانيهما في حب مريم. ألا يا ملكتي الحنونة لماذا أراكِ مقبلة إلى الجلجلة. ألم يكن يا ترى واجباً أن يصدك عن ذلك الخزي والعار العائدان عليك، لكونك أم هذا المحصى بين الأثمة. أو لم يكن أقله لائقاً أن تمنعك عن ذلك فظاعة هذا الأثم الجسيم، وهو موت إله على أيدي خلائقه. كلا يا أم الأحزان هذا كله كان عاجزاً عن منعك للذهاب إلى الجلجلة، ليس فقط لتندبي موته، بل لتؤازريه وتشاطريه في تقدمه ذبيحة للعدل الإلهي "




. وبحضور مريم آلام يسوع ومكوثها عند صليبه، قد شاءت بذلك أن تعلن جهراً أنها ليس فقط قد شعرت بمفاعيل الحزن والألم، بل هي عينها قد صادقت على صيرورة يسوع ضحية لخطايانا. فأتت خاضعة لتقربه بيدها للآب الأزلي، ولم تعرف وتصادق على آلام ابنها في ذلك الحين فقط، بل إن ذلك كان نصب عينها منذ اليوم الذي أجابت الملاك قائلة: " أنا أمة الرب فليكن لي بحسب قولك &quot. وبنوع أجلى منذ يوم سماعها من فم سمعان الشيخ تلك العبارة الخارقة الألباب: " ها إنه جعل لسقوط كثير من الناس، وقيام كثير منهم في إسرائيل، وآية معرضة للرفض. وأنتِ سينفذ سيف في نفسك لتنكشف الأفكار عن قلوب كثيرة &quot. ومن هذا القول نجد مريم قد أصبحت ملكة الأوجاع، وشبيهة بابنها في كل الظروف والأحوال. فرافقتها الشجون والكروب في كل خطوة من خطواتها. فقد علمت أن ابنها مزمع أن يموت فداء عن البشر. وقد علمت أنه سيضطهد في تعاليمه، إذ ينكر لاهوته ويُعتبر كمجدف. يُضطهد في شرفه وحكمته، إذ يحسب كأحقر الناس وأجهلهم كمجنون ومعترى من الشيطان. كسكير ومعاشر الخطأة والعشارين. يُضطهد في نفسه إذ أن أباه الأزلي لإنجاز قضاء عدله يرفض طلبته في بستان الزيتون، ويهمله للخوف والحزن. أخيراً يضطهد في جسده وحياته إذ يُعذب في كافة أعضائه المقدسة، في يديه ورجليه في وجهه ورأسه وبدنه كله، بنوع أنه يسلم الروح بين لصين على خشبة الصليب، صائراً جرحاً واحداً، ومشبعاً عاراً وهواناً. هذا ما كانت تشعر به مريم في كل ساعة ودقيقة، هذا ما كان يخرق قلبها ويمزق أحشاءها في عيشها بصحبة يسوع موضوع فرحها وحزنها، وموضوع سعادتها وعذابها. وكما أن ابن الله كان هادئاً ساكناً في حال نزاعه على الصليب، لاشتغاله في أعظم الأعمال أي فدائنا. فقد منح هذه الحالة لوالدته لكونها اشتركت معه في ذبيحته. ولذا نراها رافعة لواء النصرة على الأحزان والكروب، واقفة عند الصليب ثابتة الجنان حاصلة على ملء السكينة والهدوء، مبينة بذلك أنها بحرية وطيبة خاطر تقرب ابنها الوحيد للآب الأزلي، ليصبح ضحية انتقامه من الخطيئة وعدله. لقد اشتركت مريم مع ابنها في خلاصنا باحتمالها آلاماً روحية، وذلك بخضوعها وتسليمها إرادتها بين يدي المشيئة الإلهية، التي شاءت وحتمت أن يحل بها كل ما حل بيسوع. لقد صعدت إلى الجلجلة لتقف قرب الصليب، ليس للبكاء والحزن على موت وحيدها فقط، بل لتعلن للآب الأزلي وللبشر أنها تقدم ابنها الحبيب كفارة عن مآثم البشر، ووفاء للعدل الإلهي المهان.وما تحملته من عذابات حسية وروحية قد عقد على هامتها إكليل مشاركة يسوع في عمل الفداء البشري.




لذا حق للبتول أن تتوجه نحونا مشتكية قائلة: " ألا يا أولاد آدم الأشقياء يا قساة الرقاب. ما بالكم ترتكبون الأثم كشربكم الماء. ما بالكم تصلبون ابني وتضفرون هامه الإلهي بالأشواك وتجدون بذلك ما قاسيت من الأوجاع المرة. ما بالكم تدوسون بأرجلكم تحت أنظاري دم العهد الجديد. ألا يا أولادي الذين يخطئون ناشدتكم بحق محبتي وتنهداتي أنا أمكم، بحق أوجاعي وأحزاني ألا كفوا كفوا عن تعذيبي، كفوا ولا تعودوا تلتطخوا بحمأة الأثم والخطأ. آه يا معشر المفتدين بدم الحمل المجزوز لنسمع صوت مريم العذراء الحزينة الواقفة عند الصليب، ولنصغِ إلى تنهداتها، وليحن قلبنا إلى صرخاتها الأليمة، ولنقصد من صميم القلب أن نقلع عن الخطيئة، وأن نقلع عنها باستنجاد حماها القدير . والآن علينا أن ننظرإلى التضحيتين على الجلجلة، الأولى جسد يسوع، والثانية قلب مريم، حزين مشهد هذه الأم الحبيبة وهي ترى ابنها الحبيب مصلوبا بقسوة على خشبة الصليب. وقفت عند أقدام الصليب وسمعت ابنها يعد اللص بالسماء ويغفر لأعدائه.آخر كلماته كانت مركّزة على أمه وموجّهة إلينا، هذه أمّك (أمكّم). فلنقرر دائما أن ننظر إلى مريم كونها أمّنا ونتذكر أنّها لا تخذل أبناءها أبدا.وتأمّلوا الحزن المرير الذي ملأ قلب مريم عندما أُنزل جسد حبيبها يسوع عن الصليب ووُضع بين ذراعيها. أيّتها الأم الحزينة، إنّ قلوبنا لتلين عند رؤية هذا الأسى.أكثر الأيام مأساويّة في التاريخ ينتهي ، ولم يبقَ للأم سوى مرافقة جسد ابنها إلى القبر. أيّ حزن كان حزنها وهي ترى وللمرة الأخيرة جسد ابنها الميت فيما يُدحرج الحجر الكبير ليُغلق مدخل القبر. ومريـم الأم ترى كل هذا، ترى وليدهـا "رجل أوجاع متمرساً بالعاهات محتقر ومرذول..."(اشعيا53)، وتراه يسقط تحت الصليب، وترى نسوة أورشليم يبكين،وترى سمعان القيراونـي، وترى الـمسامير تُدق ويُعلّق حبيبهـا على الصليب،وتسمع كلماتـه السبع الأخيرة،وما يطلبـه منهـا أن تكون أمـاً للحبيب وللجنس البشري كلـه "هوذا إبنكِ"(يوحنا26:19) وبقيت معـه حتى "نكّس رأسـه وأسلم الروح"(يوحنا30:19)، ثم رافقت يوسف الرامي عندما وُضع يسوع فـى القبـر.




دموع الفرح فى حياة السيدة العذراء :

ربما نجد فى حياة السيدة العذراء أوقات فيها دموع فرح .. وذلك فى بعض المناسبات مثل :

1 – يوم ميلاد الطفل يسوع : مثل أى أم تفرح بوليدها ..

2 – فرحة العذراء أثناء خدمتها الروحية : مثل خدمتها فى عرس قانا الجليل ..

3 – دموع فرحة قيام إبنها وربها من بين الأموات ....دموع فرح القيامـة

عاشت العذراء حياة كلها دموع .. دموع الألم والتجارب ...


والآن نرى دموع الفرح فى عينيها .. بقيامة الفادى من الأموات .....يسوع : ثقوا قد غلبت العالم وغلبت الموت. نعم يا أمي، أنا قد غلبت الموت وقد قمت... قمت منتصراً على الموت... مثبتاً للجميع أني الإله القادر على كل شيء... إفرحوا فسلطان الموت لن يقوى عليكم. يا أحبائي أنا القيامة والحياة، من أمن بي وأن مات فسيحيا، وكل من يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد. أتومنون بذلك؟







إنتقـال العذراء مـريـم للسماء صعود جسد القديسة مريم العذراء (16 مسرى)

في مثل هذا اليوم كان صعود جسد سيدتنا الطاهرة مريم والدة الإله فأنها بينما كانت ملازمة الصلاة في القبر المقدس ومنتظرة ذلك الوقت السعيد الذي فيه تنطلق من رباطات الجسد أعلمها الروح القدس بانتقالها سريعا من هذا العالم الزائل ولما دنا الوقت حضر التلاميذ وعذارى جبل الزيتون وكانت السيدة مضطجعة علي سريرها. وإذا بالسيد المسيح قد حضر إليها وحوله ألوف ألوف من الملائكة. فعزاها وأعلمها بسعادتها الدائمة المعدة لها فسرت بذلك ومدت يدها وباركت التلاميذ والعذارى ثم أسلمت روحها الطاهرة بيد ابنها وألهها يسوع المسيح فأصعدها إلى المساكن العلوية آما الجسد الطاهر فكفنوه وحملوه إلى الجسمانية وفيما هم ذاهبون به خرج بعض اليهود في وجه التلاميذ لمنع دفنه وأمسك أحدهم بالتابوت فانفصلت يداه من جسمه وبقيتا معلقتين حتى آمن وندم علي سوء فعله وبصلوات التلاميذ القديسين عادت يداه إلى جسمه كما كانتا. ولم يكن توما الرسول حاضرا وقت نياحتها، واتفق حضوره عند دفنها فرأي جسدها الطاهر مع الملائكة صاعدين به فقال له أحدهم: "أسرع وقبل جسد الطاهرة القديسة مريم " فأسرع وقبله. وعند حضوره إلى التلاميذ أعلموه بنياحتها فقال: "أنا لا أصدق حتى أعاين جسدها فأنتم تعرفون كيف أني شككت في قيامة السيد المسيح&quot.



فمضوا معه إلى القبر وكشفوا عن الجسد فلم يجدوه فدهش الكل وتعجبوا فعرفهم توما الرسول كيف أنه شاهد الجسد الطاهر مع الملائكة صاعدين به.وقال لهم الروح القدس: "أن الرب لم يشأ أن يبقي جسدها في الأرض " وكان الرب قد وعد رسله الأطهار أن يريها لهم في الجسد مرة أخري فكانوا منتظرين إتمام ذلك الوعد الصادق حتى اليوم السادس عشر من شهر مسرى حيث تم الوعد لهم برؤيتها وهي جالسة عن يمين ابنها وإلهها وحولها طغمات الملائكة وتمت بذلك نبوة داود القائلة: "قامت الملكة عن يمين الملك " وكانت سنو حياتها علي الأرض ستين سنة. جازت منها اثنتي عشرة سنة في الهيكل وثلاثين سنة في بيت القديس يوسف البار. وأربع عشرة سنة عند القديس يوحنا الإنجيلي، كوصية الرب القائل له: "هذا ابنك " وليوحنا: "هذه أمك&quot.شفاعتها تكون معنا. آمين.





حزن الأم ما بعد الإنتقال

مــريم الأم لا تـتحمل أن ترى أبناؤها فى خطر دون أن تسرع لحمايتهم وأنقاذهم .لم تترك مريم ابناءها لحظة واحدة،فبصلواتها وشفاعتها الدائمة أمام عرش إبنها الإلهي تحمي الأبناء وترعاهم.ولكن فى بعض الحالات تجد مريم نفسها مـجبـرة ومضطرة كأم الى التدخل الـمباشر فى عالـمنا وحياتنا، فتظهر لنا نفسها لتحمل رسالة تحذير لخطر لا نراه بعد.مئات الظهورات تعددت تحمل معان كثيرة .. سواء تقوية إيمان المؤمنين ..أو معجزات لأشخاص تشفعوا بها .. أو تحذيرات من ضيقات وأضطرابات .........الخ

ولكن فى مجملها تقول لنا أن رب المجد يسوع موجود وسط شعبه .. وعلى الناس تنفيذ وصاياه .. وأن نعمل من أجل التوبة .. والرجوع عن الخطية ..




بركة وشفاعة وصلوات أمنا العذراء الحنونة تكون معنا آمين







via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2480&goto=newpost