الخميس، 15 أغسطس 2013

تاملات فى صوم العدراء




تاملات فى صوم العدراء











طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما – لو11: 27

بمهابة ووقار وخشوع ، برهبة وإجلال عظيم أدعوكم معي أن نقف جميعاً معاً أمام الأرض المقدسة التي صارت فلاحة الله الخاصة ، أمام عذراء بسيطة محبة لله ، كرست بتوليتها على يد ملائكة وروح الله القدوس ...

عذراء صارت سماء جسدانية نورانية ، نورها من نوع خاص ، ذات سرّ عظيم أدهش الملائكة وقوات السماء كلها !!! بل والبشرية احتارت واندهشت جداً !!!

أننا اليوم نقف أمام إناء من نوع خاص ممتلئ نعمة ، مكرس ومخصص لله الحي !!!

أخاف أن يظن أحد إننا أمام سرّ بسيط ، نعبر عليه أو نراه ونشكر الله ونَمُرَّ عليه مرور العادة ونتعجب ونندهش ونمضي !!!

يا أحبائي أننا أمام سرّ جليل ، أننا أمام انفتاح سماوي عريض وعميق ومتسع جداً على كل إنسان بل والبشرية كلها !!!

أننا أمام سرّ الخلاص الجليل الذي انتظرته البشرية بلهفة وشغف عظيم ، في تاريخ مضني من التعب والمشقة وذُل الإنسان تحت سلطان الخطية وفجور الإثم الذي اتعب البشرية وجعلها تسير من موت لموت ، ومن ظلمة على ظلمة ...

اليوم تحسسوا معي موضعنا من هذا السرّ الجليل ، ولا تظنوا أبداً أن العذراء القديسة مريم مجرد أناء عادي ، أو خاص لله الكلمة وبعد الولادة أصبح فارغاً من الله وقد انفصل عنه كما يظن البعض في بعض الطوائف التي لم تستوعب سرّ الخلاص بعد !!!

أن لنا نصيب في هذا السرّ ، هو سري وسرك يا صديقي ويا أختي ويا أخي ويا أبي ويا أمي ، العذراء عذراؤنا ، أنها أفخر مَنْ خرج من صُلب آدم وبطن حواء ، عينة أفرزتها البشرية بتدخل إلهي لتصمد أمام هذا الحدث السماوي الرهيب والجليل ، لتحمل في أحشائها ابناً جديداً للإنسان موطنه حضن الآب كما بشر الملاك عذراء الدهور كاشفاً عن سرّ المولود قائلاً : " ابن العلي يُدعى " ( لو1: 26 – 33 )

أنها إناء مقدس أغرى الله ليحل فيه ويصير مكان راحته الخاص ، ولما خرج من أحشاء الإناء الخاص الذي قدسه وكرسه الروح القدس الرب المحيي ، تقدست به البشرية كلها . فإن كانت العذراء القديسة مريم استضافته تسعة أشهر ، فقد استوطنت فيه البشرية أبد الدهر ، فقد صار ابناً للإنسان وهو ابن الله بالصدق والحق بالطبيعة :

" لأنه يولد لنا ولد ، ونُعطى ابناً ، وتكون الرياسة على كتفه ... " ( إش9: 6 )

وكما انفتح بالسرّ الإلهي بطن العــــذراء وحلَّ فيها ، فقد أنشق جنبه على الصليب بالحربة ، ومات وأمتنا معه بسر وحدتنا وقرابتنا له وقام من الأموات وأقامنا معه ، فصرنا فيه وهو فينا ، نحمل سماته كما حمل سمات بشريتنا بتجسده من عذراء الدهور الأم البتول ...

فكما أخذ جسدنا مولوداً من عذراء بتول ، أخذنا جسده قائماً من بين الأموات في سرّ الإفخارستيا العظيم ...

حقاً يا أحباء يسوع أننا أمام عذراء عظيمة بنت إبراهيم عن جدارة ،لأنها جسدت إيمان إبراهيم إذ آمنت وقالت للملاك مبشرها ليكن لي كقولك ، ففي الحال صار إيمانها براً ، فحلَّ في أحشائها ذاك الذي به تتبارك كل أمم الأرض وتتبرر بقوة وسلطان فائق أعظم من إبراهيم أب الآباء بل وكل الأنبياء ، بل لا يقارن بأي برٌ آخر ...

حقاً ما أعظمك أيتها الملكة الأم العذراء إناء الكرامة فخر البشرية

يا أم ربي وإلهي طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب

أن لقلبي لملتهب بحرارة غير عادية تجعلني أكتب بمهابة وشكر

يا لعظم تسبحتك ونشيدك الذي يهز أوتار قلبي بلهفة المحبة

ابتهجي جداً يا ابنة صهيون ،

اهتفي يا بنت أورشليم .

هوذا ملكك يأتي إليكِ ( زك9: 9 )

ما أعظم هيكلك المقدس الذي صار مخصص للملك السماوي

صرتِ حقاً آخر أنبياء العهد القديم وأول أنبياء العهد الجديد

فمن نال من نلتِ يا مريم ، ومن احتوى ما احتويتِ يا إناء الله المختار

يا لروعة جمر النار الخارج من شفتيكِ في أجمل تسبحة سمعتها البشرية

اشتعلت نفسك بنار سماوية متقدة صارت لحن حب خارج من أعماقك

لحن مقدس تبتهج به البشرية وتفرح بالخلاص الأبدي الذي لله الحي

فقد صار إنائك الخاص كمركبة خلاص اسعدت كل البشر

لأن الله فاض فيك وخرج منك نوراً للبشرية كلها

أشفعي فينا لكي تلتهب أحشاء نفوسنا بالحب لله الحي

ونصير معك نسبح الله بنفس ذات التسبحة الحلوة

تسبحة الخلاص والبهجة التي صارت لنا

بصوت ممتلئ مجداً نعظم الرب ونمجده

ونشكره على عظم صنيعه معنا

هذا الذي به يليق كل مجد

وإكرام إلى أبد الآبدين






via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2485&goto=newpost

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق