الخميس، 13 يونيو 2013

حنان ومعانات وشغف ومحبة وصبر الأم


حنان ومعانات وشغف ومحبة وصبر الأم






ااقدم لكم هذه القصة الحقيقيه االتي تعبر عن حنان ، ومعانات ، وشغف ، ومحبة ، وصبر الأم ...



أم سليــــــــــم ألام الطيبـــــــة

تلحقه من مكان الى مكان وبيدها سندويشة اللبنه لتطعمه في يدها . تركض خلفه بين زحام التلاميذ الاطفال

لتسأله عن اذا كان عطشاناً ، أو جيعاناً

وهو يلعب مع رفاقه في باحة المدرسه ، عينها لا تفارقه ، تترقبه ، وتلحظه، وتنظر أليه ببتسامه ، وربما لا تشاهد غيره ولا يلفت انتباهها احدا في هذه الدنيا غيره .



كيف لا وهو وحيدها وهو من يملي عليها بهجة الدنيا ،وهو الروح ، والكبد ، ومقلت العين.

انه سليم ……… سليم هذا الطفل المدلل لدى والدته الست أم سليم ويتيم الاب .



ام سليم : أمرأة متوسطة العمر فقيرة الحال والاحوال، توفي زوجها باكراً ولها أبنها الاوحد سليم

وهي تعمل ( مستخدمة ) في مدرسة أبتدائيه التي تعلم حشيشة فؤادها سليم بها



وام سليم فقيرة المظهر ،فا هي فاقدة لاحدى عينيها ولا ترى سوى بعين واحدة ، مما يجعل شكلها ومنظرها

غير مستحب من قبل بعض تلامذة المدرسة والاطفال .



لكنها تملك قلب ملائكي وتملك عاطفة جياشة لا مثيل لها بين النسوه ، وتملك الحب والخير لكل الناس دون تمييز او تفريق بين احد .



فا أم سليم : معروفة بعفويتها وأيمانها وأخلاصها لعملها وبرائتها الانسانية

وبهذه الصفات ، حائزه على محبة الجميع وتفديرهم واحترامهم لها ، فا الخالة أم سليم :محبوبة الكل وسيرتها العطره على السنت الجميع.



أما حياتها اليومية فا هي مكرسة تماما الى وحيدها سليم التي لا تشبع من النظر أليه وهو بلنسبه لها كل شييء على وجه هذه الكرة الارضيه.

تتعب ام سليم في عملها : من اجل الحصول على القوت اليومي ومتطلبات الحياة ، ولتأمين كل ما يلزم الى ولدها الغالي ولا ترفض له طلب ولا تحرمه من أي شيء يريده سليم ، حتى ولو كلفها نالك غاليا،

فا هي ناذره حياتها ومستقبلها وتعبها من اجله ومن اجل تأمين حياة هنيئه ومريحه ، ليكون انسانا ناجحا وفاعلا

في هذا المجتمع ، وتشوف حالها به وتكبر بشخصة وتفتخر بعلمه وبتربيته الصالحة .

ولكن عندما اصبح سليم يكبر ويتفتح ذهنه قليلا اصبح ينظر الى والدته بنضرة الخجل والعار من شكلها الذي فقدها احدى عينيها. وسبب هذا الخجل البعض من زملائه الذين يعيرونه بأنه ابن ( العوره ) والمرأة المخيفة ، أشارتاً لعينها المفقوده

هذا ما سبب له بعض الاحراج امام زملائه حيث انه كان يطلب من أمه في البيت ان لا تتحدث معه في المدرسه ، ولا تمشي معه امام زملائه الاطفال ممن يعيرونه بأمه .

هذا ما جعلها تتألم من الداخل وينكسر خاطرها وبمرارة ، لكنها لم تشعر ولدها بهذه الحقيقة بل كانت حريصه على تنفيذ رغباته وعدم احراجه امام زملاءه والاخرون حتي لا تتغير نفسيته ويشعر بلذل والاهانه

ولكنهم عندما يعودون الى البيت كانو يصبون وهج احاسيسهم وحنان عواطفهم لبعضهم البعض . فا سليم كان يحب امه كثيرا كثيرا ،وامه كانت تعبده عبادة وتعشق روحه الطاهره، وتدعي له ليل نهار بأن يكبر وتشوفه رجلا وتزوجه وتشوف الدنيا من خلال عينيه …



وبلفعل لم يخنها الزمن فا اصبح سليم يكبر شيئا ً فا شيئاً ويكبر بعقله وذهنه المتفتح والمتميز عن رفاقه بلذكاء الخارق وسرعة البديها ولينل النجاحات المتتاليه والتفوقات المستمره في كل سنه حتى اصبح يضرب فيه المثل بلولد الصالح ،والشاب المؤدب والذكي والمتفوق.

وبدأ يكبر حلم سليم بالعلم والنجاح ، تحت جناحي هذه الامرأه المتواضعة والمسكينه.



ربنا كبير وغفور ورحيم …. اعطاها لام سليم هذه النعمه فا سليم اصبح رجلا متعلما ومسؤولاً كبيرا يتنقل بين هذه الادارة وذاك المدير ويتوج اهم المراتب وارقى المراكز .وما زال تحت جناحي هذه الام الثكلى التي اصبحت تكبر وتهرم شيئاً فا شيئاً.

وتطلب من مهجة فؤادها وبكل اصرر على ان تزوجه وتفرح به على حياة عينها.

فاما كان من سليم إلا وهو رهن التجاوب فاسرعان ما قترن على فتاة جميلة الشكل ومتعلمه ومثقفة تليق بمقام مركزه الاجتماعي والتعليمي . ولكن…؟؟؟؟



بقية عقدة النقص تلازمه كل ما كبر اكثر فا اكثر وهي انه يخجل من منظر والدته امام اصدقائه وامام مجتمعه الحاضر، يتهرب منها امام الناس وليحضر عليها التقوقع والالتزام المنزل خوفا من احراجه امام من كان يتعامل معهم على صعيد الاجتماعي والعملي .



وحتى امام لحظة الفرحة الكبير التي ربما تكون فرحتها تزيد او تفوق فرحته كا عريس ، فا يوم العرس او يوم الفرح يكون فرح الأم اكتر من صاحب الشئن نفسه …الذي قام سليم بلطلب من والدته ان لا تتواجد في الفرح وتتحجج بانها مريضه خوفا من ان يراها الناس والمعزومين وأنسابهم الجدد وربما يسبب منظرها احراجا له



وافقت الام بكل حسرة وتحسر شديد وقبلت ابنها ووحيدها في ذالك اليوم وقالت : مبروك يا عريس

انه اسعد يوم في حياتي ونشالله بتكون جازت السعادة والهناء ، وبتعيش اجمل حياة مع زوجتك الغاليه وبتخلفو بنين وبنات



يالله يا ماما روح لعروستك وضيوفك وألف مبروك يا ابني ..

عاش سليم بشقة سكنية مترفه هو وزوجته ، بينما بقيت الوالدة أم سليم في بيتها القديم المتواضع تعيش من راتبها التقاعدي وتنتظر طلت ابنها عليها بين حين وحين لتضفي عليها بهجتها وفرحتها التي لا مثيل لها



وكان سليم يزور والدته برفقة زوجته التي تشمئز من منظر حماتها ولكنها تعاملها بلطف دون ان تشعرها بذالك وكانو ياخذونها احياناً قليله الى شقتهم اذا لم يكن هنالك ضيوف او ناس ومن ثم تعود الى بيتها القديم التي تشعر فيه بلراحة والطمئنينه اكثر .



مرت الايام ، لينجب سليم اولادا وتكتمل الحياة ببهجتها بلصغار ووجمالهم وبرائتهم ولتضفي على التيته المسكينه اكثر سعادتاً وفرحا بصغار ابنها ووحيدها المدلل سليم ، واصبحة تمشي مساقتاً طويله تعاني من التعب والارحاق من اجل ان تشاهد الصغار وان تكحل عينيها بأحفادها ، على مبدىء المثل القائل ما اغلى من الولد إلا ولد الولد .



ولكنها وبمجرد ان تصل بيت ابنها تتفاجىء بعدم الراحة وعدم الاهتمام من قبل زوجة ابنها واحيانا بتصرفات عصبيه وغضب تنعكس على الاطفال .



مما جعل الوالدة صاحبة النفس العفيفه والمشاعر الحساسة ان لا تأتي أليهم إلا وان ذهب سليم يأخذها الى بيته من اجل ان ترى الاولاد وتفرح بمداعبتهم ، وان تأخر يوما ذهبت لتراهم على طريق عودتهم من مدارسهم ثم تعود ادراجها الى بيتها ململمتاً دموعها و واوجاعها داخل نفسيتها الرئؤفة .



فا بعد ما علمة زوجة ابنها بأن حماتها تشاهد الاولاد في طريق المدرسة زدادت تذمرا وانزعاجا لتقول لزوجها سليم : ان الوضع اصبح لا يطاق مع امك فانها تترقب الاولاد وتلاحقهم بحجة انها تحبهم وتريد مشاهدتهم وانت تعرف امك ؟؟؟؟ والاولاد اصلاً يخافون منها ومن روئيتها !!!!!!



فا غضب سليم وذهب بسيارته الى والدته التي فرحت لرؤيته فا بادرها بالعصبيه والغضب قائلا : انكي تخيفين اولادي ولا اريدك ان تشاهديهم بعد اليوم ولا اريد لاولادي التعقيد والمناظر الغير مألوفه هل سمعتي .... هل سمعتي ... وطرق الباب الخشبي خلفه وذهب ...



جلست ام سليم تبكي وتبكي .. وتتنهنه ... وتطلب من الرب ان يأخذها بعد ان حقق لها حلمها .. بسليم ولاطمئنان على مستقبله وحياة اولاده .. بكت وبكت ... ثم بكت .. وقالت : ربي احفظه واحفظ اولاده وزوجته .. ربي اسعدهم في حياتهم .. ربي .. ربي ..



ذات يوم بينما تفق سابقا سليم وبعض من اصدقائه وزوجاتهم ان يحتفلو بعيد الام مجتمعين ومع بعض وفي كل سنه عند احدى امهاتهم لتكريمها واخذ البركه منها ، وجاء الدور الى سليم الذي لا احد من اصدقائه يعرف امه على الاطلاق .. فا ماذا يعمل وهو دائما المحرج من شكل امه وعينها المنزوعة ؟؟؟؟

فا بعد تفكير اخذ القرار هو وزوجته بأنه يتغيب عن ااجتماع المقرر في بيته بحجة انه ذهب لياتي بامه المريضه ، وهكذا تعتذر زوجته من الموجودين بان حماتها ربما تحتاج الى مشفى و يتعذر حضورها ويقومو بالاحتفال بغياب سليم وام سليم ..



وبلفعل يغادر سليم في ذالك الليله هاربا من احراجات اصدقائه ، ليدور بسيارته الشوارع مضيعتا للوقت ، فا خطر على باله بان يذهب بالفعل الى والدته بيوم عيدها فا يجلس معها قليلا ويكون الوقت قد قطع ريثما يكونو زواره قد انهو حفلتهم وغادرو منزله .



ااوقف سيارته امام منزل والدته التي لم يزرها منذ ثلاثة اسابيع او اكثر ونزل يطرق على الباب الخشبي المتأكل من زمن بعيد فالم يرد احد طرق بقوه وبأقوه لم يلقى جوابا ، قا دق على احد الجيران وسألهم هل تعرفون اين أم سليم .. قالت جارتها المسنه : الغاليه ام سليم ربما نائمه االان فا هي مريضه منذ اكثر من اسبوع والافضل ان تأتي غدا يا ابني افضل من ان توقضها الان

ولكن سليم اصبح اكثر اصرارا لمشاهدت والدته ، خصوصا بعد ان عرف بانها مريضة ، فا اصبح قلبه يخفق ورجليه ترتجف دون ارادته ، عاد ليطرق الباب مجددا ولا حياة لمن تنادي ،



أخيرا قرر ان يخلع الباب ويدخل وهذا لم يكلفه عناء ولا جهد كبير فا الباب قديم وخشبه مهترىء .



دخل سليم ...... السكون مخيم .... والصمت يسود ارجاء هذا البيت القديم ، مشى بهدوء ، وهو يلتفت يمينا وشمالا ، وبدء القلق يسيطر عليه .... ياما .. ياما .. يا ام سليم ....ما في سوى السكون والصمت .. لا جواب لا احد يرد ..





دخل غرفة النوم ليجد والدته على سريرها القديم وهي مستلقيه على ظهرها ومغطاة بشرشف قديم وممزق قليلا من اطرافه .. تقدم نحوها بهدوء وكشف الغطاء عن وجهها ليشاهدها



مغمظة العين .... ومبتسمة الوجه ... لكن لا نفس يخرج .... ولا قلبا ينبض ... ماما .. ماما ... ماما ...



ماتت .... ماتت .. ماتت ام سليم .. توقف هذا القلب الممتلىء بلحنان .. توقف هذا القلب الكبير الذي أتسع الى كل المصائب والصعوبات وتحمل مشاق الحياة ومرارتها ....ماتت .. هذه الام المثاليه ..ماتت هذه الوالدة المعطائه ، الشفوقه المكادحة العفيفة الطاهرة ماتت ماتت ام سليم ماتت ...............



نزلت دمعتان من ذالك الشاب الانيق المظهر الجميل القامه والمنور الوجه بكى وبكي وتنهنه ... بكى سليم المدلل وحيد امه وشحمة كبدها بكى بهدوء .... بكى بكل جوارحه .. بكى بكل احاسيسه .. بكى من كل قلبه ..ثم ضمها ضمها على صدره بحراررررررررة بحرارررة كبيرة وكبيرة جدا وبكى ... لا لا يا ماما لا يا حياتي .. يا اغلى ام بلدنيا لا .. ما تموتي انتي كل شيء انتي العطف والحنان والحب والعطاء والتضحيه وانتي من صنعتني وربيتني وكبرتني وعلمتني انتي انتي انتي ....... وبكى .. ولكن ....ام سليم ماتتتتتتتتتتتتتتتت .



وقع نظره على الطاولة بجانب التخت ليشاهد قطعة قماش من المقصور الابيض ، تقدم ليمسكها بيديه فا وجد ورقتا تحتها فتح الورقة ليقرأ ما في داخلها وبخط مفركش غير مقروىء ألا بصعوبه ، ولكنه علم انه بخط والدته الذي يعرفه جيدا والذي عتاد ان يفك رموزه المبعثره ، وقد كتب في هذه الورقه ....



سليم .:............. يا مهجة كبدي ............ هذا كفني ..........



سليم ............ يا اغلى مخلوق على وجه هذه الدنيا ................. سليم : انت الروح بعد ان راحت روحي .......سليم ....... ربي يحفظك ويعافيك .. ربي يخلي ولادك وزوجتك .. واصدقائك ... ربي يخليك ..

سليم .....ياما يا سليم بحبك يا امي ....حبيتك يا رزقتي ... ياما يا سليم انت بلقلب وبلوجدان وبلروح ...ياما يا سليم ... سامحني يا أمي .. اذا قصرت يوم بحقك .. سامحني يا ماما اذا يوم ما قدرت قوم بواجبك ... سامحني يا امي أذا يوم ما قدرت امنلك طلباتك ....سامحني يا سليم اذا يوم احرجتك ..........؟؟؟

اذا يوم احرجتك يا سليم بكون مش بأيدي يا أمي .. غصب عني وحياتك..بطلب منك تسامحني .. على منظري وقبح شكلي بسبب فقدان عيني ... بس يا سليم ولا مرى سألتني ليش انا ( عوره ) بس ولا مرة يا سليم سالتني من ايه عينك (مجورة ) ولا مرة سألتني : وين عينك يا ماما ؟؟؟؟؟؟؟؟



وانا ما قلتلك :

بس ليوم لازم تعرف يا عيون ماما الحقيقه .. لازم تعرف ياعمري ليش أمك (عوره ) .. لازم تعرف وين وكيف راحت عين امك ... يا بعد عمري يا ماما ..





سليم يا ولدي ...... عيني لها قصه ..

وهي : عندما توفي والدك وكنت صغيرا وقع معك حادث بأن احد الاولاد الكبار قد اطلق عليك الخردق من فوهة بندقيته التي كان يلهو بها فا دخل الخردق في عينك و أطفىء البؤبىء للعين مما جعلك تفقد بصرك ألا بعين واحدى فقط . هذا ما جنن جنوني واصبحت اركض بك من مشفى لاخر ومن طبيب لاخر ولم احصل على نتيجه سوى انك بحاجه الى عين اخرة لتتمكن من الرؤيه الجيدة وبأعين اثنتين بدلا من واحدى



ولكنني لم اتخيلك امامي يوما بعين واحدة ابدا .

فا ذهبت بك للطبيب وطلبت منه ان ينزع العين الصحيحة من عيناي ويزرعها لك بدل عينك التي اصيبة بلعمى وهكذا اصبحت انا بعين واحدا وانت بلعينين يا مهجة كبدي .



ولن اندم يوما ولم اتحسر يوما .. خصوصا عندما اشاهدك وانظر الى قامتك الجميلة ..صدق يا ولدي انها السعادة الحقيقيه والشعور بنشوة الحب والحنان عندما اشاهدك واتلمس وجهك وشعرك عندما اشاهد البسمه على وجهك ...

كنت لي الدنيا يا ولدي ..كنت لي الدماء التي تسري في عروقي يا سليم ...



فا ربي يوفقك ويهنيك بقية عمرك .. ويحفظك من كل مكروه



يا ولدي .. يا سليم .... يا عيون أمك يا سليم ...... يا بعد روحي يا سليم ..



بكى ......... وتزايد نحيبه سليم لما قرأه في هذه الورقة الموجعة ...وبكى ويبكي وهو ينظر الى وجه امه المبتسم وهي جثه هامدة ......وندم ندما شديدا على ما فعله بأمه بعدما ضحت بعينها من اجله وتمنى لو عرف قبل وفاتها لكان فخورا امام العالم بامه التى ضحت من اجلة..





via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2193&goto=newpost

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق