الأربعاء، 17 يوليو 2013

قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ







خلصوا المسوقين إلى الموت

أن أنبا موسى أوصانا بألا نكتم أفكارنا بل نكشفها لمشايخ روحانيين لهم معرفة وتمييز، وليس لمن طال عمره ، وشاب شعره، لأن كثيرين قصدوا أهل كبر السن وكشفوا لهم عن أفكارهم ، وحيث أنه لم يكن عندهم معرفة فعوض العلاج طرحوهم في اليأس ، وهذا ما حدث لأخ من البارزين في الجهاد إذ أنه لا تأذى بالزنى نتيجة كثرة القتال الواقع عليه، ذهب إلى أحد الشيوخ، وكشف له أفكاره، وكأن الشيخ عادما، فضجر منه وقال : " أيها النقي إذ قد تدنست حواسك بهذه الأفكار فعلى أي شئ تتكل ؟ " فلما سمع الأخ قوله ، حزن جداً ويئس من خلاصه، وترك قلايته ، ومضى قاصداً العالم، ولكن حدث بتدبير من الله أن التقي به شيخ آخر، فلما رآه عابسا مضطربا سأله عن حالة قائلاً : " ماذا بك يا ولدى؟" فقال له الآخ : "يا أبى أنى تأذيت بأفكار الزنى ، فمضيت إلى الشيخ فلان، وكشفت له أمري: فبحسب جوابه ليس لى رجاء في الخلاص " .



فلما سمع الشيخ قوله، أخذ يسكن من روعه ويشجعه وابتدأ يعيد إلى نفسه الرجاء في التوبة. قائلا: " لا يغمك هذا الكلا . ولا تيأس نفسك من الخلاص، فها أنا بالرغم مما بلغته من هذا السن وهذه الشيبة، كثيرا ما أتأذى بهذه الأفكار، فلا تحزن من هذا الأشتغال الذي لا يبلغ جهادنا فيه مقدار ما يأتينا رحمة الله ومعونته، لكن هب لى يومك هذا وأرجع إلى فلايتك" ، فأطاع الأخ ورجع إلى قلايته، أما الشيخ الذي رده إلى قلايته، فأتى إلى قلاية ذلك الشيخ الذي قاده إلى اليأس ووقف خارجها وسأل الله بدموع كثيرة قائلاً : " أما أطلب إليك يا ربى وإلهى أن تصرف هذا القتال عن هذا الأخ ، وتسلطه على هذا الشيخ الذي قاده إلى اليأس، وذلك ليجرب في شيخوخته ويتعلم في كبر سنه ما لم يتعلمه في طول زمانه، ليشعر بأوجاع المجاهدين المقاتلين فيتوجع لوجعهم، وبذلك يحصل على منفعة نفسه&quot.



فلما أتم الشيخ صلاته، نظر فإذا بجيش واقف قرب قلاية الشيخ وهو يصوب نحوه سهاما ويجرحه، وإذا بالشيخ يقوم لساعته سكرانا، وخرج من قلايته، واندفع يجول من هنا إلى هناك، ولم يحتمل الوقوف على قدميه، ولا أستطاع العودة إلى قلايته، فسلك الطريق التى سلكها الشاب الذي قطع منه رجاء التوبة مريداً أن يعود إلى العالم، فلما علم الشيخ المختبر بما عزم عليه الشيخ الآخر استقبله وقال له :



" إلى أين أنت ذاهب أيها الأب ، وما سبب هذا الأضطراب الذي اضطرك للخروج من قلايتك ؟ " ، أما هو فتوهم أن الشيخ قد عرف بحاله، ومن الخجل لم يرد عليه جواباً ، فقال له ذاك : " أرجع إلى قلايتك ، ومن الآن كن عارفاً لضعفك، وأعلم بأن إلى هذه الغاية لم تجرب بعد، أما لأن الشيطان كان غافلاً عنك، أو لاستهانته بك، لم يتجرد لقتالك، ولذلك نجوت ، وها قد ظهر الأن أنك غير أهل لأن تعد من المجاهدين، لأنك لم تقدر أن تصارع يوماً واحداً فما أصابك اليوم كان نتيجة لتصرفك مع ذلك الشاب الذي أتاك، وقد أذاه عدونا كلنا، فبدلاً من أن تعينه تشجعه، القيته في اليأس ، ولم تفكر فيما قاله الكتاب : :

خلصوا المسوقين إلى الموت ،


ولم تذكر أنه مكتوب عن سيدك : " قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ " ، فمن اليوم واظل على الصلاة والدعاء، ليصرف الله عنك هذه الضربة التى أصابتك، لأنه قال : " أنا أضرب وأنا أشفي. وأنا أميت، وأنا أحيي" ، وهو الذي يحذر إلى الجحيم ويصعد. ولما قال القديس هذا، صلى إلى الله فانصرف عن ذلك الشيخ ما كان قد نزل به من القتال، ووعظه قائلاً : "يجب أن تسأل الله في كل وقت أن يعطيك لسان أدب لتعرف ماذا ينبغى أن تقوله في وقته"

























via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2316&goto=newpost

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق