ما الذي جعل القيامة تنتشر في العالم؟ لأول وهلة نقول الشهود. في الواقع لا. الذي جعل القيامة تنتشر في العالم هو قوّة القيامة بحدّ ذاتها. اقدم الأناجيل الأربعة هو إنجيل مرقس يليه متى ثم لوقا ثم يوحنا. مرقس يختم إنجيله في الفصل 16 الآية 8 البقية ملحق زيد فيما بعد. فخرجن من القبر ... وما اخبرن احداً. لم يخبروا شيئاً! إذاً ليست قوّة الشهادة هي الأساس لكن قوة القيامة هي الأساس. الحياة "تفرض ذاتها" على العالم. اسئلة كثيرة تتبادر إلى ذهننا ولن نقدر أن نجاوب على كل التساؤلات المطروحة اليوم، لكن هناك قضايا مهمة أحب ان نتوقف عندها: أولاً ما معنى جروحات يسوع أمام توما، لماذا يسوع اظهر جروحاته أمام توما؟ وما هو مفهومها؟ لنقرأ النص: يقول التلاميذ لتوما. أتى الرب. وتوما يجيب إذا لم ارَ لا أؤمن. (يوحنا 20) بعد ثمانية أيام يأتي يسوع. يري توما ويقول له لأنك رأيت آمنت. نلاحظ قبلاً: إذا لم ارَ لا اؤمن. يسوع يقول لأنّك رأيت آمنت: (إيجابي). وطوبى للذي لا يرى (سلبي) ويؤمن (إيجابي). لم ارَ ولم أؤمن: عبء. رأيت وآمنت ليس فيها خلق. لم ارَ وآمنت: فيها خلق جديد. هو يقول له طالما يا توما تريد أن ترى الذي فيه علامات الموت حيّ، لكي تؤمن فأنتَ لم تصل بعد إلى الإيمان الحقيقي. تصل عندما لا تفتش على علامات. أنّ يسوع المصلوب هوَ يسوع الحيّ. تقبل أن تولد مؤمن. يسوع الحيّ القائم من الموت ليس هوَ يسوع الذي لعنه الصليب، ولا لَعنَ المصلوبين، هوَ الذي وضع بعلامات الصليب وبعلامات الصلب علامات الحياة. هوَ الذي وضع بعلامات الموت علامات الحياة. لهذا أقدر أنا أن اؤمن أن المجروح بذكائه إلى ابعد حدود الجرح، مدعو للقداسة وقادر أن يكون قديساً، وأنّ أي إنسان مهما بلغ من الإنغماس في الخطئية هو قادر أن يتوب. والربّ قادر أن يغرز بعلامات الموت حياة. إذا وقفنا عند قصة توما لنسأل ماذا لمس وكيف لمس، لن نفهم شيئاً لكن علينا أن نفهم العمق الإيماني الذي يريد يوحنا أن يدخلنا فيه من خلال لقاء يسوع بتوما. قصة ثانية: مريم المجدلية. غريبة هذه المرأة. لا نعرف عنها شيئاً. كل المذكور عنها واحد عندما تُسمّى مجديلة نعرف شيء واحد سلبي، وكل البقية جيدة: الطيب، القبر، الشيء الواحد السيء يقول عنها الإنجيل مريم المجدلية التي أخرج منها يسوع سبعة شياطين ولا يقول عنها زانية. ليس في الإنجيل أي ذكر للزنى. هذه الملاحظة الوحيدة الذي ذكرها لوقا في الفصل 8 في أوله. هذا كل ما نعرفه قبل قيامة يسوع عند متى ومرقس ولوقا تأتي مع النسوة إلى القبر. عند يوحنا هي وحدها. تصل إلى القبر باكراً ولا تجد يسوع، تعود وتخبر التلاميذ. ومَن يأتي معها: بطرس والتلميذ الآخر يوحنا. الفرق بين بطرس والتلميذ الآخر: بطرس دخل ورأى، التلميذ الآخر رأى وآمنَ... ثم رحلوا، ومريم المجدلية بقيت أمام القبر. رأت يسوع. نعود الى النص: ملاكين رآوها تبكي: يا امرأة لِمَا تبكين... التفتت مريم إلى الوراء، رأت يسوع ظنّته البستاني: يا امرأة لماذا تبكين ومن تطلبين. أخذوا ربّي... إذا كنت سرقته قل لي أين وضعته لآخذه. هوَ المبرِّر وهو المتّهم حتى من قبل الذين يحبّونه، حتى من قبل الذين وضعوا كل حلمهم فيه... ولوَ؟!! وحدك لا تعرف ماذا حلَّ بيسوع (تلميذي عماوس). عندها يسوع ناداها باسمها. وهنا التفتت. وهي التي كانت قد التفتت قبلاً... وهنا ننتبه لا نقرأ الترجمة المسكونية لأنهم حذفوا التفتت مرّة ثانية. الفرق بين الإلتفاتة الأولى التي ظنت فيها أنه البستاني والالتفاتة الثانية التي هي الالتفاتة الحقيقية إلى يسوع. نتكلم عن التوبة، ما هي التوبة، هي الالتفاتة الحقيقية، نحن ربطنا التوبة بالندامة، هناك مطارح ليس عندي شيء اندم عليه لكن حتى عندما لا يكون عندي شيء أندم عليه هناك خطر أن لا اعود التفت إلى الربّ واظن أني أنا الربّ. هنا المهم، الالتفاتة الثانية... فليفحص كل واحد ضميره، أين هوَ، وبأي التفاتة، الأولى ام الثانية. الالتفاتة هي مسيرة في حياتنا إلى أن نصل إلى الالتفاتة الثانية التي تكون عندما نلتقي وجهاً لوجه مع الربّ. إذاً أردنا قراءة إنجيل يوحنا على ضوء الالتفاتة، نرى هذا الشيء الجميل جداً... الفصل الأول الآية 35 أيضاً فيه التفاتة. لكن يسوع هوَ الذي يلتفت: وكان يوحنا في الغد أيضاً قائماً هناك... فقال ها هو حمل الله... فسمع التلميذان فتبعا يسوع... التفت يسوع فرآهما يتبعانه وقال لهما ماذا تريدان... قال لهما تعاليا وأنظرا... يسوع التفت وسألهما ماذا تريدان. عندما تكلّم مع مريم لم يعد هناك قضايا... مَن تريدين. مع التلميذان. قال لهما تعاليا وأنظرا.. ومريم عندما عرفته ركضت لتعانقه، قال لها لا تلمسيني. ماذا يعني هذا: الآن سنلتقي حيث أقيم عند الآب، هناك يكون اللقاء النهائي. أنتِ ما زلتِ في المسيرة صوب الآب. عندما يكتمل صعودي صوت الأب، اي أنا والمؤمنين بي، كل شيء اللفتة واللمسة يصيان شيئاً آخر. القيامة: مسؤولية في الكتاب المقدس نقرأ بين مار بولس وأعمال الرسل نرى أن فعل القيامة أحياناً فاعله يسوع ومثلاً في كورنتس الفاعل هو يسوع ومار بطرس يقول أقامه الله. وشهود يهوَه يستغلوا هذا ليقولوا هوَ ليس الله هذا شأنهم. هذه القراءات المجتزأة للكتاب المقدس لا توصل الى مكان. نحن نجيبهم المسيح قام إذاً هوَ الله. لا للمناقشة بآية ترد على آية. عليك ان تتفق على طريقة قراءة سليمة لقراءة الكتاب المقدس قبل ان تتناقش مع احد واذا لن يقبل فليس هناك طريق للنقاش. او تأخذه كله في عين الاعتبار او لا نقاش صحيح. من هنا اهمية أن نعرف كل الكتاب المقدّس. مع الأسف البعض يتعلمه كلّه ثم يعود ويجزّئه. عندما أقول أقامه الله، أي أعطاه الله القيامة، الحياة حملّه الله الحياة الإلهية، للإنسان الإله الذي هو يسوع المسيح، وهو، هذه الحياة سيعطيها لكلّ البشر. سيقيمنا معه، وهذا يعنى أنّه سيعطينا المجد ذاته الذي له عند أبيه وبالتالي سيحمّلنا المسؤولية ذاتها التي له عند أبيه. ما هي مسؤوليتنا اولاً: أن نكون شهوداً لقيامة يسوع وللقيامة. وليس فقط للقيامة التي ستأتي لكن للقيامة التي أنا أعيشها الآن. انتَ بمعموديتك متَّ وقمتَ مع المسيح، انتَ لا تشهد فقط لقيامة ستأتي، أنتَ تشهد لقيامة حاضرة لقيامة حالّة، آنية. وأكثر عندما يبدو أن الموت فيك اقوى. أي نوع من الموت، اليأس، الحزن، المرض، الخسارة، الفشل، الخطيئة الذي لا تقدر الخروج منها... بكل هذا الموت أنت تكون شاهد رجاء، هناك بذور قيامة في كل هذا. لهذا لا مكان لليأس في المسيحيّة شرط أن تكون تفتش على الرجاء الحقيقي. إذا كان رجاءك مالك او ممتلكاتك هناك مكان لليأس، لكن إذا كان رجاؤك حياة يسوع الذي فيك فلا مكان لليأس. أنت شاهد قيامة حاضرة، أنتَ حيّ بكل ما فيك من موت وحزن ويأس ومرض، وفي قلب كل ما تعاني. القديس شربل عاش دائماً الرجاء، لم يمت أبداً إلا إّذا اخذها بمعنى بدون يسوع أنا ميت. الرجاء والقيامة أُعطيا له، وإلاّ معموديتك ما معناها. لم تأخذها وأنت طفل لكي تتحقق بالملكوت. هذا ليس صحيحاً معموديتك تتحقق الآن. | ||
via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=1992&goto=newpost
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق