مسافر يفسّر الكتاب المقدَّس لمّا سمع الغريب شكوى التلميذَين المتّجهَين إلى عِمَّاوُس قال لهما في لهجة عتاب، لا بل في لهجة عالِمٍ بالأمور المتعلّقة بمعلّمهما أكثر ممّا هما يعلمان: "يا قليلَي الفهم وبطيئَي القلب عن الإيمان بكلّ ما تكلّم به الأنبياء. أما كان يجب على المسيح أن يعاني تلك الآلام فيدخُلَ في مجده؟ فبدأ من موسى وجميع الأنبياء يفسّر لهما في جميع الكتب ما يختصّ به". تحوّل الغريب إلى مفسِّر للكتاب وأستاذ في اللاهوت! ومَن غيره أدرى بحقائق الله وأسرار الدِين؟ فراح يستشهد بالآيات الكثيرة التي وردت في أسفار الشريعة والأنبياء والمزامير مخبرةً عن مخلّص يتألّم ويموت، ثمّ يقوم من بين الأموات في اليوم الثالث، وتُعلن باسمه التوبة وغفران الخطايا لجميع الأُمم، ابتداءً من أُورَشَليم (راجع لوقا 24/46-48). إنّها "ليتُرجيّا الكلمة"، كما نقوم بها في طقوسنا الدِينيَّة.. فيها قراءة وفيها تفسير، فيها حرف وفيها روح، فيها نُور وفيها حياة، فيها حقيقة وفيها هِداية. لا تزال كلمات ذلك الغريب القريب، الغائب الحاضر، موجّهة إلى كلّ واحد منّا: "يا قليل الفهم وبطيء القلب عن الإيمان". إلى متى نبقى مكبّلين بسلاسل شكوكنا؟ إلى متى نظلّ جاهلين لكتابنا المقدَّس؟ إلى متى نعيش وكأنّ لا إنجيلَ لنا ولا انتماء؟ إلى متى نستسلم للأمواج ولا نتشبّث بصخرة إيماننا؟ | ||
via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=1984&goto=newpost
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق