كان الربيع حول التلميذَين في طريقهما إلى عِمَّاوُس، وأمّا في أعماقهما فبرد قارس. كانت الحياة تدبّ على الأرض، وأمّا في صدرَيهما فخوف قاتل. كانت الشمس تلفحهما، وأمّا في بصيرتَيهما فظلام دامس. "وبينما هما يتحدّثان ويتجادلان، إذا يسوع نَفْسه قد دنا منهما وأخذ يسير معَهما، على أنّ أعينَهما حُجبت عن معرفته. فقال لهما: "ما هذا الكلام الذي يدور بينكما وأنتما سائران؟" فوقفا مكتئبَين. وأجابه أحدهما واسمه قَلاوبا: "أأنتَ وحدك نازلٌ في أُورَشَليم ولا تعلم الأمور التي جرت فيها هذه الأيّام؟" فقال لهما: "ما هي؟" قالا له: "ما يختصّ بيسوع الناصريّ، وكان نبيّاً مقتدراً على العمل والقول عند الله والشعب كلّه، كيف أسلمه عظماء كهنتنا ورؤساؤنا ليُحكَم عليه بالموت، وكيف صلبوه. وكنّا نحن نرجو أنّه هو الذي سيفتدي (الشعب). ومع ذلك كلّه فهذا هو اليوم الثالث مذ جرت تلك الأمور. غير أنّ نسوةً منّا قد حيّرنَنا، فإنّهنّ بكّرنَ إلى القبر فلم يجدنَ جثمانه فرجَعنَ وقلنَ إنّهنّ أبصرنَ في رؤيةٍ ملائكةً قالوا إنّه حيّ. فذهب بعضُ أصحابنا إلى القبر، فوجدوا الحال على ما قالت النسوة. أمّا هو فلم يَرَوه". الحياة مسيرة على درب الزمان. نمضي وتمضي معنا الأيّام بحلوها ومرّها. وتتهادى تحت أقدامنا المسالك تارةً فسيحة سهلة، وتارةً ضيّقة وعرة. كم وكم من مرّةٍ شعرنا، نحن أيضاً، بالكآبة والإحباط، والوحدة والعزلة، ورحنا نعصر اليأس علقماً نشربه على قارعة الطريق. في تلك الأوقات العصيبة فلننتبهْ إلى حضور الغريب بقربنا. إنّه المسيح "رفيق الدرب" الذي لا يتخلّى عنّا وإن حُجبت أعيننا عن معرفته "لا تخفْ، أنا هنا... قُمْ وامشِ". المسيح الغائب الحاضر، مسافر معنا بروحه المُحيي ولن يتركنا تائهين، لأنّه وعدنا بقوله "هاءنذا معكم طوال الأيّام إلى نهاية العالَم" (متّى 28/20). | ||
via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=1983&goto=newpost
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق