بعد اكتشاف حقيقة الغريب، لا بل بعد الاقتناع المثير بحقيقة القيامة وعودة يسوع إلى الحياة، لم يستطع التلميذان أن يبقيا في مكانهما، فهل يُعقل أن يُرجئا إعلان الخبر - الحدث إلى اليوم التالي! "وقاما في تلك الساعة نَفْسها ورجعا إلى أُورَشَليم، فوجدا الأحد عشر والذين معهم مجتمعين، وكانوا يقولون إنّ الربّ قام حقّاً وتراءى لسمعان. فرويا ما حدث في الطريق، وكيف عرفاه عند كسر الخبز". لقد تحوّل التلميذان من متشكّكَين خائفَين إلى شاهدَين جريئَين لقيامة المسيح، ومبشّرَين صادقَين برؤيته حيّاً ومعرفته عند كسر الخبز. هذا التحوّل هو عمل النعمة. هي النعمة التي تغيّر النظر فتتساقط الغشاوة وتنفتح الأعين. هي النعمة التي تبدّل القلوب فتزول المخاوف وتضطرم المشاعر. هي النعمة التي تعدّل مسار طريق المؤمن. فليست عِمَّاوُس نهاية المطاف، بل هي عودة إلى بداية. وليست أُورَشَليم مرتبطة بنهاية حياة المعلّم، بل هي انطلاقة البُشرى بالقيامة التي فتحت تاريخ الكنيسة الجديد بالشهادة والدعوة إلى الإيمان لنَيل الخلاص. مسيرتان طويلتان عاشهما تلميذا عِمَّاوُس، مسيرتان شاقّتان، ولكنّهما غيّرتا حياتهما: مسيرة أُولى نحو أُورَشَليم انتهت عند هضبة الجلجلة مع المسيح المصلوب. ومسيرة ثانية نحو أُورَشَليم أيضاً انتهت عند القبر الفارغ مع المسيح القائم من بين الأموات. هي نعمة الروح القُدُس التي ساعدت تلميذَي عِمَّاوُس، كما لا تزال تساعد كلّ مؤمن كي يدرك تكامل سرَّي الصليب والقيامة. خاتمة نشكرك أيّها الربّ يسوع. أنت الغريب القريب، المسافر دوماً معنا على دروب الحياة. إنّك بجانبنا حتّى حين لا تستطيع عيوننا أن تراك وتتعرّف إليك. نشكرك لأنّك كلمة الله وحكمته، ولا تزال تفسّر لنا الكتب، وتكشف لنا سرّ خلاصنا بمعونة الروح القُدُس، وتدعونا لقراءة الماضي في انتباه وصفاء. نشكرك لهذا الخبز المكرَّس الذي تركته لنا عربوناً لحضورك بيننا فنكسره ونذكر موتك وقيامتك إلى أن تأتي (راجع 1قورنتس 11/26). نشكرك لأنّك جمعتنا في كنيستك لنعلن بُشرى انتصارك على الموت وتغلّبك على الخطيئة، ولننشر رسالتك السماويَّة، رسالة المحبّة والأخوّة والتوبة والغفران. | ||
via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=1986&goto=newpost
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق