ميشيل فرنسيس هو علاقة إيمان وعلامة إيمان في آن معا. علاقة إيمان لأنها علاقة مع شخص يسوع المسيح الحاضر معنا والذي ننتظر حضوره في فترة ليست بعيدة أو لنتذكر حضوره على أرضنا من خلال الاحتفال بتذكارات حضوره معنا على هذه البسيطة مثل: الميلاد، والقيامة، والصعود... وهو علامة إيمان لأنه يعبّر بشكلٍ محسوسٍ عن أمورٍ غير محسوسة، عن العلاقة مع الله. فالصوم هو علامة انتظار لحضور الله بشكل مكثّف . ولكن لا يغيب عن ناظريّ المؤمن حضور الله في القريب المحتاج، وبذلك فالصوم هو أيضاً علاقة حبّ وانفتاح القلب على القريب المتألم والمحتاج لأشاركه في خيراتي الروحيّة والماديّة. فنعبّر في الصوم من خلال انقطاعنا عن بعض الأطعمة، على أنّ الطعام الذي نأكله والذي هو عنصر للحياة ليس هو الذي يعبّر عن رغباتنا العميقة، فحياتنا ترغب في الله الذي هو حياتنا ومعناها ومحييها. نبتعد عن وجهٍ من وجوه الحياة لنقول أننا لا نبغي وجوه الحياة المتعدّدة، وإنما نبغي الحياة بذاتها وهي شخص يسوع المسيح. ومن وجوه الحياة: الطعام، والعلاقات الجنسيّة، والشراب، والنوم، واللباس و... فالصوم هو علامة على انتظار المسيح الحاضر والغائب، وهو تعبير عن إيماني بالحياة ما بعد الموت. والسؤال: ما هو رمز التعلّق بالشراب والطعام واللباس والعلاقات الجنسيّة،...؟ لا يمكن اقتفاء أثر هذه الأمور إلاّ من خلال مسيرتها اليوميّة فهي عناصر ضروريّة للحياة. تعبّر عن رغبة الإنسان في الحياة. ولكن إذا تمادى الإنسان في تعلّقه قي إحدى هذه الوجوه فما ذلك إلاّ لشعوره بأنّ حياته مهدّدة وخالية من السلام. فعدم وجود السعادة في واقع حياة المرء تدفعه ليقطف وجهاً من وجوهها الحاضرة أمامه: مأكل، أو مشرب... ولكن لا يجد الإنسان تغيّراً في واقعه، فقلقه يستمر، لذلك يقف أمام خيارين: إمّا أن يصغي إلى ذاته، إلى حياته بكل ما فيها من آلام وأفراح، ويسعي لمعرفة باطنيّة لهذه الحياة. أو أن يهرب نحو وسائل تخدّر ما فيه من قلق واضطراب. فعندما يعيش الإنسان قلقا تجاه حياته فما ذلك إلاّ لكونه قد وعى بأنّها ليست منه، ولن تستمر على الأرض بشكلها الراهن. ولذلك قد يغوص الإنسان في وسائل تخدير للهروب من هذه الحقيقة. مع أنّ حياة الإنسان ليست فانية لكنها تمرّ بالموت لتصل إلى الحياة التي تفيض بالفرح والسلام حيث يجد الإنسان ذاته العميقة. وما الصوم إلاّ شكلاً من أشكال الموت الذي يرمي الإنسان من خلاله الوصول الآن وهو على هذه الأرض إلى تذوق نبع الحياة الذي يجري في أعماقه ويتجاوزها. | ||
via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=1958&goto=newpost
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق