الجمعة، 26 أبريل 2013

طقس الكنيسة في اسبوع الالام كل ما يخص اسبوع الالام



طقس الكنيسة في اسبوع الاًلام










أهمية أسبوع الآلام

أسبوع الآلام، أو أسبوع البصخة المقدسة، هو أهم أيام السنة وأكثرها روحانية. هو أسبوع مملوء بالذكريات المقدسة في أخطر مرحلة من مراحل الخلاص، وأهم فصل في قصه الفداء. وقد اختارت الكنيسة لهذا الأسبوع قراءات معينة من العهدين القديم والحديث، كلها مشاعر وأحاسيس مؤثرة للغاية توضح علاقة الله بالبشر. كما اختارت له مجموعة من الألحان العميقة، ومن التأملات والتفاسير الروحية..

وقد كان آباؤنا القديسون في عصور الكنيسة الأولي يلاقون هذا الأسبوع بكل هيبة وتوقير، ويسلكون فيه بنسك شديد للغاية:

كانوا يمتنعون فيه عن أي طعام حلو المذاق "من الأطعمة الصيامية" كالحلوى والعسل والمربي مثلاً، لأنه لا يليق بهم أن يأكلوا وهم يتذكرون آلام الرب من أجلهم. والبعض ما كانوا يطبخون في هذا الأسبوع شيئاً علي الإطلاق، بسبب النسك من جهة، ولكي لا يشغلهم أعداد الطعام عن العبادة من جهة أخري. وغالبية الناس ما كانوا يأكلون فيه سوي الخبز والملح. والقادرون منهم كانوا يطوون الأيام صوماً، وكانوا يمتنعون عن الطعام من عشية الجمعة إلي ساعة الإفطار في العيد والنسك في هذا الأسبوع كان يشمل الزينة أيضاً. ولذلك كان النساء فيه يمتنعن عن التزين، بل يمتنعن أيضاً عن لبس الحلي..

و كان هذا الأسبوع مكرساً كله للعبادة، يتفرغ فيه الناس من جميع أعمالهم، ويجتمعون في الكنائس طوال الوقت للصلاة والتأمل..

كان الملوك والأباطرة المسيحيون يأمرون أن تتعطل دواوين الحكومة ومصالحها خلال هذا الأسبوع ليتفرغ الناس للعبادة. بل كانوا يسمحون بخروج المحبوسين لكي يذهبوا هم أيضاً إلي الكنيسة ويشتركوا في صلوات هذا الأسبوع العظيم لعل ذلك يكون تهذيباً لهم وإصلاحاً. وممن فعلوا ذلك الإمبراطور ثيئودوسيوس الكبير. وكان السادة يمنحون عبيدهم عطلة طول أسبوع البصخة، فلا يشتغلون هم أيضاً بل يعبدون الرب. وهكذا لا تكون روحيات السادة مبنية علي حرمان العبيد، بل الكل للرب، يعبدونه معا ويتمتعون معا بعمق هذا الأسبوع وتأثيره..





- طقس الكنيسة في أسبوع الآلام

والكنيسة المقدسة تركز كل مشاعرها خلال أسبوع الآلام حول آلام المسيح فقط، وليس أي موضوع آخر. حتى أنها تلغي الصلاة بالمزامير خلال أيام البصخة هذه. لأن المزامير تحوي مواضيع كثيرة، وإشارتها إلي السيد المسيح، تشمل ميلاده وخدمته وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب ومجيئه الثاني في المجد، بينما نحن نريد أن نركز كل صلواتنا وتأملاتنا حول موضوع واحد هو ألام المسيح.

و بدلا من الصلاة بالأجبية والمزامير، تصلي الكنيسة تسبحة خاصة بالبصخة، تقول فيها للرب خلال آلامه عنا. "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلي الآبد آمين يا عمانوئيل ألهنا وملكنا" (لك القوة والمجد والبركة والعزة إلي الآبد آمين يا ربي يسوع المسيح" "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلي الآبد آمين). ثم تضيف عبارة "مخلصي الصالح" إلى الفقرة الثانية وذلك من ليلة الأربعاء لأن التشاور علي تسليم المسيح له المجد كان الخطوة العملية التي قادت إلي تنفيذ عمل الخلاص..هذه التسبحة نصليها في كل ساعات النهار والليل وهي عشر صلوات، خمس بالنهار وخمس بالليل. ونعني بها صلوات الساعة الأولي، والساعة الثالثة، والساعة السادسة، والساعة التاسعة، والساعة الحادية عشرة.

في كل صلاة منها ننظر إلي مخلصنا الصالح في آلامه، ونقول له: نحن نعلم من أنت. أنت (لك القوة والمجد والبركة والعزة إلي الآبد آمين).


و بهذه التسبحة نتتبع السيد المسيح خطوة خطوة معه، في كل أحداث الأسبوع الأخير السابق للصلب. فما هي أحداث هذا الأسبوع، وما هو موقف الكنيسة منها؟



كيف بدأت هذه الآلام؟

في يوم الأحد أحد السعف، أو أحد الشعانين، ذهب السيد المسيح إلي أورشليم حيث استقبله الشعب استقبالاً رائعاً كملك بالهتاف وبسعف النخل وبالتسابيح فارشين أرديتهم تحت قدميه. وارتجت المدينة كلها لمقدمة (متي 21: 10). فكانت النتيجة أن تضايق من ذلك جداً رؤساء الكهنة وقادة الشعب من الكتبة والفرسيين والصدوقيين وحسدوه على هذه المحبة العظيمة التي له في قلوب الناس. وفكروا في أن يتخلصوا منه. وزادهم ضيقاً أنه دخل بسلطان إلي الهيكل وطهره مما فيه من بيع وشراء، حتي. قالوا له بأي سلطان تفعل هذا "متي 21: 23). ومن ذلك الحين فكروا عملياً في قتله، قائلين بعضهم لبعض "هوذا العالم قد سار وراءه" (يو 12: 19).

هؤلاء الرؤساء أرادوا قتله حسداً. ولكن ما هو سر تحول الشعب من هذا الاحتفال الكبير به كملك إلي قولهم فيما بعد "اصلبه، اصلبه" (لو 23: 21).

لعل السر في هذا، هو أن السيد المسيح رفض الملك العالمي الذي عرضوه عليه، لأن مملكته روحية ليست من هذا العالم وبهذا خيب آمالهم العالمية التي ظهرت في هتافهم عندما أستقبله قائلين "مبارك الآتي باسم الرب. مبارك مملكة أبينا الآتية باسم الرب" (مر 11: 9، 10). وهكذا استطاع أن يقنعهم الرؤساء بأن آمالهم قد خابت في المملكة المنتظرة. وكرد فعل ينبغي التخلص من هذا الناصري!!

ومن هنا بدأت فكرة قتله تتحين فرصة للتنفيذ. ولذلك تحتفل الكنيسة ببدء أسبوع الآلام بعد قداس أحد الشعانين..

الكنيسة كلها تجلل بالسواد. القماش الأسود، يحيط بالأيقونات وبالمانجلية وبأعمدة الكنيسة، أحياً بالجدران أيضاً. وأي داخل إلي الكنيسة يشعر أنها في حالة حزن وألم، مشاركة للمسيح ألهنا في ألمه. كما قال القديس بولس الرسول لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه" (في 3: 10)



- الجناز العام

الكنيسة طول أسبوع الآلام منشغلة بآلام المسيح وحده لا تفكر في شيء آخر غيره، ولا ترفع بخوراً. لذلك أن توفي أحد في هذا الأسبوع لا يرفع عنه بخور كسائر الجنازات، بل يدخل إلي الكنيسة ويحضر صلوات البصخة، وتتلي عليه القراءات.


لذلك يقام جناز عام بعد قداس أحد الشعانين من أجل أنفس الذين ينتقلون في البصخة المقدسة.

و يصلي علي الماء لهذه المناسبة. هذا الماء يظنه بعض العوام وغير العارفين إنه من أجل تكريس السعف. وهو من أجل الجناز العام. علينا خلال صلوات هذا الجناز أن نقف معترفين لله بخطايانا، مقدمين توبة صادقه. نحن لا نضمن حياتنا.. ربما تكون هذه الصلوات من أجلنا أطال الله أعماركم.. بعد هذا الجناز وصرف الشعب، يبدأ الانتقال إلي خارج المحلة..



- خارج المحلة

كانت شريعة العهد القديم تقتضي بأن ذبيحة الخطية تحرق خارج المحلة "لا 4: 12، 21). أنها تحمل الخطايا، فلا يصح أن تنجس المحلة، بل تحرق خارجاً.. وهكذا المسيح أيضاً الذي حمل خطايا العالم كله، تألم خارج الباب، خارج المدينة المقدسة. حسبوه خاطئاً، فأخرجوه خارج وأتبعه بقوله:


فلنخرج آذن إليه خارج المحلة، حاملين عاره).. (عب 13: 12)

والكنيسة المقدسة التي هي في أسبوع البصخة تتبع الرب في كل خطواته هي أيضاً تخرج معه خارج المحلة. لذلك يغلق الهيكل ويسد الحجاب، وتترك الكنيسة الخورس الأول خورس القديسين، وتنقل المانجليا إلي الخورس الثاني وتصل بعيداً عن المذبح، بعيداً عن الهيكل، خارج المحلة.. معه، حاملين عاره

نقول له خارج المحلة "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلي الآبد أمين.."

و بهذه التسبحة تتبع السيد المسيح في آلامه خطوة خطوة.. وما أجمل ما نتأمل في كلمات هذه التسبحة، لنعلم ماذا نقوله للرب في آلامه..



لك القوة والمجد والبركة والعزة إلي الآبد آمين..

بهذه التسبحة نرتل للمسيح طول أسبوع الآلام. ونحن نتبعه في كل تنقلاته، وفي كل حالاته. نقولها بدلاً من صلوات الأجبية، في الخمس صلوات النهارية، وفي الخمس صلوات المسائية، ونرددها 12 مرة في كل صلاة بدلاً من المزامير الـ12 التي تشملها كل صلاة من صلوات الأجبية.. يترك المسيح أورشليم ويذهب إلي بيت عنيا، فتتبعه إلي هناك قائلين له لك القوة والمجد والبركة والعزة).. ويتضايق منه الكهنة لتطهير الهيكل، فيقول له "بأي سلطان تفعل هذا؟" أما نحن فنقول "لك القوة والمجد والبركة والعزة … يا عمانوئيل ألهنا وملكنا) يتآمرون عليه كيف يقتلونه أما نحن فنحتج علي مؤامراتهم قائلين له (لك القوة والمجد والبركة والعزة إلي الآبد آمين). ينحني السيد الرب في أتضاعه ليغسل أرجل التلاميذ، ونهتف له نحن قائلين لك القوة والمجد والبركة والعزة). ويصلي في بستان جثسيمان في صراع حتى ينزل عرقة كقطرات الدم. ونصرخ نحن "لك القوة والمجد)..

هكذا نسير معه هاتفين بهذه التسبحة، عندما يقبض عليه، وعندما يحاكم أمام أعدائه، وعندما يكلل بالشوك. وعندما يجلد وعندما يقع تحت الصليب، وعندما يسمر بالمسامير، وعندما يسلم الروح في يد الآب، وعندما يدخل باللص اليمين إلي الفردوس قائلين في كل وقت لك القوة والمجد والبركة والعزة إلي الآبد أمين.








via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2003&goto=newpost

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق