الثلاثاء، 23 أبريل 2013

الغفـــــــــــــــــران


الغفران









تعريف الغفران: الغفران هو أقوى الأعمال التي يستطيع المؤمن أن يقوم بهاولا يستطيع العالم أن يفهم هذه القدرة ولا حتى يستوعب أسباب القيام بها.



الغفران هو أكثر التصرفات غير الطبيعية في عالم الغابةالذي نعيش فيه اليوم.



يقول أحدهم: أن الذي يميز المسيحية عن سائر الدياناتالأخرى يمكن تلخيصه في كلمة واحدة " الغفران&quot.



والغفران – يجب أن يقدم حتى ولو لم يُطلب- و هو من أهم الكلماتالتي نطق بها الرب يسوع نفسه وهو على الصليب: 34 فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْلأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». وَإِذِ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُاقْتَرَعُوا عَلَيْهَا. (لو23: 34)



فلميطلب الجنود الذين صلبوه أن يغفر لهم- ولكن الرب يسوع المسيح أدرك حاجتهم إلىالغفران.



والغفران يتم بواسطة الروح القدس ولكنه عندمايُقدم يوصل للآخرين محبة الله الشديدة .







ولكين فهم معنى الغفران علينا أولاً أن ندرك ما هو ليس غفراناً:-



1- الغفران ليس النسيان- فمن النادر أن تمحى الجروح العميقة من الوعي.



2- الغفران ليس المصالحة- فالمصالحة تتطلب شخصين- لكن الشخص المساء إليه يستطيع أن يغفرللمسئ بدون مصالحة.



3- الغفران ليس صفحاً أو مسامحة- فليس هو التماس العذر لسلوك سئ أوخاطئ.



4- الغفران ليس إغفالا للإساءة - وإنما يعني التعامل مع الإساءة بكلجدية- فلا نتجاهل أو نتعامل معها كأنها شئ غير مهم أو ليس لها عواقب.



5- الغفران ليس فكرة غامضة الملامح عن التسامح - فهذه في أحسن الاعتبارات صورة ممسوخةلمعنى الغفران وفي أسوا الاعتبارات أنها أسلوب لتغطية القضايا الحقيقية للحياة.



6- الغفرانليس منح العفو - فالعفو عمل قانوني يتم بمقتضاه إطلاق سراح المذنب وتجنبهعواقب أعماله مثل الجزاء.







الغفرانصفقة شخصية تُطلق سراح المساء إليه من أسر الإساءة. والغفران الذي تطالب به الكلمةالمقدسة يزيد عن مجرد غفران محدود أو مشروط فكلمة الله تدعو إلى غفران كامل وتاميحدث فيه إبطال لكل المشاعر السيئة تجاه المسئ واستعادة العلاقة والعمل علىتنميتها.









لماذا أغفر؟






1-اغفر لأن الله غفر لك:-



نقرأ عبر صفحات العهد القديم ما يجب عملهلنوال غفران الخطايا. والله وحده يقدر أن يغفر الخطايا وهذا ما يقره داود في (مزمور103: 3 ) فيقول الذي يغفر جميع ذنوبك....



وأعظممثال لغفران الإنسان هو موقف يوسف من إخوته فبالرغم من أنهم باعوه كعبد الإ أنهغفر لهم.



وفي العهد الجديد نرى الرب يسوع حمل الله يأتيإلى العالم ليموت من أجل خطايانا وقد نلنا بدمه الذي سفك مرة واحدة للأبد غفراناًنهائياً لخطايانا، وهذا هو جوهر إنجيل النعمة إن هذا الغفران نعمة لا نستحقها ولكنالله في رحمته تقدم ليمنحا الغفران.



ثمنقرأ عن عمل هذا الغفران في نفوس من نالوه فهو يصنع تحدياً أخلاقياً نجده في وصايامثل:



(متى5:44) 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوالاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَإِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،



(كولوسي3:13) 13مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً،وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى.كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً. 14وَعَلَى جَمِيعِهَذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِي هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ.







خلاصةالقول: الغفران هو عمل الإيمان فعندما أغفر للآخرين فإني أثق في عدالة الله لاعدالتي وعندما أغفر للآخرين أتنازل عن المطالبة بتسوية الحساب وأضع الأمور كلهابين يدي الله ليجري عمله.







2- اغفر لأن نوالك الغفران في المستقبل يتوقف على الغفران الذي تقدمه:-



لسنا مطالبينبأن نغفر للآخرين فحسب ولكننا عندما نطيع تعاليم الرب يسوع نتعلم أيضاً أن نوالالغفران في المستقبل يعتمد على موقفنا من الغفران للآخرين.



في صلاة التلاميذ التي عادة ما نشير إليها باسم الصلاةالربانية- علم الرب يسوع تلاميذه أن يطلبوا الغفران من الآب السماوي على نحو مشابهللطريقة التي يغفرون بها للآخرين ثم يدهشنا الرب إذ يواصل تعليمه فيقول بعد ذلك:



14فَإِنَّهُإِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ،15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْأَيْضاً زَلاتِكُمْ. (متى6: 14- 15)



فيهذه الآية نرى إن نوالنا الغفران يرتبط باستعدادنا وقبولنا لأن نغفر للآخرين.



في(متى18: 22): 22قَالَلَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَمَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ.



سأل بطرس الرب يسوع عن عدد المرات التي يجب أنيغفر لأخيه الذي يسئ إليه وهو يظن أنه رحب الصدر حينما يسأل هل إلى سبع مرات؟!



عندئذيجيب الرب يسوع إجابته الشهيرة: "بلسبعين مرة سبع مرات"



ثم يذكر الرب يسوع مثالاً عن رجل توسللأجل الرحمة فنالها وهو مديون بالكثير ولكنه بعد أن خرج إلى الخارجرفض أن يسامحشخصاً أخر مديوناً له بالقليل، ويصل الرب يسوع بنا إلى نتيجة في أخر هذا المثل أنالله يفعل بنا كما نفعل نحن للآخرين فأن لم نغفر لهم لا يغفر لنا (متى18: 35) 35فَهَكَذَا أَبِيالسَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّوَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاتِهِ».







3-اغفر لأن الغفران يمنح شفاءً ويقوّم العلاقات:-



تحمل تعاليم السيد المسيح مبدأً هاماً جدا:ً" يجب أن اغفر لمن أساء إلىّ " ولكن تفكيرنا البشرى "لماذا"؟!



عليناأن نغفر ليس فقط لأن الله غفر لنا، ولا لأن الله لا يغفر إلا لوغفرنا للآخرين، ولكن لأن هناك أسباباً عملية تجعل الغفران أمراً أساسياً جداً وهي:



أ‌- الغفران يمكنه أن يبطل عمل دائرة اللوم والألم والرغبةفي الانتقام والعنف:



فالمعنى الحرفيللغفران في العهد الجديد هو " أن تطلق سراح نفسك- تحررها &quot.



والسبيل الوحيد لإيقاف سلسلة الألم هو طلب الغفران. وهذا الغفران يسمح للعلاقة أن تبدأ من جديد.







ب- الغفران يخفف من قبضة الإحساس بالذنب داخل الشخص المخطئ:



رغم أن الغفرانلا يكتسب بالمجهود الذاتي ويعطى بدون وجه حق فإنه يقدر أن يحرر الآخرين من الحملالثقيل الذي يرزح تحته المخطئ.















ج- الغفران يجعل مقدمه يضع نفسه في موضع المسئ:



ندرك عبر رحلة الغفران أننا لسنا مختلفين عن المسئ كمانظن وأخيراً ينتهي بنا الأمر في المكان نفسه الذي يقف فيه المسئ لنا.



لقد وضع الله نفسه مكان البشر في التجسد فكان لابد أنيقترب الله بطريقة ما من المخلوقات التي يحبها محبة عظيمة- فجاء إلى الأرض – وعاشبيننا- واختبر معنى أن يكون إنسانا لكن بدون خطية – ووضع نفسه مكاننا- وجُعل خطيةلأجلنا.







أخيراً:



بعد أن درست هذاالموضوع- أغلق عينك أمام الله الآن وأسمح لروحه القدوس أن يفحص قلبك ويشير لك إلىالأمور أو المواقف التي لم تقدم فيها غفراناً أو قدمت فيها غفران غير حقيقي-فالغفران الذي يتوقعه الله منا هو بنفس عمق غفرانه لنا- ولكي نستطيع أن نقدم غفراناًبهذا المستوى علينا أن نستقبله من مصدره الرب يسوع المسيح- فهو وحده القادر أنيطلق فيك القوة التي تستطيع بها أن تغفر.



اسمح لروحهالقدوس أن يشير لك عن أشخاص تحتاج أن تطلق غفران لهم وأغفر لهم في محضر الرب وحده.



تذكر ما جاء في (متى6: 15) فهو القانون الذي يعاملنا بهالله أنه إن لم نغفر لا يغفر لنا.





via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=1925&goto=newpost

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق