الخميس، 23 مايو 2013

الظاهرة الفلكية الخارقة التي حدثت اثناء معركة بيت حورون


الظاهرة الفلكية الخارقة التي حدثت اثناء معركة بيت حورون







بيت حورون: ومعناه بيت المغاير

(1)المدينتان القديمتان : ويطلق اسم " بيت حورون " على مدينتين هما " بيت حورون السفلى "، و " بيت حورون العليا " ( يش 16 : 3 و 5 )، وقد بنتهما شيرة ابنة بريعة بن أفرايم ( 1 أخ 7 : 24 ). وكانت الحدود بين سبطي بنيامين وأفرايم تمر بيت حورون ( يش 16 : 5، 21 : 22 ). وكانت المدينتان في نصيب أفرايم، ومن ثم كانتا تابعتين للمملكة الشمالية بعد أنقسام المملكة. ونقرأ عن سليمان أنه " بنى بيت حورون العليا وبيت حورون السفلى مدناً حصينة بأسوار وأبواب وعوارض " 2 أخ 8 : 5، 1 مل 9 : 17 ) أي أنه قام بتحصينهما.

ونعرف من الآثار المصرية أن بيت حورون كانت أحد الأماكن التي أخذها شيشق ملك مصر من رحبعام. ثم بعد ذلك بعدة قرون رمم بكيديس بت حورون بأسوار عالية وأبواب ومزاليج، " وجعل فيها حرسا يراغمون إسرائيل " ( امك 9 : 5 و 51 ). وفي مرة أخرى قام اليهود بتحصينها في وجه اليفانا ( يهوديت 4 : 4 و 5 ).



(2) ( بيت عور الفوقة وبيت عور التحتة ) : ويطلق على مدينتى بيت حورورن حالياً، بيت عور الفوقة ( العليا ) وبيت عور التحتة ( السفلى )، وهما قريتان تتوجان قمة التل، تفصل بينهما مسافة تقل عن الميلين، وترتفع الأولى نحو 800 قدم عن الثانية. ولم تعد لهما اليوم أهمية، كما أنهما بعيدتان عن طرق المواصلات الرئيسية، ولكنهما على مدي قرون طويلة، كانتا تشغلان موقعين يتحكمان في طرق من أهم الطرق في التاريخ.

عندما هزم يشوع ملوك الآموريين " ضربهم ضربة عظيمة في جبعون وطردهم في طريق عقبة بيت حورون &quot. وعندما نزل الفلسطينيون في مخماس لمحاربة شاولء، أرسلوا فرقة من رجالهم " في طريق بيت حورون "، وهو الطريق الصاعد من سهل عجلون إلى بيت حورون التحتة ( 1.210 أقدام )، ثم يصعد بعد ذلك على حافة الجبل تكتنفه الوديان من الشمال والجنوب حتى يصل إلى " بيت حورون الفوقة " ( على أرتفاع 2.022 قدماً ) ويسير مع نفس الحافة حتى يصل بعد أربعة أميال ونصف الميل إلى الهضبة إلى الشمال من " الجب " ( جبعون ). وتوجد الآن على مسافات متفرقة من هذا الطريق التاريخى، بقايا من الأحجار التي رصفه بها الرومان قديماً، لقد كان هو الطريق العظيم المؤدي إلى قلب البلاد من أقدم العصور إلى نحو ثلاثة أو أربعة قرون قبل الان. ومن هذا الطريق جاء الكنعانيون والإسرائيليون والفلسطنيون والمصريون والآراميون والرومان والعرب الصليبيون، فقد ظل طريقاً مطروقاً منذ أيام يشوع ( يس 10 : 10 ) وعلى هذا الطريق أنهزم القائد السورى سارون أمام يهوذا المكابي ( 1 مك 3 : 13 ــ 24). وبعد ذلك بست سنوات، أنهزم أيضا نكانور بعد تقهقره عن أورشليم، وقتل هناك ( 1 مك 7 : 39 ــ 49 ). كما هرب في هذا الطريق القائد الروماني سيستوس جالوس أمام اليهود في 66 م.

اما الآن فقد أصبح طريقاً مهجورا بعد ان تحول الطريق إلى أورشليم.





معركة بيت حورون:

1) الموقف السياسي :

لقد كانت المعركة التي على أثرها أستولى بنو إسرائيل على جنوبي فلسطين، موضع الأهتمام دائماً، وذلك للظاهرة الفلكية الخارقة التي حدثت في أثنائها.



فعندما زحف بنو إسرائيل على ارض فلسطين، لم يهاجموا دولة واحدة متماسكة، بل كانوا يهاجمون بلاداً يحتلها عدد كبير من الشعوب المتباينة ــ كما كان الحال في بلاد اليونان القديمة في عصورها المتاخرة ــ منقسمة إلى عدد من المجتمعات التي يتكون كل منها ــ في الواقع ــ من مدينة واحدة تحيط بها منطقة زراعية، ولذلك نرى يشوع يدمر مدينتي أريحا وعاي دون تدخل من سائر الآموريين. واستيلاؤه على أريحا، اتاح له أمتلاك وادى الأردن الخصيب. كما أن استيلاءه على عاي، فتح له الطريق إلى سلسلة المرتفعات التي تتحكم في الأقليم، حتى استطاع ــ بدون أي مقاومة ــ ان يقود شعبه إلى جبلي عيبال وجرزيم لقراءة سفر الشريعة من فوقهما.

ولكن عندما رجع بنو إسرائيل بعد قراءة سفر الشريعة، حدث انقسام هام بين اعدائهم. فبالقرب من عاي ــ التي استولى عليها يشوع مؤخرا ــ كانت توجد بئيروت ــ المدينة الصغيرة التي يسكنها الحويون ــ وكان من الجلي ان بئيروت ستكون هدف الهجوم التالي من يشوع، فرأى الحويون ان يعاهدوا بني إسرائيل، فأرسلوا وفداً من جبعون ــ مدينتهم الرئيسية ــ وصدق يشوع والإسرائيليون أنهم قد جاءوا إليهم من بلاد بعيدة ــ وليس من بلاد يجب تحريمها ــ فقطعوا معهم عهداً.

وكان لذلك أثر عاجل في الموقف السياسي، فقد كان للحويين ــ نسبياً ــ دولة ذات شان، وكانت مدنهم تقع على المرتفعات الجنوبية، وكانت جعبون ــ عاصمتهم ــ من أقوي الحصون في ذلك الأقليم ولا تبعد بأكثر من ستة أميال عن أورشليم حصنهم المنيع، فأدرك الآموريون ــ على الفور، في ضوء هذه الخيانة من الجبعونيين ــ أنه يتحتم عليهم القضاء على الجبعونيين قبل ان يتمكن بنو إسرائيل من الانضمام إليهم.

ولما رأى الجبعونيون أنهم قد هوجموا، أرسلوا رسالة عاجلة إلى يشوع، فأسرع يشوع، وهو وجميع رجال الحرب معه وكل جبابرة الباس، بالزحف ليلاً من الجلجال، وهاجم الأموريين في جبعون في اليوم التالي، فبادروا إلى الفرار من أمامه.



(2) خطة يشوع :

لا نعرف أي طريق سار فيه يشوع، ولكن مايستلفت النظر هو أن الأموريين قد هربوا في طريق بيت حورون، أي انهم لم يهربوا إلى مدنهم، بل بالحري هربوا بعيداً عنها. وبالقاء نظرة على الخريطة، يتضح لنا أن يشوع قد نجح بذلك في أن يقطع عليهم خط الرجعة إلى أورشليم، والأرجح أنه تقدم إلى جبعون من الجنوب بدلا من ان يزحف عليها من الطريق المعهود، عبر عاي التي دمرها ,وبئيروت التي عاهدته.

لكنة صعد إلى الجلجال في المنعرجات شديدة الإنحدار بالقرب من أورشليم، فكان معرضاً لخطر شديد اذ كان يمكن للأموريين أن يوقعوا به قبل ان يستطيع تثبيت أقدامه على الهضبة، وبذلك تكون لهم النصرة عليه، وهو ماحدث بعد ذلك مع الأحد عشر سبطاً الذين تكبدوا خسارة فادحة في حزبهم مع البنياميين في نفس هذه المنطقة في أول حرب تدور بين الأسباط ( قض 20 : 1 ــ 28 ). والأرجح ان كسرة بني إسرائيل ــ أمام عاي ــ كانت لمثل هذا السبب، فالقوات التي تمتلك المرتفعات، تستطيع أن تحرز الغلبة على أعدائها دون أن تخشي أن يكر العدو عليها للأنتقام.

ومن المحتمل ان يشوع كرر مرة أخرى ــ على مدى أوسع ــ خطته التي أستخدمها في هجومه الظافر على عاي، فيحتمل أنه أرسل قوة لتجتذب الأموريين بعيداً عن جبعون. وعندما ثم له ما أراد، قاد البقية من جيشه للأستيلاء على الطريق إلى أورشليم وتحطيم الجيوش المحاصرة لجبعون. وإذا كان هذا ما حدث، فلاشك في أن خطته نجحت إلى حدما، فمن الواضح انه قاد الإسرائليين ــ دون أن يتعرضوا لأي خسارة ــ وسحق الأموريين هناك وقطع عليهم خط الرجعة إلى أورشليم لكنه فشل في شيء واحد، فبالرغم من الجهود الهائلة التي بذلها هو ورجاله، نجح الجزء الأكبر من جيش الأموريين في الإفلات من يده والهروب في طريق طويل إلى الشمال، يمر بين بيت حورون العليا، وبيت حورون السفلي.



(3)طلب يشوع :

عند تلك النقطة، حدث ذلك الأمر الذي يستلفت النظر بشدة، فإن سفر ياشر ( الذي يبدو أنه مجموعة من أناشيد الحرب والأغاني الشعبية ) يذكر أن يشوع قال :

يا شمس دومي على جبعون

ويا قمر على وادي أيلون..

فدامت الشمس ووقف القمر

حتى أنتقم الشعب من أعدائه

(يش 10 : 12 )

ثم يواصل الراوي حديثه نثرا، قائلاً :

" فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل " (يش 10 : 13 ).



(4)العلاقات الفلكية :

في هذه العبارات الشعرية والنثرية، نرى ارتباط الظواهر الفلكية. لقد ارتبطت الشمس ــ في نظر يشوع ــ بجبيعون ويمكن للشمس أن ترتبط بمكان ما، في وضعين : فقد تكون فوق رأس المراقب مباشرة، فيعتبر أنها فوق المكان الذي يقف فيه، أو أنه يرى المكان عند خط الأفق والشمس تشرق من ورائه أو تغرب خلفه. ولكن في الحالة التي أمامنا لا يحوط الموقف أي غموض، لان الكاتب يقول لنا إن الشمس وقفت في " كبد السماء " أي فوق الرأس، وهذا أمر بالغ الأهمية لانه يؤكد لنا ان يشوع كان في جبعون عندما نطق بهذه الكلمات، وأنه كان في وقت الظهيرة في يوم من أيام الصيف عندما تكون الشمس في جنوبي فلسطين مائلة عن الخط الراسي بمقدار 58 أو 512.

كما يظهر القمر مرتبطا بوادي أيلون، أي أنه كان منخفضاً عند الأفق في ذلك الأتجاه، وحيث أن أيلون في الشمال الغربي من جبعون، كان معنى هذا أن القمر كان على وشك الغروب، مما يدل على أنه كان في " التربيع الثالث "،بينما كانت الشمس في كبد السماء ــ كما سلف القول ــ ثم أن الشمس لم تعجل للغروب. ونرى في ذلك توكيداً على ان الوقت كان وقت الظهيرة.

وذكر القمر هنا يتضمن أكثر مما يبدو على السطح، فهو يقدم لنا دليلاً بالغ الأهمية، على ان التفاصيل الفلكية الواردة في القصة، جاءت من شاهد عيان للأحداث، وقد سجلها لنا بكل دقة.

وهناك تفسيرات عديدة لهذه الظاهرة الفلكية، فيها أن النهار استطال حتى أستطاع يشوع أن يلحق بأعدائه. ويقول اخرون إن السحب قد حجبت أشعة الشمس الحارقة حتى يستطيع يشوع ــ في جو لطيف نوعا ــ ان يلحق بأعدائه، ولكن النص صريح في أن ذلك اليوم قد استطال بصورة معجزية ( يش 10 : 13 ).



ويبدو أن هناك إشارة أخرى في الكتاب المقدس إلى هذه الحادثة العظيمة، وذلك في نبوة حبقوق :

والشمس والقمر وقفا في بروجهما،

لنور سهامك الطائرة، للمعان برق مجدك،

بغضب خطرت في الارض،

بسخط دست الامم " ( حب 3 : 11 و 12 )


الرب حارب عن إسرائيل : لقد انهالت حجارة عظيمة من البرد من الغرب، مما خفف من وطاة حرارة الشمس المحرقة، و " حارب الرب عن إسرائيل " لأن العاصفة حاصرت الأموريين، فبينما هم هاربون "في منحدر بيت حورون"، رماهم الرب بحجارة عظيمة من السماء.. والذين ماتوا بحجارة البرد هم أكثر من الذين قتلهم بنو إسرائيل بالسيف ( يش 10 : 11 )، " ولم يكن يوم مثل ذلك اليوم قبله ولابعده سمع فيه الرب صوت انسان " ( يش 10 : 14 ) وليس ما جعل ذلك اليوم فريداً بين الأيام، وهو العاصفة وحجارة البرد، ولا وقوف الشمس في كبد السماء، ولكن هو أن يشوع تكلم بهذه الكلمات، ليس في صيغة صلاة أو تضرع، بل بصيغة الأمر، وكان الطبيعة كانت طوع أمره وسمع الرب له، ونفذ الرب أمر بشر. وهذه صورة سابقة لذلك الوقت الذي ظهر فيه من هو أعظم من يشوع والذي " أنتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم " 0 مت 8 : 23 ــ 27 ).





via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2135&goto=newpost

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق