مريم المجدلية في الأناجيل القانونية والكتب الأبوكريفية
تعتبر مريم المجدلية من أكثر وأهم الشخصيات النسائية التي وردت في العهد الجديد والكتب الابوكريفيه المسيحية، بل ومن أكثر الشخصيات التي نُسجت حولها الأساطير والروايات،
في العصور الوسطى، لأنها كانت أكثر النساء التلميذات تعلقاً بشخص المسيح، وخاصة أنها الوحيدة التي يذكر الكتاب أنه أخرج منها سبعة شياطين، فكانت تدين له بالفضل والعرفان كثيراً، كما كانت مع " يونّا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة وأخر كثيرات كنّ يخدمنه من اموالهنّ"، وكانت واقفة عند الصليب كشاهد عيان لصلبه، وكانت مع أخر من تركنه بعد الدفن، فقد كانت تراقب القبر مع مريم أم يعقوب، وكانت مع أول من ذهب إلى القبر لتطييب جسده، وهناك رأت الملائكة المبشرين بقيامته، وكانت أول من شاهد المسيح بعد قيامته، وأرسلها الرب لتبشر التلاميذ بقيامته، فكانت كما دعاها العلامة هيبوليتوس؛ "رسولة للرسل"، وكانت أول من بشر الرسل، خاصة يوحنا وبطرس، بقيامته.
ويقول تقليد الكنيسة الأرثوذكسية أنها ذهبت مع القديسة مريم العذراء إلى أفسس وهناك انتقلت من هذا العالم، وأن رفاتها نقلت إلى القسطنطينية سنة 886م.
ويؤكد المؤرخ الروماني جريجوري أسقف تورز Gregory of Tours (538 -594 م)، والذي كان من الغال، فرنسا حالياً، نفس هذا التقليد، في كتابه ((De miraculis, I, xxx) ويقول أنها ذهبت إلى أفسس ولم يذكر قط أنها ذهبت إلى فرنسا. مع ملاحظة أنه عاش في القرن السادس، أي أنه لم يكن لأسطورة ذهابها إلى فرنسا وما ترتب عليها من روايات أسطورية بعد ذلك أي وجود على الإطلاق!!
وفي القرن الثالث ربطها البعض بمريم التي من بيت عنيا، أخت لعازر ومرثا، التي دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها: " وكانت مريم التي كان لعازر أخوها مريضا هي التي دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها " (يو11 :2)، " ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر الميت الذي أقامه من الأموات. فصنعوا له هناك عشاء. وكانت مرثا تخدم وأما لعازر فكان احد المتكئين معه. فأخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها. فامتلأ البيت من رائحة الطيب " (يو12 :1-3).
كما وصف البعض مريم أخت لعازر بأنها هي نفسها المرأة الخاطئة: " وإذا امرأة في المدينة كانت خاطئة إذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب " (لو7 :42و43)
مع ملاحظة أن القديس لوقا ذكر، أيضاً، حادثة استضافة مريم ومرثا، التي ذكرها القديس يوحنا، أعلاه، بعد ذكر حادثة المرأة الخاطئة بعدة إصحاحات، وفي مناسبة أخرى غير المذكور فيها المرأة الخاطئة، ولم يربط بين الموقفين أو الشخصيتين نهائياً:
" وفيما هم سائرون دخل قرية فقبلته امرأة اسمها مرثا في بيتها. وكانت لهذه أخت تدعى مريم التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه. وأما مرثا فكانت مرتبكة في خدمة كثيرة. فوقفت وقالت يا رب أما تبالي بان أختي قد تركتني اخدم وحدي.فقل لها آن تعينني. فأجاب يسوع وقال لها مرثا مرثا أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة. ولكن الحاجة إلى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها " (لو10: 38-42).
وفي القرن الرابع أعتبر البعض المرأة الخاطئة هي نفسها المرأة الزانية التي أمسكت في ذات الفعل (يو8: 3). وفي القرن السادس ربط التقليد الكاثوليكي النسوة الثلاث معاً وذلك بناء على ما قاله البابا جريجوري الأول (591م) في عظته التي قال فيها: " أنها هي التي دعاها لوقا بالمرأة الخاطئة، وهي التي يدعوها يوحنا مريم [ التي من بيت عنيا ]، ونحن نؤمن أنها مريم التي أخرج الرب منها سبعة شياطين".
والذين ربطوا بين المرأة الخاطئة والمرأة الزانية، ركزوا على عبارة " امرأة خاطئة "، وفهموها بمعنى زانية، مع أن الكلمة المستخدمة في قوله " امرأة خاطئة " هي " ἁμαρτωλός - hamartōlos " لا تفيد أنها زانية لأن الكلمة مستخدمة في العهد الجديد بمعنى الخاطيء أو الخاطئة بدون تحديد خطية معينة. وتبنت الكنيسة الكاثوليكية هذا التفسير منذ ذلك الوقت، والذي ساد منذ ذلك الوقت في الأوساط الدينية والفنية الأوربية، فراح الفنانون يرسمون المجدلية بشعر طويل أحمر وملامح تظهرها كزانية، وهكذا صورها فيلم آلام المسيح مؤخراً، بسبب فكر مخرجة الكاثوليكي، وظلت هذه الصورة سائدة عند الكاثوليك إلى أن أعلن الفاتيكان مؤخراً، أن المجدلية ليست هي المرأة الزانية!!
وعند التدقيق في نصوص الإنجيل بأوجهه الأربعة، الموحى بها بالروح القدس، يتبين أنه لا يوجد أي صلة بين الثلاثة، بل الأربعة، فالمجدلية ذكرت باسمها تحديداً، خاصة في الإنجيل للقديس لوقا والذي ذكر المرأة الخاطئة في نهاية الإصحاح السابع، ومريم أخت مرثا في الإصحاح العاشر، دون أي رابط بينهن، وذكر المجدلية معرفة بأنها التي أخرج منها الرب سبعة شياطين في بداية الإصحاح الثامن ولم يربطها بأي من المرأتين الأخريين مطلقاً. فلا يمكن أن تكون هي أخت لعازر فهي من مجدل، ومريم أخت لعازر من بيت عنيا، كما لا يمكن أن تكون إحداهن هي المرأة الخاطئة أو الزانية، فليس هناك أي إشارة أو تلميح لذلك، بل كل واحدة منهن مستقلة بذاتها.
هذا ما ذكره الوحي الإلهي في الإنجيل بأوجهه الأربعة عن المجدلية، وأتبعه في ذلك التقليد الأرثوذكسي، حتى الآن، وما يقول به معظم البروتستانت، وعادت إليه الكنيسة الكاثوليكية مؤخراً. ولا توجد أي علاقة بين ذلك وما نسج حولها من خرافات وراويات خيالية وأساطير، وما زعمه كُتّاب روايتي " الدم المقدس، الكأس المقدسة " و " شفرة دافنشي.
أما الكتب الأبوكريفية فقد صورتها كشخصية محورية في بعض الكتب مثل إنجيل مريم المجدلية وإيمان الحكمة وإنجيل فيليب وحوار المخلص، وإنجيل توما، حيث تتحاور مع المسيح في الأمور الروحية والسمائية ويكشف لها أسرار الروحيات والسمائيات. وأنها دخلت الملكوت بتحولها إلى ذكر روحياً.
ولكنها لا تؤيد أي شيء آخر مما قيل عنها من خرافات، ولا علاقة لما جاء بهذه الكتب الأبوكريفية من فكر غنوسي وما نسج حول المجدلية من أساطير.
تعتبر مريم المجدلية من أكثر وأهم الشخصيات النسائية التي وردت في العهد الجديد والكتب الابوكريفيه المسيحية، بل ومن أكثر الشخصيات التي نُسجت حولها الأساطير والروايات،
في العصور الوسطى، لأنها كانت أكثر النساء التلميذات تعلقاً بشخص المسيح، وخاصة أنها الوحيدة التي يذكر الكتاب أنه أخرج منها سبعة شياطين، فكانت تدين له بالفضل والعرفان كثيراً، كما كانت مع " يونّا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة وأخر كثيرات كنّ يخدمنه من اموالهنّ"، وكانت واقفة عند الصليب كشاهد عيان لصلبه، وكانت مع أخر من تركنه بعد الدفن، فقد كانت تراقب القبر مع مريم أم يعقوب، وكانت مع أول من ذهب إلى القبر لتطييب جسده، وهناك رأت الملائكة المبشرين بقيامته، وكانت أول من شاهد المسيح بعد قيامته، وأرسلها الرب لتبشر التلاميذ بقيامته، فكانت كما دعاها العلامة هيبوليتوس؛ "رسولة للرسل"، وكانت أول من بشر الرسل، خاصة يوحنا وبطرس، بقيامته.
ويقول تقليد الكنيسة الأرثوذكسية أنها ذهبت مع القديسة مريم العذراء إلى أفسس وهناك انتقلت من هذا العالم، وأن رفاتها نقلت إلى القسطنطينية سنة 886م.
ويؤكد المؤرخ الروماني جريجوري أسقف تورز Gregory of Tours (538 -594 م)، والذي كان من الغال، فرنسا حالياً، نفس هذا التقليد، في كتابه ((De miraculis, I, xxx) ويقول أنها ذهبت إلى أفسس ولم يذكر قط أنها ذهبت إلى فرنسا. مع ملاحظة أنه عاش في القرن السادس، أي أنه لم يكن لأسطورة ذهابها إلى فرنسا وما ترتب عليها من روايات أسطورية بعد ذلك أي وجود على الإطلاق!!
وفي القرن الثالث ربطها البعض بمريم التي من بيت عنيا، أخت لعازر ومرثا، التي دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها: " وكانت مريم التي كان لعازر أخوها مريضا هي التي دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها " (يو11 :2)، " ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر الميت الذي أقامه من الأموات. فصنعوا له هناك عشاء. وكانت مرثا تخدم وأما لعازر فكان احد المتكئين معه. فأخذت مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها. فامتلأ البيت من رائحة الطيب " (يو12 :1-3).
كما وصف البعض مريم أخت لعازر بأنها هي نفسها المرأة الخاطئة: " وإذا امرأة في المدينة كانت خاطئة إذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب " (لو7 :42و43)
مع ملاحظة أن القديس لوقا ذكر، أيضاً، حادثة استضافة مريم ومرثا، التي ذكرها القديس يوحنا، أعلاه، بعد ذكر حادثة المرأة الخاطئة بعدة إصحاحات، وفي مناسبة أخرى غير المذكور فيها المرأة الخاطئة، ولم يربط بين الموقفين أو الشخصيتين نهائياً:
" وفيما هم سائرون دخل قرية فقبلته امرأة اسمها مرثا في بيتها. وكانت لهذه أخت تدعى مريم التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه. وأما مرثا فكانت مرتبكة في خدمة كثيرة. فوقفت وقالت يا رب أما تبالي بان أختي قد تركتني اخدم وحدي.فقل لها آن تعينني. فأجاب يسوع وقال لها مرثا مرثا أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة. ولكن الحاجة إلى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها " (لو10: 38-42).
وفي القرن الرابع أعتبر البعض المرأة الخاطئة هي نفسها المرأة الزانية التي أمسكت في ذات الفعل (يو8: 3). وفي القرن السادس ربط التقليد الكاثوليكي النسوة الثلاث معاً وذلك بناء على ما قاله البابا جريجوري الأول (591م) في عظته التي قال فيها: " أنها هي التي دعاها لوقا بالمرأة الخاطئة، وهي التي يدعوها يوحنا مريم [ التي من بيت عنيا ]، ونحن نؤمن أنها مريم التي أخرج الرب منها سبعة شياطين".
والذين ربطوا بين المرأة الخاطئة والمرأة الزانية، ركزوا على عبارة " امرأة خاطئة "، وفهموها بمعنى زانية، مع أن الكلمة المستخدمة في قوله " امرأة خاطئة " هي " ἁμαρτωλός - hamartōlos " لا تفيد أنها زانية لأن الكلمة مستخدمة في العهد الجديد بمعنى الخاطيء أو الخاطئة بدون تحديد خطية معينة. وتبنت الكنيسة الكاثوليكية هذا التفسير منذ ذلك الوقت، والذي ساد منذ ذلك الوقت في الأوساط الدينية والفنية الأوربية، فراح الفنانون يرسمون المجدلية بشعر طويل أحمر وملامح تظهرها كزانية، وهكذا صورها فيلم آلام المسيح مؤخراً، بسبب فكر مخرجة الكاثوليكي، وظلت هذه الصورة سائدة عند الكاثوليك إلى أن أعلن الفاتيكان مؤخراً، أن المجدلية ليست هي المرأة الزانية!!
وعند التدقيق في نصوص الإنجيل بأوجهه الأربعة، الموحى بها بالروح القدس، يتبين أنه لا يوجد أي صلة بين الثلاثة، بل الأربعة، فالمجدلية ذكرت باسمها تحديداً، خاصة في الإنجيل للقديس لوقا والذي ذكر المرأة الخاطئة في نهاية الإصحاح السابع، ومريم أخت مرثا في الإصحاح العاشر، دون أي رابط بينهن، وذكر المجدلية معرفة بأنها التي أخرج منها الرب سبعة شياطين في بداية الإصحاح الثامن ولم يربطها بأي من المرأتين الأخريين مطلقاً. فلا يمكن أن تكون هي أخت لعازر فهي من مجدل، ومريم أخت لعازر من بيت عنيا، كما لا يمكن أن تكون إحداهن هي المرأة الخاطئة أو الزانية، فليس هناك أي إشارة أو تلميح لذلك، بل كل واحدة منهن مستقلة بذاتها.
هذا ما ذكره الوحي الإلهي في الإنجيل بأوجهه الأربعة عن المجدلية، وأتبعه في ذلك التقليد الأرثوذكسي، حتى الآن، وما يقول به معظم البروتستانت، وعادت إليه الكنيسة الكاثوليكية مؤخراً. ولا توجد أي علاقة بين ذلك وما نسج حولها من خرافات وراويات خيالية وأساطير، وما زعمه كُتّاب روايتي " الدم المقدس، الكأس المقدسة " و " شفرة دافنشي.
أما الكتب الأبوكريفية فقد صورتها كشخصية محورية في بعض الكتب مثل إنجيل مريم المجدلية وإيمان الحكمة وإنجيل فيليب وحوار المخلص، وإنجيل توما، حيث تتحاور مع المسيح في الأمور الروحية والسمائية ويكشف لها أسرار الروحيات والسمائيات. وأنها دخلت الملكوت بتحولها إلى ذكر روحياً.
ولكنها لا تؤيد أي شيء آخر مما قيل عنها من خرافات، ولا علاقة لما جاء بهذه الكتب الأبوكريفية من فكر غنوسي وما نسج حول المجدلية من أساطير.
via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=2140&goto=newpost
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق