عودة إلى حضن الآب
فى الأحد الثالث من الصوم يسرد لنا السيد المسيح مثل الابن العائد إلى أبيه. لعل الابن الأصغر هو الأمم الذين شردوا بعيداً عن الله، والابن الأكبر هو اليهود الذين عاشوا في كنف الله ولكنهم لم يكونوا بحسب قصده وفكره. الأصغر تاه بعيداً والأكبر تاه داخل البيت.
الأصغر هو الشاب المشغول بتفاهات العالم وشهواته، حتى أنه رفض الآب السماوى وابتعد عنه. والأكبر لا يفضله كثيراً... فهو الشاب المتدين بكبرياء وانحراف، حتى إنه رفض فرحة الآب بعودة الخاطئ...
ذروة القصة تكمن في هذه العبارة المقدسة: "أقوم وأذهب إلى أبى، فقام وجاء إلى أبيه" (لو 18:15-20). الصوم الكبير هو موسم هذه العودة المحببة. عودة الابن الذى أكل من شهوات الخنازير ولم يعطه أحد - أى لم يشبع، وعودة الابن الذى استكبر أو قل تحجر من كثرة الممارسة الروحية الباردة الآلية دون روح ودون إحساس بالآب السماوى.
ماذا سينتظر العائد هناك :
- الآب السماوى يتحنن فليس الآب شرطياً ولا جلاداً بل أب
- الآب السماوى يركض... فهو يتوقع أننى متهالك ومتعثر... وينتظر مني خطوة واحدة، ليركض هو ويكمل المشوار .
- الآب السماوى يقع على عنقه ويقبله... فالحضن الإلهى مفتوح لأعتى الخطاة.. ولأنجس الأشرار حتى يتطهر بقبلات فم المسيح .
- الحلة الأولى... يستعيد الإنسان بهاء معموديته والاستنارة .
- خاتم في يده.. الروح القدس يتجدد فينا.. ويملأنا من مواهبه وثماره .
- العجل المسمن... ذبيحة الإفخارستيا العظيمة التي بها نتحد بالله وننال الغفران والثبات والحياة الآبدية .
- نأكل ونفرح ... طوبى لمن يأكل في حضور المسيح وفى كنفه .
- الحياة... كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد... حقاً بعيد عن الله لا توجد حياة بل وهم وموت ودمار وفى المسيح وحده الحياة .
- كل مالي فهو لك... أخيراً يعطينا السيد الآب كل ماله... فنصير بالحق أغنياء به وبخيراته المقدسة .
ليتنا نعود إلى حضن الآب العظيم
via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=1018&goto=newpost
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق