الأحد، 31 مارس 2013

للشياطين حيل كثيرة





















من حيل الشياطين












بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث









للشياطين حيل كثيرة






صارت بعضها معروفة






ومنها:






**






تقديم خطيئة بإسم فضيلة:






الشيطان خبيث.






ويرى أن بعض الناس يرفض ضميرهم الخطيئة إن كانت مكشوفة.






فلا مانع عنده من أن يعرض خطايا معينة بغير أسمائها, بأسلوب يسهل قبوله, بحيث تلبس الخطايا ثياب فضائل..






فالتهكم على الناس والإستهزاء بهم, يقدمه على اعتبار أنه لطف وظرف, ومحبة ودالة, وخفة روح ومحاولة للترفيه.






والدهاء أو الخبث يسميه بإسم الذكاء!






أما الكذب فيمكن للشيطان أن يقدمه بإسم الحكمة, كنوع من حسن التصرف أو انقاذ للموقف.






والطبيب قد يكذب على المريض مرات, ويسمى ذلك






"حفظ معنويات المريض"






وحمايته من الأنهيار.






والبعض قد يسمى أنواعاً من الكذب بإسم الكذب الأبيض.






وربما يعتبره فى أول أبريل دعابة وفكاهة..






والقسوة على الأبناء يقدمها الشيطان للآباء بإسم الحزم والحرص على تأديبهم وتربيتهم ومنعهم من الأنحراف, وربما تقودهم هذه القسوة إلى الأنحراف للهروب من قسوة الآباء.






وهذا ما يريده الشيطان.






والتزين الذى يصل إلى التبرج, يُقدم بإسم الأناقة والنظافة..






وقد يقدم للبعض جريمة القتل بإسم آخر.






فقتل الأخت الخاطئة يسميها غسل عار الأسرة.






وقتل آخر يطلق عليه إسم الدفاع عن الوطن أو الدفاع عن الدين أو تطهير الأرض من المخطئين أو من الطغاة...






لا مانع عند الشيطان من الدخول فى خداع المسميات.






إذ يرى أنه ليس من (الحكمة) أن يسمى الخطية بأسمائها المنفرة, ففى ذلك كشف لأوراقه.






وعدم الوصول إلى هدفه. البخل مثلاً لا يسميه بخلاً لأن هذا الأسم غير مقبول.






إنما يسميه






"حسن تدبير المال"






أو عدم الأسراف وعدم التبذير.






أو حفظ المال لحاجة المستقبل... وهكذا العلاقات الشبابية غير الطاهرة يسميها بإسم الحب, بينما هى شهوة وليست حباً.






وإعطاء الخطية إسم الفضيلة, يساعد الخطاة على الأستمرار فيها.






كما يوقف تبكيت الضمير فلا يزعج الإنسان أو يقوده إلى ترك الخطية.






فليحترس إذن كل أحد من هذه المسميات الزائفة, ولا يسمح للشيطان أن يخدعه.






فالخطية هى الخطية مهما اختفت وراء إسم آخر.









***









ومن حيل الشيطان أيضاً التدرج الطويل:






إن وسائل الشيطان تتعدد, وقد يبدو بينها أحياناً شئ من التناقض بين أسلوب وآخر, ولكن يجمعها هدف واحد وهو إسقاط الفريسة.






فالشيطان فى بعض الأحيان قد يضربه ضربة سريعة فجائية, بحيث لا يكون الشخص مستعداً لها.






وأحياناً يعمل فى تدرج طويل لا يشعر به صاحبه.






والتدرج يلزمه وقت قد يطول.






ولكن الشيطان لا يهمه الوقت, بل يهمه السقوط.






والتدرج يصلح غالباً للأشخاص الذين لا يقبلون خطية معينة بسهولة.






ولكن الشيطان يوصلهم إليها تدريجياً فى هدوء, بجرعات قليلة أو قليلة جداً, تزداد بالوقت حتى تقضى عليهم.






وقد يقسّم الخطية إلى مراحل, كل مرحلة تثبت أقدامها بالوقت.






إنه يحب






- حينما يضرب الضربة-






أن تصيب مقتلاً.






وهذا يتطلب منه أحياناً تمهيدات طويلة المدى.






بحيث حينما يدخل القلب يجده مزيناً مفروشاً مهيئاً لعمله, ويجد الضحية جاهزة بلا مقاومة.






وحتى إن قاومت تكون بلا قدرة على الإطلاق, فتسقط أمامه بسهولة...






وفى خطة التدرج, كل خطوة يقترب فيها الشخص إلى جو الخطية تجعله يعتادها, وتضعف إرادته أمامها.






وبمرور الوقت يألفها ولا تصبح غريبة عليه.






وبالتدريج تدخل إلى فكره ثم إلى مشاعره...






ومن أمثلة التدرج الطويل, تأتى العادات.






وكل عادة مسيطرة على الإنسان, اتبدأ هكذا مطلقاً. ربما كان هو المسيطر عليها أولاً ويستطيع تركها.






ولكنه بالتدرج الطويل فقد سيطرته, ثم سيطرت العادة عليه.






وربما قال له الشيطان فى أول خطوة:






"جرّب أو اختبر.. الحياة كلها خبرات, والأمر بيدك تستطيع أن تمتنع وقتما تشاء&quot.






وظل به هكذا إلى أن أتى الوقت الذى فيه سلّم إرادته بالتمام, ولم يعد يقاوم, بل لا يشاء أن يقاوم...






ونصيحتنا لمقاومة سياسة التدرج هذه التى ينتهجها الشيطان, أن يبعد الشخص عن الخطوة الأولى بكل حزم, مهما بدت بريئة أو حاول الشيطان أن يقنعه بأنها بريئة.






احترس من كذب الشيطان إن قال لك إنها خطوة واحدة ولن تتكرر أو لن تتطور. فالشيطان لا يقبل على خطته أن يتركها عند حدود الخطوة الواحدة, دون أن يتقدم بها باستمرار نحو هدفه البعيد. إذن احترس حتى من الخطوة الأولى, وليس فقط من تطورها, مهما بدت هذه الخطوة فى نظرك من الأمور الصغيرة...









***





من حيل الشيطان أيضاً, (الأمور الصغيرة)!




إنه يحارب بها, لأن الشخص قد لا يهتم بها, ولا يحترس منها... بل يقول لنفسه:




"وهل مثلى يخاف من هذه الأمور الصغيرة. إنها قد تتعب المبتدئين. أما نحن فقد كبرنا عن أمثال هذه الأمور..!"




حقاً إن شيطان الأمور الصغيرة يمكن أن يهلك الإنسان.




فيمكن أن تغرق سفينة من ثقب صغير فى قاعها.




والإنسان لا يشترط أن يكون موته بواسطة وحش خطير يفترسه, إنما يكفى لموته ميكروب لا يُرى بالعين المجردة أو مجر فيروس...




والأمور الصغيرة قد لا تكون صغيرة فعلاً, ولكن الشيطان يسميها هكذا.




والله- تبارك اسمه قد يختبر إرادتنا بأى اختبار مهما كان بسيطاً, ولكن تنكشف به نفسيتنا من الداخل.




هذه الأمور الصغيرة قد تكون مثل قليل من التساهل مع الحواس أو القراءات أو السماعات, أو عدم التدقيق فى الكلام, أو تمسك الإنسان برأيه, وعدم استشارية لأحد, أو عدم لوم النفس على أخطائها, أو التقصير فى الصلوات..




وطريقة الخلاص من شيطان الأمور الصغيرة هى فى حياة التدقيق


.












via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=1022&goto=newpost

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق