السبت، 30 مارس 2013

الله الآب الحنون


الله الآب الحنون









انجيل اليوم الخاص بالأب الحنون أو بالأبن الضال هو “مثل الأمثال” أو “انجيل الأناجيل”، هو لوحة، لذلك من العدل تسمية لوقا بالإنجيلي الرسام، على الإنسان المسيحي أن يعتبر قصة الابن الضال هي قصته الشخصية ويطابقها إما بالأبن الضال أو الأبن الكبير البار.

الأبن الضال

أخذ الأبن الضال حصته من ورثة أبيه وذهب إلى بلد بعيد عائشاً حياة ضالة. يشدد القديس يوحنا الذهبي الفم كيف أن الإنسان الذي يخطئ يغادر بيت الله أبيه خلسة، إلى البلاد الغريبة، الضلال هي خطيئة، بكل أشكالها، هي عبودية للإنسان لا بل هي سجن وعبودية، تحكمه أكثر من أي حاكم آخر والذي يقع في مصيدتها يحكمه أكثر الحكام وحشية ويجبره أن يقوم بأكثر الأعمال قذارة، هذا العبودية تحكم الإنسان بقساوة وبلا شفقة.



ليس هدف المثل التحدث عن الضلال بل لإظهار أمرين اثنين: الأول إظهار كيف بفقدان الإنسان خوف الله يصير إلى انحطاط، وثانياً كيف بهذا السقوط الرهيب هناك امكانية للخلاص، حيث يوجد دوما طريق للعودة. بقدر ما الخطيئة تسبب الخجل بقدر سهولة الوقوع فيها، بسببها يُظلم الذهن ويتنقل الإنسان كأعمى، الغريب والمهم أن الإنسان من بعد الوقوع فيها يبقى إنسان ويملك قيمته الكبيرة واللهب المتقد بداخله، بوجود ملكوت السموات فيه، يبقى مشتعلا وحياً.

يشدد القديس يوحنا الذهبي الفم أن أسوء الخطايا هي اليأس وتضم بداخلها كل الخطايا. عدم التوبة هي تجديف على الروح القدس، ولا تسمح للخاطئ بالعودة للذات، وتسبب اليأس، مغلقة كل الطرق الحقيقية للعودة والتوبة. الأبن الضال قام بكل الخطايا ولكنه رغم انغماسه بها لم يصل لليأس “اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطأت الى السماء وقدامك”.

الله الأب المحب

ينتظر ويسامح، ما معنى عودة وتوبة الابن الضال إن لم ينتظره الله ويسامحه؟ لا يكفي للإنسان أن يعترف بخطاياه ويطلب غفرانها لأن ذلك ليس توبة بل هو حزن على الخطيئة. التوبة هي شعور جميل مفرح داخل قلب الإنسان التائب، هي حنين العودة، هي فرح ورجاء لا بأعمال صالحة نقوم بها بل بنعمة الله، ينتظر الله كلمة “أخطأت” حتى يلبسنا الحلة الأولى الجديدة.

الابن الأكبر

استنكر وندد شخص يسوع المسيح قساوة ووحشية تعامل المفترضين أبراراً تجاه الخطأة، وكما هو واضح من المثل أن الأبن الأكبر ليس باراً مفترضاً بل باراً حقيقياً وعاملاً، ينقصه المحبة التي هي علامة القديسين، وحيث لا يوجد محبة يتحول الإيمان إلى تعصب بربري لا يمكن السيطرة عليه، والرجاء إلى إحساس بارد وأعمال الرحمة لتحصيل حاصل ” لكي ينظروكم” (متى 1:6) وبالعموم كلها خداع.

علينا التفكر كالقديسين بأن نخاف الله وأن لا نعزي أعمالنا الصالحة المعمولة أمامه لأنفسنا بل إلى نعمة الله، هذا الفكر يقودنا لبيت الله وحيث فيه الخلاص لكل الداخلين فرحاً وشكراً. آمين







via مين غيرك بيحن عليا http://www.meen-8yrk.com/vb/showthread.php?t=994&goto=newpost

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق